كيف تصدرت الإمارات دول العالم في الأمان؟

لندن - الخليج أونلاين

يستند تصنيف 'نومبيو' إلى عدة عوامل، منها معدلات الجريمة، ومستوى الشعور بالأمان خلال النهار والليل، ونِسَب الجرائم العنيفة وجرائم الممتلكات

في وقت تتزايد فيه الأزمات وتتراجع فيه مؤشرات الأمن في كثير من العواصم حول العالم، تمضي الإمارات في مسار معاكس، لا تحرس حدودها فقط، بل تبني لنفسها سمعة عالمية كدولة آمنة مطمئنة.

وبحسب تقرير 'نومبيو' العالمي لعام 2025، تصدّرت دولة الإمارات قائمة الدول الأكثر أماناً في العالم، متقدمة على دول أوروبية وآسيوية راسخة في مؤشرات الاستقرار، لتنال درجة أمان بلغت 85.2 من أصل 100، متقدمة على أندورا (84.8) وقطر (84.6) وتايوان (83.0).

والأمن في الإمارات لم يكن يوماً مجرّد إجراءات بل سياسة وطنية، تشكلت على مدى سنوات وامتزجت بالتخطيط والتقنية وبثقة المجتمع بالدولة.

صعود مدروس

لم يكن عام 2025 لحظة مفاجئة في مسيرة الأمان الإماراتية، بل هو تتويج لمسار بدأ منذ سنوات.

ووفق مراجعة بيانات 'نومبيو' بين 2021 و2025، يتضح أن الإمارات حافظت على منحى تصاعدي ثابت في المؤشر:

ويستند تصنيف 'نومبيو' إلى عدة عوامل، منها معدلات الجريمة، ومستوى الشعور بالأمان خلال النهار والليل، ونِسَب الجرائم العنيفة وجرائم الممتلكات.

وللعام التاسع على التوالي منذ 2017، تصدرت أبوظبي مدن العالم بوصفها الأكثر أماناً وبواقع 88.4 نقطة، فيما جاءت دبي في المركز الثالث برصيد 83.8 نقطة، والشارقة في المركز الخامس مع 83.8 نقطة.

وخلال السنوات الأخيرة، باتت الإمارات تحتل مراتب متقدمة جداً في المؤشرات والتقارير الدولية المعنية بالأمن والأمان، وصنفتها العديد من المؤسسات الدولية المرموقة ضمن الدول الخمسة الأولى عالمياً في انخفاض معدلات الجريمة.

أكثر من 200 جنسية

ويعيش على أرض الإماراتأكثر من 200 جنسية، وفي ظل هذا العدد الكبير يعد إنجازاً كبيراً ضبط الأمن والأمان في الدولة.

وسبق أن كشف تصنيف 'جالوب' للقانون والنظام للأعوام 2021 - 2025، عن تصدر دولةالإماراتدول العالم في مؤشر نسبة السكان الذين يشعرونبالأمانأثناء المشي بمفردهم ليلاً.

برلمانيون إماراتيون اعتبروا في تصريحات صحفية أن تصدّر الإمارات قائمة الدول الأكثر أماناً في العالم منتصف العام الجاري 2025، يجسد مكانة الدولة بيئة تنعم بالاستقرار والأمان، ويعكس صورتها وجهة مثالية للعيش والعمل والاستثمار، في مجتمع يعزز قيم التعايش والتسامح.

وفي هذا السياق، أشار محمد الظهوري عضو المجلس الوطني الاتحادي قائلاً:

- تصدّر الإمارات قائمة الدول الأكثر أماناً في العالم يأتي ضمن جهودها المستمرة لتعزيز الأمن والأمان، والتزامها الراسخ بتوفير بيئة معيشية آمنة ومستقرة ينعم بها الجميع.

- هذا الإنجاز هو ثمرة رؤية استراتيجية واضحة رسمتها قيادتنا الحكيمة، التي أولت أهمية كبرى لبناء دولة القانون، وترسيخ العدالة، وتعزيز ثقافة التسامح، وتوطيد الحس المجتمعي.

- يعكس هذا التصنيف الجهود الاستباقية التي تبذلها الأجهزة الأمنية، وتكامل الأدوار بين المؤسسات التشريعية والتنفيذية، إلى جانب الوعي المجتمعي العالي والتزام المواطنين بدورهم في الحفاظ على الأمن والاستقرار.

كماأكدت البرلمانية موزة محمد الشحي، أن الإمارات تعد نموذجاً عالمياً رائداً في تحقيق وتصدير مستويات عالية من الأمان، بفضل سياسات متكاملة تشمل الأمن المجتمعي والرقمي والاقتصادي مضيفة:

- الإمارات لا تكتفي بحماية أمنها الداخلي، بل تشارك بفاعلية في شراكات دولية ومذكرات تفاهم متقدمة ترتبط بأمن التكنولوجيا، وتصديرها ضمن أطر حوكمة صارمة، إضافة إلى اتفاقيات تجارية وتشريعات لحماية الملكية الفكرية.

