"في يوم المياه العالمي".. كيف تعزز دول الخليج أمنها المائي؟

طه العاني - الخليج أونلاين

ما هي أبرز مشاريع المياه في دول الخليج؟

تحلية مياه البحر واستثمار المياه الجوفية وتعزيز سدود مياه الأمطار.

ما كلفة مشاريع المياه المرتقبة في دول مجلس التعاون؟

خصصت نحو 61.5 مليار دولار لاستثمارات جديدة في المشاريع المائية.

ما هي الدولة الأعلى عالمياً في تحلية المياه؟

تتصدر السعودية دول العالم بمشاريع تحلية المياه.

يعد ملف الأمن المائي أحد أبرز القضايا الاستراتيجية التي تشغل دول العالم لكونه يمس حياة الشعوب ووجودها، حيث تعاني مناطق شاسعة من نقص حاد في المياه الصالحة للشرب.

وتحتفي الأمم المتحدة باليوم العالمي للمياه في 22 مارس من كل عام، بهدف تسليط الضوء على أهمية المياه العذبة، وضرورة تفعيل الإدارة المستدامة للموارد المائية وحمايتها، وجاءت فعاليات عام 2023 تحت عنوان 'تسريع وتيرة التغيير بغية إيجاد حل لأزمة المياه وخدمات الصرف الصحي'.

واتخذت دول الخليج العديد من الإجراءات والخطط الاستراتيجية الواعدة لتأمين المياه، حيث كشفت مجلة ميد البريطانية، في فبراير 2023، بأن دول مجلس التعاون خصصت 61.5 مليار دولار لاستثمارات جديدة في المشاريع المائية.

السعودية

وتواصل السعودية خططها نحو تعزيز الأمن المائي والاستفادة القصوى من الموارد المائية المتاحة، من خلال تنفيذ برامج وضوابط لترشيد الاستهلاك والمحافظة على المياه الجوفية.

ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن وكيل وزارة البيئة والمياه والزراعة لشؤون المياه، عبد العزيز بن محارب الشيباني، في 22 مارس 2022، أن الوزارة تشرف على أكثر من 8700 بئر حفرتها لتأمين مياه الشرب في أنحاء المملكة، كما تشرف على تشغيل وإدارة 563 سداً، وتسعى إلى تعزيز الاستفادة من مياه الأمطار عبر التخطيط لتشييد حوالي 1000 سد جديد.

وأوضح الشيباني أن المياه الجوفية تعتبر المخزون الاستراتيجي للمملكة، حيث وضعت الوزارة سلسلة من الضوابط لمنع استنزافها والإسراف في استهلاكها، خصوصاً أن جزءاً كبيراً من المياه الجوفية غير متجدد.

وتحرص المملكة على نشر الوعي بشأن ترشيد استهلاك المياه، كما توفر التقنيات الحديثة التي تضمن عدم الإسراف، مع تهيئة البيئة النظامية المناسبة لإصدار التراخيص ومراقبة الأنشطة التي لها علاقة باستخدامات المياه.

وفي مجال تحلية مياه البحر تمثل السعودية 15.5% من قدرة التحلية العالمية، وذلك من خلال توجه المملكة نحو المزيد من الاستثمار في تحلية المياه كوسيلة لزيادة موارد المياه الجوفية أو المياه السطحية.

وتعمل الاستراتيجية السعودية الشاملة للمياه 2030 على دمج التوجهات والسياسات والتشريعات والممارسات في قطاع المياه على المستوى الوطني لمواجهة التحديات الرئيسية وإعادة هيكلة القطاع.

قطر

وتعمل دولة قطر على استدامة توفير خدمات المياه بجودة عالية، والارتقاء بها إلى أفضل المستويات، مع الالتزام بمعايير الصحة والسلامة المحلية والدولية، وفق استراتيجية شاملة.

ونجح البرنامج الوطني 'ترشيد' في تحقيق الإدارة المتكاملة والمستدامة للموارد المائية بالدولة في خفض معدل استهلاك المياه للفرد بفارق كبير عن السابق.

