أنور إبراهيم (القاهرة)

بعد أن كان الدانماركي كريستيان إريكسن قاب قوسين أو أدنى من الموت، إثر سقوطه مغشياً عليه على أرض الملعب، مصاباً بأزمة قلبية عنيفة، خلال مباراة منتخب بلاده ضد فنلندا في بطولة كأس الأمم الأوروبية «يورو 2020»، أصبح اليوم في «مفترق الطرق»، بعد أن اضطر إلى فسخ عقده بالتراضي مع ناديه إنتر ميلان، امتثالاً للقانون الإيطالي الذي يمنع استمرار أي لاعب محترف في الملاعب، بينما يحمل في صدره جهازاً لتنظيم ضربات القلب.

وبالفعل نشرت إدارة الإنتر بياناً على الموقع الرسمي للنادي توضح فيه أسباب إنهاء العلاقة بين الطرفين، مع التمنيات الطيبة له بإيجاد نادٍ آخر يلعب له خارج إيطاليا.

ولما كان إريكسن لا يفكر في اللعب بالدوري الأميركي أو الأسترالي أو حتى الصيني، لأسباب عائلية خاصة، فإن وكيله مارتن سكوتس يرى أنه من السابق لأوانه الحديث عن مستقبل موكله، وإن كان أكد في الوقت نفسه أن هذا المستقبل لن يتخطى حدود القارة الأوروبية، وإن هناك اتصالات تمت بالفعل خلال الأسابيع الماضية، مع عدد من الأندية وجارٍ بحثها.

وتم طرح اسم أياكس أمستردام الهولندي الذي سبق أن تألق فيه إريكسن قبل انتقاله إلى صفوف توتنهام الإنجليزي، وصنع من خلاله شهرته الأوروبية، لأن هذا النادي لديه خبرة كبيرة، في التعامل مع اللاعبين الذين يزرعون في صدورهم أجهزة تنظيم ضربات القلب، مثل الدولي الهولندي ديلي بليند الذي يعتبر نموذجاً إيجابياً للاعب الكرة الذي لعب على أعلى مستوى احترافي، وهو يحمل في صدره هذا الجهاز.

ومن الوارد أيضاً أن يعود إريكسن إلى إنجلترا مرة أخرى، ولكن عليه في هذه الحالة أن يثبت قدرته على اللعب في هذا الدوري القوي.

وترددت أسماء أندية نيوكاسل يونايتد وويستهام وليستر سيتي، جهات محتملة للحصول على خدمات إريكسن، حسبما ذكرت صحيفة «ديلي ميرور»، كما جرى التفكير في العودة إلى توتنهام ناديه السابق، ليتاح له مجدداً العمل تحت قيادة الإيطالي أنطونيو كونتي مدربه السابق في الإنتر.

كل هذه الاحتمالات واردة، وربما يرجع إريكسن إلى مسقط رأسه في الدانمرك، لينهي مسيرته الكروية في ناديه الأول «أو بي» الذي فتح له أبوابه للتدريب خلال فترة تأهيله بعد أزمته الصحية.

أما «الخيار الأخير»، فقد يكون الاعتزال نهائياً، إذا ما تلقى تحذيراً طبياً يفيد بأن عودته للملاعب ليست في مصلحته من الناحية الصحية.

ويستمر شبح الاعتزال يطارد إريكسن، والأمثلة كثيرة على اضطرار عدد غير قليل من اللاعبين إلى إنهاء مسيرتهم الكروية، بسبب مشاكل قلبية، وآخر هذه الأمثلة النجم الأرجنتيني «سيرجيو أجويرو» الذي لم يهنأ بالانتقال إلى نادي برشلونة، وأصيب بأزمة قلبية اضطرته إلى إعلان اعتزاله الكرة نهائياً، ومن قبله إيكر كاسياس الحارس الأسطوري لريال مدريد ومنتخب إسبانيا الذي اضطر إلى الاعتزال عام 2020، بعد أن عاني من أزمة قلبية في 2019، ولكن المشكلة إن فكرة الاعتزال بعيدة كل البعد عن تفكير إريكسن، وغير واردة في قاموسه!

يذكر أن إريكسن المولود في 14 فبراير 1992 «29 عاماً» بدأ مسيرته الاحترافية في أياكس الهولندي «2008-2013» وانتقل منه إلى توتنهام الإنجليزي «2013-2020»، ثم إنترميلان الإيطالي في العام الماضي.