- هناك تكامل القانون الصارم، والأمن الذكي، وحوكمة التكنولوجيا جعل من الإمارات مصدراً عالمياً للأمان، ليس فقط داخلياً، بل من خلال تصدير خبراتها عبر الشراكات الدولية، والمساهمة في خلق بيئة آمنة للتعاون الاقتصادي والتقني على مستوى العالم.

كما نقل موقع '24' الإماراتي أراء مواطنون ومقيمون حول الإحصائية الأخيرة واعتبروا أنها تجسد مكانة دولة الإمارات كواحدة من أكثر دول العالم أمناً واستقراراً، ويعكس صورتها كوجهة مثالية للعيش والعمل والاستثمار، وبيئة تنعم بالأمن وتعزز قيم المحبة والتسامح.

وأشار المواطن سالم الشامسي إلى أن هذا 'هذا الإنجاز جاء بفضل الجهود الكبيرة والاستثنائية التي تبذلها الجهات الأمنية والشرطية، وما تحمله من قيم المسؤولية والأمانة في حفظ الأمن والاستقرار، وبث السكينة والطمأنينة في قلوب المواطنين والمقيمين والزوار' مضيفاً:

- نحن فخورون بتصدّر عاصمتنا هذه القائمة، وبوجود إماراتيدبيوالشارقة ضمن المدن الخمس الأولى عالمياً من حيث الأمان.

- هذا بفضل جهود القيادة الحكيمة التي تعمل جاهدة لتحقيق الأمن لجميع أبناء الدولة وكل من يعيش على أرضها، ما يعزز مكانتها كوجهة آمنة للعيش والعمل والاستثمار.

أما المقيمأحمد إسماعيل، فقد عبر عن شعوره بالأمان في دبي أحد أبرز أسباب استقراره فيها منذ سنوات، وقال: 'دبي لا تكتفي بتوفير الأمن، بل تجعله أسلوب حياة، كل شيء منظم، والقوانين تُطبق بوضوح، والخدمات متطورة وسريعة، مما يمنحني وعائلتي شعوراً دائماً بالثقة والاستقرار'.

تفوق أمني تقني

التفوق الأمني في الإمارات مرجعه إلى اعتمادها بشكل كبير على الابتكار بهدف تعزيز الأمن من خلال استخدام الذكاء الاصطناعي، وانتشار الدوريات الذكية، وكاميرات المراقبة، والتطبيقات الأمنية الحديثة التي تتيح التواصل المباشر مع الأجهزة الشرطية، وبالتالي سرعة الاستجابة لأي بلاغ يصل لها.

كما أن البيئة التشريعية تعمل على حماية حقوق الأفراد، وتتصدى بحزم لكل أشكال الجريمة، مع المحافظة على الحريات والخصوصية.

وأكد اللواء الشيخ سلطان بن عبد الله النعيمي قائد عام شرطة عجمان (29 يوليو)، على أهمية توظيف الأنظمة الذكية وتقنيات الذكاء الاصطناعي في تقديم الخدمات الشرطية، بما يعكس التزام القيادة العامة لشرطة عجمان بتحقيق الريادة في العمل الأمني وتعزيز رضا وسعادة المتعاملين.

كما قال خليفة السليس، الرئيس التنفيذي لمؤسسة 'تنظيم' للصناعة الأمنية الإماراتية إن 'المؤسسات التي دمجت تقنيات الذكاء الاصطناعي سجلت انخفاضاً في الأخطاء الأمنية بنسبة 60%، وزيادة في سرعة الاستجابة للطوارئ بنسبة 40%، ما يعكس الأثر المباشر لهذه التقنيات في تعزيز كفاءة الأداء الأمني'.

وأكد في تصريح لصحيفة 'البيان' المحلية في مايو الماضي، ضرورة مواكبة الخطوات المتسارعة لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وتقنيات تعلم الآلات التي ستغير خريطة سوق العمل الأمني ومتطلباته، وتجعلها انتقائية بشكل غير مسبوق، حيث يصبح المستقبل فقط لأولئك الذين يؤمنون بما يمكن أن يقدمه التطور التقني ويستعدون له' مشدداً على أن 'الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد أداة مساعدة، بل أصبح شريكاً رئيسياً في اتخاذ القرار والإدارة'.

كما أظهرت دراسة أجرتها شركة (كوهيزيتي) المتخصصة في أمن البيانات المدعوم بالذكاء الاصطناعي في يونيو الماضي، أن القوى العاملة في دولة الإمارات العربية المتحدة تتفوق بنحو ملحوظ على نظيراتها في منطقة أوروبا في العديد من مؤشرات الجاهزية السيبرانية.

ومن أبرز هذه الجهود إنشاء أنظمة الكشف المتقدم عن التهديدات، التي فُعّلت تحت إشرافمجلس الأمن السيبراني الإماراتي.