وذكرت صحيفة 'الشرق' القطرية، في 21 مارس 2023، أن مؤسسة 'كهرماء' الحكومية استطاعت خلال السنوات الماضية تلبية الطلب المتزايد على المياه رغم ارتفاع الاستهلاك السنوي، محققة أهدافها الاستراتيجية بتعزيز الأمن المائي القطري.

وطوّرت قطر سعة مخزونها الاستراتيجي من المياه، ورفعت السعة التخزينية من 1000 إلى 2400 مليون غالون، أي ما يعادل زيادة بنسبة 140% في مخزونها من مياه الشرب.

وبلغ إجمالي إنتاج المياه السنوي في قطر خلال 2022 نحو 671 مليون متر مكعب، كما تم تدشين شبكات مياه جديدة بأطوال تصل إلى 151 كيلومتراً، لتحسين أداء شبكة المياه وتوصيل المشتركين الجدد، ودشنت كهرماء 64 مليون غالون إضافية في مشروعات الخزانات العملاقة، بما يعادل 4.5% من السعة الإجمالية للمشروع.

الإمارات

ويحظى الأمن المائي بأهمية قصوى في الإمارات ضمن مستهدفاتها المستقبلية ومسيرتها التنموية، ويبرز ذلك من خلال إطلاق استراتيجية الأمن المائي 2036.

ونقلت وكالة الأنباء الإماراتية 'وام' عن وزير الطاقة والبنية التحتية الإماراتي سهيل المزروعي، في 22 مارس 2022، قوله إن الاستراتيجية تتكون من 3 برامج، وهي إدارة جانب الطلب على المياه، إدارة إمدادات المياه، وإنتاج وتوزيع المياه في حالات الطوارئ.

وكشف المزروعي أن السعة الإجمالية لمحطات تحلية مياه البحر المثبتة حالياً تبلغ 1.590 مليون غالون يومياً، وبحلول عام 2025 ستصل السعة الإجمالية المثبتة إلى 2.150 مليون غالون يومياً، وذلك استناداً إلى المحطات الجديدة والمحدثة في الإمارات، حيث تعد الإمارات ثاني أكبر منتج لمياه التحلية في العالم.

وتعتبر موارد المياه الجوفية أحد المصادر الرئيسية للمياه المستخدمة في الإمارات، حيث تغطي أكثر من 95% من استخدامات المياه الزراعية.

وتهدف استراتيجية الأمن المائي 2036، إلى خفض إجمالي الطلب على المياه بنسبة 21%، وزيادة معدل إعادة استخدام المياه العادمة المعالجة إلى نسبة 95%، وزيادة التحلية القائمة على الأغشية إلى 54% من مزيج إمدادات مياه الشرب، وتقليل المياه غير المولدة للإيرادات إلى أقل من نسبة 10%.

الكويت

ورغم فقرها المائي تصنّف الكويت بين الدول الأعلى عالمياً في استهلاك المياه، وسط دعوات متزايدة لترشيد استهلاك المياه في البلاد.

وتخطط الكويت لتحقيق الأمن المائي واستدامته، حيث تنفق قرابة 4 مليارات دولار على تحلية المياه سنوياً، لتغطية استهلاك الفرد الذي يصل إلى نحو 500 لتر من المياه يومياً.

ولتعزيز الأمن المائي شكّل مجلس الوزراء الكويتي، في 8 أغسطس 2022، 'اللجنة الوطنية العليا لتعزيز نظام الأمن الغذائي والمائي' برئاسة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير النفط ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء، وتتمثل مهمة اللجنة في وضع 'خارطة طريق' موضع التنفيذ يتم اتباعها من أجل تطوير استراتيجية الأمن المائي والغذائي.

وتؤكد الكويت إعداد الخطط اللازمة لضمان وصول مواطنيها إلى المياه العذبة رغم الضغوط وزيادة الطلب على الموارد المائية، حيث من المتوقع أن تزداد حاجة البلاد إلى المياه العذبة بنسبة 20 -30% من مستواها الحالي بحلول عام 2030.

