أبوظبي ـ مباشر: وافق مجلس إدارة شركة 'سانتوس' (Santos Ltd) هذا الأسبوع على عرض استحواذ بقيمة 19 مليار دولار من تحالف تقوده 'بترول أبوظبي الوطنية' (أدنوك)، في واحدة من أكبر صفقات الاستحواذ الأجنبية في تاريخ أستراليا.

هذا التحالف، الذي يضم أيضاً 'كارلايل غروب' و'القابضة' في أبوظبي، يسعى إلى تعزيز دور 'أدنوك' كلاعب طموح في سوق الغاز الطبيعي المُسال العالمي.

ووفقا لوكالة بلومبيرغ، فإن الصفقة الضخمة دفعت الجهات التنظيمية والسياسيين في أستراليا إلى موازنة مسألتين رئيسيتين: هوية من يمتلك البنية التحتية الحيوية للطاقة، والحاجة الماسة لمعالجة النقص المتوقع في إمدادات الغاز المحلي.

ورغم الموافقة على العرض، لا تزال أسهم 'سانتوس' تتداول بخصم كبير عن سعر الصفقة، ما يعكس شكوك المستثمرين بشأن موافقة الجهات التنظيمية المعروفة بتاريخها في إفشال صفقات كبرى.

منذ الإعلان عن الصفقة يوم الإثنين، تراجع سهم 'سانتوس' بنحو 13% مقارنة بسعر العرض، ما يعكس احتمال نجاح يُقدّر بنحو 40% وفقاً لتحليل شركة 'ويلسونز أدفايزوري'.

وقال ريك ويلكنسون، المدير التنفيذي السابق في 'سانتوس' والرئيس التنفيذي لشركة 'إنرجي كويست'، إن الجهات التنظيمية ستولي أهمية لمسألة السيطرة على البنية التحتية الحيوية وأمن إمدادات الغاز المحلي. وأكد أن الحكومة الأسترالية ستسعى لضمان ألا تتأثر الإمدادات، بل قد تتحسن عقب إتمام الصفقة.

ورغم أن معظم دخل 'سانتوس' يأتي من صادرات الغاز المُسال إلى آسيا، فإنها تُعد مورّداً أساسياً للغاز داخل أستراليا، وتعمل حالياً على تطوير مشروع ضخم لتغطية نصف احتياجات ولاية نيو ساوث ويلز، أكبر الولايات من حيث عدد السكان.

وتكتسبأهمية هذه الإمدادات الداخلية بعداً سياسياً، إذ تواجه أستراليا احتمال الاضطرار إلى استيراد الوقود في جنوبها الشرقي بنهاية العقد، رغم كونها مسؤولة عن خُمس صادرات العالم من الغاز المُسال.

والهيئة الأكثر تأثيراً في مصير الصفقة هي هيئة مراجعة الاستثمار الأجنبي (FIRB)، المستشار الرئيسي لوزير الخزانة، والتي قد تُشكل العقبة الأكبر، نظراً لسجلها في رفض صفقات مماثلة، خصوصاً في قطاع الموارد عندما يكون المستثمرون مملوكين لحكومات.

ومن أبرز الصفقات التي رفضتها الهيئة، عرض 'سي كيه إنفراستركتشر' من هونغ كونغ للاستحواذ على 'إيه بي إيه غروب' في 2018، ومحاولة 'شل' للاستحواذ على 'وودسايد إنرجي' في بداية القرن.

إلى جانب FIRB، ستحتاج الصفقة موافقة لجنة الأوراق المالية والاستثمارات الأسترالية، والهيئة الوطنية لتراخيص الموارد البترولية البحرية، وحكومة ولاية جنوب أستراليا، فضلاً عن جهات تنظيمية في الولايات المتحدة وبابوا غينيا الجديدة، حيث تمتلك 'سانتوس' أصولاً كبرى.

وأكد التحالف الذي تقوده 'أدنوك'، عبر ذراعها الاستثمارية 'إكس آر جي'، نيته الحفاظ على مقر 'سانتوس' في مدينة أديلايد، والاستثمار في تطوير أصول الغاز والغاز المُسال.

وبحسب محللي بنك UBS، فإن الميزانية القوية للتحالف تمنحه القدرة على تسريع تطوير أصول 'سانتوس' غير المستغلة، ما يمثل حلاً محتملاً لتحديات الحكومة الأسترالية في تأمين إمدادات الغاز على المدى الطويل.

كما تمتلك 'سانتوس' منشأة 'موومبا' لاحتجاز وتخزين الكربون، والتي تُعد من بين الأكبر والأقل تكلفة في العالم، ما يُعزز فرص تطوير تقنيات إزالة الكربون. ورغم ذلك، قد تحتاج 'إكس آر جي' إلى شريك محلي أو بيع بعض أصول الشركة إلى مستثمرين أستراليين.

وقدّر المحللان أن إتمام الصفقة بالكامل سيستغرق ما بين ستة إلى تسعة أشهر.

وعلى الرغم من وجود شركات أجنبية كبيرة تدير مشروعات غاز كبرى في أستراليا مثل 'كونوكو فيليبس' و'شيفرون' و'شل'، إلا أن الجهات التنظيمية الأسترالية تبدي ارتياحاً أكبر تجاه الشركات الأميركية والأوروبية مقارنة بشركات الشرق الأوسط، مثل الإمارات، وفقاً لكيفن موريسون من معهد IEEFA.

قال موريسون إن أستراليا تقترب من مرحلة حاسمة قد تؤدي فيها زيادة الاستحواذات الأجنبية إلى تهديد أمن الطاقة.

ورغم ذلك، تحسنت العلاقات بين أستراليا والإمارات في الأشهر الأخيرة، إذ وقّع البلدان في نوفمبر اتفاقية تجارة حرة هي الأولى من نوعها بين كانبيرا ودولة شرق أوسطية.

حالياً، ينتظر المستثمرون انتهاء إجراءات الفحص النافي للجهالة، ثم صدور توصية هيئة FIRB إلى وزير الخزانة الأسترالي جيم تشالمرز، الذي رفض الإدلاء بتفاصيل.

حمل تطبيق معلومات مباشر الآن ليصلك كل جديد من خلالأبل ستورأوجوجل بلاي

للتداول والاستثمار في البورصات الخليجيةاضغط هنا

للتداول والاستثمار في البورصة المصريةاضغط هنا

تابعوا آخر أخبار البورصة والاقتصاد عبر قناتنا علىتليجرام

لمتابعة قناتنا الرسمية على يوتيوباضغط هنا

لمتابعة آخر أخبار البنوك السعودية.. تابع مباشر بنوك السعودية..اضغطهنا

لمتابعة آخر أخبار البنوك المصرية.. تابع مباشر بنوك مصر..اضغطهنا