اخبار العراق
موقع كل يوم -المسلة
نشر بتاريخ: ٨ تشرين الثاني ٢٠٢٥
8 نونبر، 2025
بغداد/المسلة: يدخل العراق مرحلة من أشد فصول المنافسة السياسية سخونة، مع اقتراب الاستحقاق الانتخابي في 11 نوفمبر الجاري، وسط مشهد يصفه مراقبون بأنه 'سباق على المعنى قبل الكرسي'، إذ تدور رحى الصراع في بغداد التي تحولت مجدداً إلى ساحة اختبار لهوية الدولة ووجهها القادم.
ويفيد محللون بأن غياب التيار الصدري عن المشهد لم يُطفئ حدة التنافس، بل زادها اشتعالاً، بعدما أفسح فراغه المجال أمام قوى الإطار التنسيقي لتوسيع حضورها، بينما تحاول كتل أخرى إعادة تعريف خطابها السياسي بين شعارات الهوية ووعود الإصلاح. ويرى متابعون أن هذا التوازن الهش جعل من بغداد مركز استقطاب يعيد إنتاج انقسامات قديمة بأدوات جديدة.
ويؤكد أكاديميون تحدثوا لوسائل إعلام محلية أن الحملات الانتخابية في العاصمة تبتعد عن البرامج الخدمية وتقترب من خطاب الاستقطاب المذهبي، في محاولة لاستمالة جمهور مؤدلج.
ويشير أحد الباحثين إلى أن بعض القوى تعمد إلى 'استحضار الذاكرة الطائفية' لتأمين ولاءات انتخابية، بينما يزداد نفور 'الأغلبية الصامتة' التي تميل إلى المقاطعة.
ويحذر خبراء من أن الشعارات الرنانة التي تتكرر في الحملات لا تستند إلى برامج واضحة، بل تُستخدم كأدوات تعبئة عاطفية، وسط غياب رؤية اقتصادية أو اجتماعية واقعية.
وتفيد مصادر رقابية بوجود تجاوزات مالية وإدارية، من بينها استغلال المنجزات الحكومية في الدعاية، واستخدام المال العام بطرق غير مباشرة لتعزيز الحضور الانتخابي.
ويشير متابعون إلى أن التحالفات الكبرى باتت تراهن على رموزها أكثر من برامجها؛ فـ'دولة القانون' يعيد إنتاج الزعامة عبر رموزه التقليدية، بينما يطرح 'تقدم' خطاب الشباب والكفاءات، في حين يعتمد 'تحالف الإعمار' على إرث المشاريع الحكومية.
أما في المحافظات المختلطة، فيتوقع محللون استمرار الصراع بين المكونات بسبب هشاشة الثقة وغياب الضمانات.
ويخلص مراقبون إلى أن هذه الانتخابات قد تكون اختباراً أخيراً لقدرة النظام السياسي على تجديد شرعيته، وسط خوف من أن تتحول صناديق الاقتراع إلى مرآة لمجتمع منقسم يبحث عن هوية أكثر من بحثه عن دولة.
About Post Author
moh moh
See author's posts






































