اخبار الإمارات
موقع كل يوم -الخليج أونلاين
نشر بتاريخ: ٢٦ تشرين الثاني ٢٠٢٥
كامل جميل - الخليج أونلاين
الخبير الاقتصادي منار العبيدي:منطقة الخليج تجاوزت مفهوم محطات العبور التقليدي إلى ترسيخ مكانتها بصفتها مركز ثقل اقتصادي وسياحي لمرحلة ما بعد النفط.
يشير توجه شركات الطيران الخليجية إلى تعزيز أساطيلها بأحدث الطائرات، وبصفقات ضخمة، إلى الثقة بالنمو الذي يشهده قطاع الطيران، وتحول المنطقة إلى نقطة مهمة للجذب السياحي والمرور الوسيط 'الترانزيت'.
عند تسليط الضوء على الصفقات التي عقدتها شركات الطيران الخليجية خلال العام الحالي فقط، الذي لم ينقضِ بعدُ يتأكد أن المنطقة الخليجية تحولت إلى مركز عالمي للسفر.
أحدث ما يمكن إيراده في هذا الشأن هي الصفقات التي عقدت خلال معرض دبي للطيران 2025، القائم ما بين 17 - 21 نوفمبر الجاري، حيث شهد صفقات كبيرة، كانت للشركات الخليجية حصة الأسد منها، وشملت:
- طيران الإمارات طلبية شراء 65 طائرة بوينغ 777-9 بـ38 مليار $.
- فلاي دبي، طلب شراء150 طائرة من إيرباص 321 نيو مع خيارات لـ 100 طائرة بقيمة 24 مليار $.
- الاتحاد للطيران طلب شراء + استئجار 32 طائرة إيرباص عريضة البدن جديدة .
- طيران الخليج طلب شراء 15 طائرة بوينغ787 دريملاينر، مع خيار لشراء 3 طائرات.
خلال العام الجاري 2025، عقدت شركات الطيران الخليجية صفقات كبيرة، في دليل واضح على سباق كبير تدخله هذه الشركات لتعزيز وجودها في القطاع الذي يشهد نمواً كبيراً، وشملت:
إبرامالخطوط الجوية القطرية، في 14 مايو، أضخم صفقة في تاريخها، وتاريخ شركة 'بوينغ'، بشراء 210 طائرات بقيمة تبلغ 96 مليار $.
استلام الخطوط الجوية الكويتية، في 16 مايو، أولى طائراتها الجديدة من طراز إيرباص 'إيه 321 نيو'، من أصل تسع طائرات ستتسلمها الكويتية تباعاً خلال الفترة المقبلة.
في 20 مايو، أبرمت الخطوط الجويةالسعوديةصفقة مع 'إيرباص' لشراء 105 طائرات، هي الكبرى في تاريخ الطيران السعودي.
وقعت شركة 'طيران الرياض'، الناقل الوطني السعودي الجديد، في 16 يونيو، طلبية لشراء 50 طائرة إيرباص 'A350-1000'.
وقعت شركة 'طيران الخليج' البحرينية، في 17 يوليو، اتفاقاً لشراء 18 طائرة 'بوينغ 787 دريملاينر'، بقيمة 4.6 مليارات$.
أتمت 'طيران الخليج'، في 18 نوفمبر، طلبية لشراء 15 طائرة بوينغ من طراز 787 دريملاينر.
نمو قطاع الطيران
شركة 'إيرباص' كشفت في تقرير حديث عن توقعاتها بارتفاع حجم الأسطول الجوي بمنطقة الشرق الأوسط من نحو 1,480 طائرة في عام 2024 إلى ما يقارب 3,700 طائرة بحلول عام 2044، في مؤشر على توسّع متسارع تشهده صناعة الطيران في المنطقة.
يوضح التقرير، الذي صدر في نوفمبر الجاري، أن شركات الطيران الإقليمية ستحتاج خلال العقدين المقبلين إلى نحو 4,080 طائرة ركاب جديدة، تشمل 2,380 طائرة ذات ممر واحد و1,700 طائرة عريضة الهيكل.