وذكرت مجلة ميد البريطانية، في فبراير 2023، أن الكويت تخطط لتنفيذ مشاريع مياه بقيمة 5.5 مليار دولار.

البحرين

وأعلنت البحرين، في 16 مارس 2023، إعادة تشكيل مجلس الموارد المائية، المسؤول عن السياسات الاستراتيجيات المائية، ومراقبة تنفيذها للتأكد من سيرها وفق الخطط المرسومة.

وذكرت وكالة الأنباء البحرينية، في 22 مارس 2021، أن البحرين حققت العديد من الإنجازات في مواجهة التحديات المائية التي تواجهها من حيث قلة الموارد المائية، وارتفاع الكثافة السكانية من جهة، وتغير أنماط الاستهلاك والمتطلبات المائية للقطاعات المتنامية، من جهة أخرى.

ولفتت إلى أن توسعة محطات التحلية في البحرين رفعت حصة الفرد من المياه إلى حوالي 300 متر مكعب في السنة.

وذكرت صحيفة الوطن البحرينية، في 5 يناير 2023، أن إجمالي استخدام المياه في البحرين يصل إلى حوالي 432 مليون متر مكعب في العام، ويتم الاعتماد على المياه المحلاة بشكل شبه كلي في إمداد القطاع البلدي بمتطلباته.

عُمان

وشهدت سلطنة عُمان خلال عام 2022 اكتمال الإنشاءات في 6 سدود للتغذية الجوفية في عدة محافظات بهدف دعم المخزون الجوفي وتحقيق الأمن المائي في البلاد.

ونقلت صحيفة عُمان، في 22 مارس 2023، عن مدير إدارة الثروة الزراعية وموارد المياه بمحافظة مسقط، أن الحكومة أولت اهتماماتها في الحفاظ على المياه من خلال إعداد الاستراتيجيات والأنظمة الهادفة لتنمية الموارد المائية وضمان ديمومتها، والمساهمة في زيادة المخزون المائي من خلال مختلف المشاريع الفنية.

تغييرات جذرية

ويرى خبير استراتيجيات المياه، رمضان حمزة، أن اعتماد دول مجلس التعاون بشكل كبير على مشاريع التحلية، ليست سليمة بشكل كامل في ظل الزيادة السكانية في المنطقة.

ويلفت، في حديثه مع 'الخليج أونلاين'، إلى أن 'مشاريع التحلية هي جزء من الحل، لكن لا يمكن الاعتماد عليها في حالة الحروب أو الكوارث الطبيعية لأنها تعتمد على الكهرباء المعرضة للانقطاع ما قد يترك هذه الدول بلا مياه'.

ودعا حمزة 'دول الخليج إلى تبني استراتيجيات غير تقليدية لخزن المياه، مثل الخزن الصفحي لمياه الأمطار في مستودعات كبيرة مماثلة لمستودعات النفط، فضلاً عن شحن مياه الصرف الصحي من المدن الكبيرة في دول الخليج إلى طبقات المياه الجوفية لتكوين احتياطي وخزين جوفي كبير، يتحول في المستقبل إلى مياه صالحة بسبب التفاعل ضمن الطبقات الجيولوجية، وفق الدراسات الحديثة'.

وكشف خبير المياه عن 'وجود مشروع تحت الدراسة لاستصلاح مياه الخليج بطرق أقل تكلفة من خلال تحويل المياه عبر أنفاق معيّنة وبطرق خاصة إلى أحواض أخرى، وفق تفاصيل دقيقة سيتم البوح بها عند الانتهاء من الدراسة بشكل كامل'.

وأشار حمزة إلى أن 'المنطقة عموماً تعاني من ارتفاع درجات الحرارة وينذر مستقبلها بمزيد من شح المياه، وهذا يتطلب تغيير جذري في السياسات والاستراتيجيات المائية بما يتلاءم مع شعار هذا العام وهو تسريع الخطى نحو التغيير'.