فتنة الانتخابات تشق حكومة ألمانيا.. العيون على كرسي الحكم

15 شهرا يحكم المستشار أولاف شولتز ونائبه روبرت هابيك ألمانيا بتناغم وتعاون رغم أزمات التضخم والطاقة.

لكن علاقة الرجلين الآن محطمة كما لم يحدث من قبل منذ تولي الائتلاف الحالي الحكم أوائل ديسمبر/كانون الأول 2021.

ووفق صحيفة 'بيلد' الألمانية، فقد تلاشت الثقة بين شولتز وهابيك، خاصة بعد مفاوضات استمرت 30 ساعة في وقت سابق هذا الأسبوع لتجاوز خلافات رئيسية بين أحزاب الائتلاف الحاكم.

الصحيفة فسرت توتر العلاقة بين المستشار شولتز (الحزب الاشتراكي الديمقراطي) ونائبه هابيك (حزب الخضر) بشكل ملحوظ، إلى أن كلاهما يريد التنافس على منصب المستشار في الانتخابات التشريعية المقررة خريف 2025.

الصحيفة نقلت عن مصادر لم تسمها أن شولتز يملك رؤية سلبية عن هابيك، ويرى الأخير 'نخبوي جدا'، وينظر للناس من برج عاجي.

كما يرى المستشار نائبه، مهتزا ولا يتناقش مع حزبه قبل طرح مقترحات أو مشاريع.

فيما يرى شولتز نفسه مدافعًا عن الناس العاديين، الذين يحميهم بالحكمة والرؤية ومهارات التفاوض.

في المقابل، يعتبر هابيك أن وصول شولتز لمنصب المستشار خطأ تاريخي، وهو مقتنع بأنه لم يكن ليحدث لو كان هو مرشح حزب الخضر للمستشارية في انتخابات 2021، وليس وزيرة الخارجية الحالية أنالينا بيربوك.

وعلى مدار 30 ساعة مقسمة على يومين، اجتمع في المستشارية، قادة أحزاب الائتلاف الحاكم في ألمانيا الذي يضم: الحزب الاشتراكي الديمقراطي، والخضر، والحزب الديمقراطي الحر، في محادثات، شملت قائمة من مواضع الخلافات؛ منها مسائل استراتيجية الأمن القومي، وشق الطرق، توربينات الرياح وغيرها.

هذه المحادثات كان هدفها الرئيسي هو نزع فتيل الخلاف في هذه الملفات الرئيسية والحيلولة دون انهيار الائتلاف مبكرا، ونجحت في التوصل إلى نزع فتيل الأزمات مؤقتا.

وكان روبرت هابيك نائب المستشار ووزير الطاقة والمناخ، بطل إحدى الأزمات داخل الائتلاف الحاكم، في الفترة الماضية، بعد أن ألقى حجرا ثقيلا في مياه الحكومة الراكدة، وأعلن عن مقترح لحظر استخدام الغاز والنفط في التدفئة، في مسعى لفرض أجندة حزب الخضر في مكافحة المناخ على الحكومة.

وفي اجتماع لحزب الخضر، قبل أسبوع، تذمر هابيك من موقف الأحزاب الأخرى من مقترحه، وقال: إنه 'من غير المقبول أن شريكا واحدا فقط في الائتلاف هو المسؤول عن التقدم والآخرين مسؤولين عن منع التقدم'.

ووفق صحيفة 'بيلد'، فإن مشكلة هابيك الرئيسية تتمثل في أن خطته للتدفئة لا تحظى بشعبية لدى الناخبين، إذ يحصد حزب الخضر حاليًا 18 % فقط من معدلات التأييد، وهو في المركز الثالث.

فيما يأتي الحزب الاشتراكي الديمقراطي في المركز الثاني بـ19 % متخلفا بـ10 نقاط كاملة عن الاتحاد المسيحي المعارض متصدر الاستطلاعات.