اخبار قطر
موقع كل يوم -مباشر
نشر بتاريخ: ٢٥ كانون الأول ٢٠٢٥
مباشر- سلمى محمد- رغم موجات التقلب التي اجتاحت الأسواق مؤخراً، فرض عام 2025 نفسه كعام حافل بالأرباح لقطاعات استراتيجية بعينها، إذ سجلت الشركات الرائدة في صناعة أجهزة الذكاء الاصطناعي وحلول تخزين البيانات وتطبيقات التكنولوجيا المالية قفزات سعرية استثنائية. وجاء هذا الصعود مدفوعاً بسباق المستثمرين نحو اقتناص الفرص المرتبطة بالبنية التحتية الرقمية وتقنيات الاتصال من الجيل التالي، التي باتت تشكل العمود الفقري لمنصات المستهلكين الحديثة. ومع بلوغ هذه الأسهم مستويات تقييم مرتفعة للغاية وتصاعد سقف التوقعات المؤسسية، بات المشهد الاستثماري يترقب بحذر قدرة هذه الشركات على الحفاظ على زخمها الصعودي خلال عام 2026. ويكمن التحدي الأكبر في مدى مواءمة هذه الارتفاعات مع النتائج المالية الفعلية، خاصة في ظل التحولات المرتقبة في السياسات النقدية والمنافسة المتزايدة في قطاعات التكنولوجيا المتقدمة، بحسب راديكا ساروجي.
1-لومينتوم
برزت شركة 'لومينتوم' كواحدة من أكثر الأسهم تحقيقاً للمكاسب خلال عام 2025، حيث سجل سهمها ارتفاعاً قياسياً ناهز 369%. وقد استمدت الشركة هذا الزخم القوي من تزايد الطلب على المكونات البصرية الضرورية لتشغيل مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي. ومع تسابق كبرى شركات الحوسبة السحابية لبناء وتطوير مجموعات وحدات معالجة الرسومات (GPU) أصبحت منتجات لومينتوم من الليزرات والوحدات البصرية فائقة السرعة مكونات لا غنى عنها لضمان كفاءة نقل البيانات. ويعكس هذا الأداء الاستثنائي الدور المحوري الذي تلعبه الشركة في دعم البنية التحتية المتطورة التي تتطلبها الثورة التقنية الحالية.
2-ويسترن ديجيتال
حققت شركة 'ويسترن ديجيتال' طفرة سعرية لافتة خلال عام 2025، حيث ارتفعت أسهمها بنسبة 230% بدعم من التوسع الهائل الذي تشهده مراكز البيانات العالمية التابعة لعمالقة التكنولوجيا. وسجل الطلب على حلول التخزين، سواء في محركات الأقراص الصلبة عالية السعة أو الذاكرة المتقدمة، مستويات تاريخية لم تُشهد منذ سنوات. وترتبط استدامة هذا النمو في عام 2026 بشكل وثيق بقدرة الشركة على المناورة السعرية في سوق الذاكرة المتقلب، ومدى استمرار الزخم في قطاع التخزين المعتمد على الذكاء الاصطناعي. وإذا نجحت الشركة في تحقيق التوازن بين العرض والطلب، فمن المرجح أن تحافظ على أدائها القوي، علماً بأن سهمها يتداول حالياً حول مستويات 179.56 دولاراً.
3-إيه إس تي سبيس موبايل
وعلى الصعيد نفسه، جذبت 'إيه إس تي سبيس موبايل' اهتمام المستثمرين في 2025 بفضل رؤيتها لإنشاء أول شبكة إنترنت خلوية فضائية تغطي العالم، مستندة إلى سلسلة من عمليات إطلاق الأقمار الصناعية الناجحة واتفاقات مبكرة مع شركات اتصالات كبرى، ما دفع بسهمها إلى قفزة بلغت نحو 276% خلال العام. ويمكن للسهم أن يواصل هذا المسار الصعودي في 2026 إذا تمكنت الشركة من توسيع نطاق شبكتها وإبرام المزيد من الشراكات التجارية الفاعلة، غير أن ذلك يظل مرهوناً بقدرتها على تجاوز التحديات التقنية والتكاليف المرتفعة التي لا تزال تشكل عبئاً على نتائجها في الأجل القريب.
4-روبن هود
لم يكن عام 2025 حكراً على قطاع التكنولوجيا وحده، شهدت منصة 'روبن هود' عودة قوية في عام 2025 مع تصاعد نشاط التداول الفردي وتوسع الشركة في تنويع محفظة منتجاتها لتشمل حسابات التقاعد، وخدمات الائتمان، وتداولات العملات الرقمية المتطورة. وقد أدى هذا التحسن الملحوظ في الربحية وتوسع قاعدة المستخدمين إلى قفزة في سعر السهم بنسبة 221% خلال العام. ويرتبط استمرار هذا الزخم في عام 2026 بمدى قدرة الشركة على الحفاظ على نشاط المتداولين الأفراد وتعظيم العوائد من باقة منتجاتها الجديدة.
5-سيليستيكا
برزت شركة 'سيليستيكا' كأحد الرابحين غير المتوقعين في عام 2025، إذ سجل سهمها ارتفاعاً استثنائياً بنسبة 234%، متفوقاً بذلك على العديد من عمالقة التكنولوجيا التقليديين. واستفادت الشركة بشكل مباشر من الطلب المتسارع على البنية التحتية لمراكز البيانات المخصصة للذكاء الاصطناعي، بما في ذلك تصنيع الخوادم المتقدمة والمحولات ومعدات الشبكات عالية الكفاءة. ويعكس هذا الأداء قدرة الشركة على التكيف مع متطلبات الثورة الرقمية وتثبيت أقدامها كمورد حيوي في سلاسل توريد الأجهزة والحلول التقنية المعقدة. في حال استمرار الطلب القوي على أجهزة الذكاء الاصطناعي ونجاح 'سيليستيكا' في توسيع قدراتها التصنيعية، فمن المرجح أن تحافظ الشركة على موقعها المتقدم كواحدة من أفضل الشركات أداءً خلال عام 2026.
ومع ترقب المستثمرين لآفاق العام الجديد، تبرز أمام هذه الشركات تحديات مرتبطة بسقف التوقعات المرتفع، يقابلها فرص نمو هائلة ناتجة عن التحولات الجذرية التي يفرضها الذكاء الاصطناعي والتمويل الرقمي في الاقتصاد العالمي. وسينصب تركيز الأسواق في المرحلة القادمة على استمرارية تدفق الاستثمارات نحو البنية التحتية، وقدرة الشركات على تحسين هوامش الربح، بالإضافة إلى الفعالية في إطلاق المنتجات الجديدة والقدرة على المناورة في ظل المنافسة الشرسة والتحولات التقنية المتسارعة.























