ما هي أعراض نيكتوفيليا وما أسبابها؟

متابعة-جودت نصري

نيكتوفيليا هو خوف غير عقلاني أو خوف شديد من الظلام، ويعاني المصابون برهاب الخوف من القلق الشديد والتوتر ومشاعر عدم اليقين فيما يتعلق بالظلام. يأتي مصطلح نيكتوفيليا من كلمتين يونانيتين هما nyktos (الليل) و phobos (الخوف)، وقد اكتشف العلماء أن الظلام يخلق استجابة 'مروعة' في الدماغ، مما يؤدي إلى إطلاق مواد كيميائية تزيد من إدراك الشخص للقلق. وفي حين أن بعض الناس يمكنهم تهدئة هذا القلق المتزايد، لا يستطيع الآخرون ذلك، ويتضخم لديهم هذا القلق الشديد، علماً أنه من الشائع أن يشعر الأطفال بالخوف من الظلام، لكن هذا عادة ما يختفي هذا الخوف مع تقدمهم في السن. وعندما يكون الشخص مصاباً برهاب نيكتوفوبيا، يمكن أن يصبح خوفه من الظلام مُنهكاً، فقد يرفض الخروج ليلاً، أو يتجنب مثلاً الذهاب إلى دور السينما أو منازل الأشخاص الآخرين أو أي مناطق قد يتعرض فيها للظلام بسبب القلق الذي يسببه ذلك.

قد يكون من الصعب التمييز بين الخوف الطفيف من الظلام والرهاب الخطير، وتتضمن بعض أعراض الخوف من الظلام ما يلي:

-المعاناة من ردود فعل متزايدة تجاه الظلام، مثل نوبات الهلع أو القلق.

-الخوف المستمر والمتزايد من الظلام.

-تجنب الانخراط في الأنشطة الاجتماعية أو العمل بسبب هذا الخوف.

-اضطرابات شديدة في النوم نتيجة الخوف من الظلام.

وقد وجدت دراسة صغيرة أجريت على أكثر من 100 مشارك، والتي نشرت في مجلة علم النفس التجريبي، أن الأشخاص الذين أبلغوا عن قلة النوم كانوا غالباً غير مرتاحين في الظلام وأكثر عرضة للقلق أثناء النوم في الظلام، وقد يعاني بعض الأشخاص الذين يعانون من نيكتوفوبيا من قلق أكبر حول وقت النوم عندما يعلمون أن الليل والظلام قادم. وعند الأطفال غالباً ما يحدث الخوف من الظلام جنباً إلى جنب مع اضطراب قلق الانفصال، فقد تتسبب هذه الحالة في خوف الطفل من الانفصال عن أحد الوالدين.

يحدث النيكتوفوبيا نتيجة التغييرات الدماغية المعروفة التي تحدث في غياب منبه ضوئي وتزيد من القلق، كما قد يكون للخوف من الظلام صلة بالخوف من العنف أو الإيذاء، فقد أثبتت الأبحاث أن الناس غالباً ما يبلّغون عن مشاعر خوف أقوى عندما يواجهون مساحات مظلمة أو غامضة، وعندما لا يستطيع الشخص الرؤية بسبب الظلام، فإنه عادة ما يبدأ في التخيل أو الخوف من التهديدات التي تنتظره. يعتقد الخبراء أن الظلام يزيد أيضاً من حواس الشخص الأخرى، فعندما لا يتمكن الشخص من رؤية مصدر الضجيج أو الحركة، فمن المرجح أن يشعر بالخوف الشديد عندما يسمع أو يشعر بشيء ما. وفي بعض الأحيان، قد لا يعرف الإنسان سبب تأثير الظلام عليه، فبالنسبة للبعض يكون رهاب الخوف هو سلوك مكتسب أو يزداد سوءاً، بينما بالنسبة للآخرين هو سلوك موجود منذ فترة طويلة يمكنهم تذكرها.

تتضمن بعض استراتيجيات علاج رهاب نيكتوفوبيا في المنزل ما يلي:

-تحديد عبارة تكيف لتقليل القلق، مثل أن يكون الشخص لنفسه: 'إنها مظلمة لكنني بأمان'، فقد يؤدي تكرار العبارة إلى جعل الشخص يشعر بقلق أقل.

-ممارسة تمارين التنفس العميق لإبطاء الأفكار وتعزيز النوم، وتشمل الأمثلة إدراك دخول الهواء وخروجه من الأنف والتركيز على التنفس البطيء والعميق.

-التركيز على تخيل صورة إيجابية في الظلام، مثل صورة حيوان أليف محبوب أو مكان يحب الشخص زيارته، إذ يمكن أن تساعد هذه الصور الإيجابية الشخص في التغلب على مشاعره السلبية تجاه الظلام.

-ممارسة استرخاء العضلات التدريجي، وتتضمن هذه التقنية الاستلقاء أو الجلوس وتخيل كل جزء من الجسم يبدأ بالاسترخاء. ويمكن أن تساعد هذه الخطوات في تعليم الجسم الاسترخاء وتقليل القلق عندما يتعين على المصاب برهاب نيكتوفوبيا مواجهة الظلام، ولكن إذا وجد المصاب برهاب نيكتوفوبيا أن هذه الاستراتيجيات غير فعّالة، فقد يتوجب عليه زيارة اختصاصي في الصحة العقلية.

تشمل خيارات علاج رهاب نيكتوفوبيا ما يلي:

-العلاج السلوكي المعرفي (CBT)

تتضمن هذه التقنية مناقشة الاضطراب ومساعدة الشخص على فهم كيفية تأثير الظلام على الدماغ، وسيساعد اختصاصي الصحة العقلية الشخص بعد ذلك على تحديد الأفكار المحددة التي تسب له قلقاً كبيراً فيما يتعلق بالظلام ويشرح له كيف يمكنه تعديل هذه الأفكار مع مرور الوقت.

-التعرض

سيوصي بعض المتخصصين في الصحة العقلية بالعلاج بالتعرض، حيث سيختبر الشخص الظلام لفترات طويلة، إذ يؤدي هذا التعرض إلى 'إزالة حساسية' الفرد، بحيث يشعر بقلق أقل تدريجياً في كل مرة يكون فيها في الظلام.

-الأدوية

قد يصف الأطباء أيضاً أدوية للعلاج المؤقت للقلق أو لتعزيز النوم إذا كان الفرد يعاني من قلق وأرق شديد نتيجة رهاب النيكتوفيليا، ومع ذلك فإنَّ هذه الأدوية لا تعالج الرهاب الأساسي أو سببه، من المرجح أن يحتاج الشخص إلى علاج السبب الرئيسي.