وأبرز التقرير أن الطائرات عريضة الهيكل ستحظى بنصيب كبير من الطلب، إذ ستشكل 42% من إجمالي الطلب العالمي، وتُعد الأعلى عالمياً، بعدما تجاوزت أكثر من ضعف المعدل العالمي البالغ 20%.
وفي جانب النمو المتوقع، رجّحت التقديرات أن تسجّل حركة المسافرين في الشرق الأوسط نمواً سنوياً مركباً يبلغ 4.4%.
ويدفع هذا النمو النهضة الاقتصادية، والانتعاش السياحي، والتوسع التجاري، إلى جانب الزيادة السكانية المتوقعة بنحو 240 مليون نسمة، ما يعزز الطلب المتزايد على خدمات السفر الجوي.
ومن وجهة نظر الشركة المصنعة، أكد غابرييل سيميلاس، رئيس 'إيرباص' في الشرق الأوسط وأفريقيا، أن قطاع الطيران في المنطقة يمرّ بتحول محوري يعيد رسم مشهد الطيران العالمي، مع توقعات بتوسع كبير في الأساطيل، خصوصاً في فئة الطائرات عريضة الهيكل التي تكتسب زخماً إضافياً.
وعلى صعيد الخدمات، تظهر التوقعات أن سوق خدمات الطيران التجاري في الشرق الأوسط قد يصل إلى نحو 30 مليار دولار خلال الفترة نفسها، مع تركّز النمو على مجالات تشغيل الأساطيل، والتدريب والتأهيل، وإدارة الحركة الجوية، وتجديد مقصورات الطائرات، وتحسين خدمات الاتصال والربط.
كتلة اقتصادية مترابطة
الخبير الاقتصادي منار العبيدي، الذي تحدث لـ'الخليج أونلاين'، يرى أن الصفقات المليارية التي أبرمتها الناقلات الخليجية في عام 2025، والتي توجت في معرض دبي للطيران، تمثل 'إعلاناً صريحاً عن دخول المنطقة مرحلة الهيمنة اللوجستية العالمية'.
وأضاف أنه بذلك تكون منطقة الخليج 'تجاوزت مفهوم محطات العبور التقليدي إلى ترسيخ مكانتها بصفتها مركز ثقل اقتصادي وسياحي لمرحلة ما بعد النفط'.
هذه الخطوات -وفق العبيدي- يمكن قراءتها على انها استثمار استراتيجي في بنية تحتية، تهدف إلى ربط القارات وتأمين تدفقات التجارة والسياحة.
ولفت إلى أن دخول طيران الرياض بصفة لاعب جديد يعزز هذا التوجه من خلال 'تغيير قواعد اللعبة بتركيزه على السياحة الوافدة، بالتكامل مع نماذج الربط العالمي لدى كل من شركتي الخطوط الجوية القطرية والإماراتية'.
على الصعيد الاقتصادي، يقول العبيدي إن أثر هذه الصفقات يتجاوز حدود قطاع الطيران 'ليشكل محركاً تنموياً شاملاً فهو:
يستدعي توسعاً ضخماً في البنية التحتية للمطارات.
يدفع نحو توطين صناعات الصيانة والدعم الفني.
ينعش القطاع المصرفي وأسواق الدين عبر هيكلة تمويلات ضخمة.
يحفّز بشكل مباشر قطاعَيالفندقة والخدمات اللوجستية لاستيعاب التدفقات البشرية والسلعية المتوقعة.
وحول المنافسة الخليجية في هذا الإطار، يشير العبيدي إلى أن بالإمكان وصفها بـ'التكامل التنافسي إذ لا تسعى الدول لتقاسم كعكة موجودة فحسب، بل تعمل على توسيع السوق العالمي واقتطاع حصص من مراكز طيران دولية أخرى، مما يحول منطقة الخليج برمتها إلى كتلة اقتصادية مترابطة تعيد رسم خارطة النقل الجوي الدولي'.


































