في الوقت الذي بدأت فيه حركة حماس دراسة خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن غزة، قال فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الجيش الإسرائيلي سيبقى في معظم أراضي القطاع، رغم منحه دعمه لمقترح واشنطن.

وتنص الخطة على وقف لإطلاق النار، وإفراج حماس عن جميع الرهائن خلال 72 ساعة، ونزع سلاحها، وانسحاب إسرائيلي تدريجي من غزة، يعقبه تشكيل سلطة انتقالية برئاسة ترامب نفسه.

وقال مصدر فلسطيني لوكالة الأنباء الفرنسية، إن حماس بدأت سلسلة مشاورات داخلية بين قيادتها السياسية والعسكرية في الداخل والخارج، مضيفاً أن النقاشات قد تستغرق عدة أيام لتعقيداتها.

وقالت قطر، التي تستضيف قيادة حماس في المنفى، إن الحركة وعدت بدراسة المقترح 'بمسؤولية'، وأعلنت أنها ستعقد اجتماعاً آخر مع حماس وتركيا لاحقًا الثلاثاء.

وأكد المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري: 'ما زال من المبكر الحديث عن ردود، لكننا متفائلون بأن هذه الخطة شاملة'.

الأكثر قراءة نهاية

وكان ترامب قد وصف، في واشنطن الاثنين، إعلان الخطة بأنه 'يوم جميل – وربما واحد من أعظم أيام تاريخ الحضارة'.

وتنص الخطة على أن ينزع مقاتلو حماس سلاحهم تماماً ويُستبعدوا من أي دور حكومي مستقبلي، مع منح العفو لمن يلتزمون بـ'العيش السلمي' والتخلي عن سلاحهم.

كما تدعو إلى انسحاب إسرائيلي تدريجي بعد نحو عامين من الحرب التي اندلعت في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

تابعوا التغطية الشاملة من بي بي سي نيوز عربي

اضغط هنا

يستحق الانتباه نهاية

لكن نتنياهو، في تسجيل مصور على قناته في تليغرام عقب مؤتمره الصحفي المشترك مع ترامب، قال: 'سنستعيد جميع رهائننا أحياء وبصحة جيدة، بينما سيبقى الجيش الإسرائيلي في معظم قطاع غزة'. وأضاف أنه لم يوافق على قيام دولة فلسطينية خلال محادثاته في واشنطن.

في المقابل، هاجم وزير المالية الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش الخطة، واصفاً إياها بأنها 'فشل دبلوماسي مدوٍ'، قائلاً: 'برأيي، ستنتهي أيضاً بالدموع، وسيُجبر أبناؤنا على القتال مجدداً في غزة'.

وتشمل الخطة نشر 'قوة استقرار دولية مؤقتة' وإنشاء سلطة انتقالية برئاسة ترامب وتضم رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، الذي أشاد بدوره في الخطة واصفاً إياها بـ'الجريئة والذكية'.

وخلال المؤتمر الصحفي، أبدى نتنياهو شكوكاً حول منح السلطة الفلسطينية أي دور في حكم غزة، بينما قال ترامب إن نتنياهو عارض بشدة فكرة الدولة الفلسطينية، رغم أن الخطة تترك المجال مفتوحاً لذلك.

وقال نتنياهو لترامب: 'أؤيد خطتك لإنهاء الحرب في غزة التي تحقق أهدافنا العسكرية، وإذا رفضتها حماس، أو تظاهرت بقبولها ثم عملت على إفشالها، فإن إسرائيل ستُكمل المهمة وحدها'، ورد ترامب قائلاً إن إسرائيل ستحظى بـ'دعم كامل' من واشنطن إذا لم تقبل حماس الصفقة.

واستمر القصف الإسرائيلي على مختلف مناطق القطاع الثلاثاء، وفق وكالة الدفاع المدني في غزة وشهود عيان.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه ينفذ عمليات في أنحاء القطاع، خصوصاً في مدينة غزة حيث يشن هجوماً واسعاً منذ أسابيع، مضيفاً أنه خلال يوم واحد قصف أكثر من 160 هدفاً بينها مخازن أسلحة ومواقع مراقبة وبنى تحتية تابعة لحماس.

ردود فعل مرحّبة

وجاءت ردود الفعل عالمية وسريعة حيث رحبت دول عربية وإسلامية أساسية، بينها مصر وقطر الوسيطتان، بـ'الجهود الصادقة' بعد محادثاتهما الأخيرة مع ترامب.

وسارعت دول أوروبية حليفة لواشنطن، بينها بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا، إلى إعلان دعمها القوي للخطة، بينما أبدت الصين وروسيا أيضاً تأييدهما.

ورحبت السلطة الفلسطينية بـ'الجهود الصادقة والمخلصة' لترامب، بينما قالت حركة الجهاد الإسلامي المتحالفة مع حماس إن الخطة ستؤجج مزيداً من العدوان ضد الفلسطينيين.

وأضافت في بيان: 'من خلال ذلك تحاول إسرائيل – عبر الولايات المتحدة – فرض ما لم تستطع تحقيقه بالحرب'.

وأشاد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم الثلاثاء 'بجهود وقيادة' الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من أجل إنهاء الحرب في غزة.

وقال الكرملين يوم الثلاثاء إنه يأمل أن يتم تنفيذ خطة السلام الخاصة بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن غزة، وأن تسهم في دفع عملية السلام في الشرق الأوسط.

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف في اتصال مع صحفيين: 'إن روسيا تدعم دائماً وتُرحّب بأي جهود يبذلها ترامب لإنهاء المأساة الجارية حالياً'.

وأضاف: 'وبالطبع نريد أن تُنفذ هذه الخطة وأن تساعد في التوصل إلى خاتمة سلمية للأحداث في الشرق الأوسط'.

كما رحبت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بالمقترح الأمريكي للسلام وكتبت في منشور على موقع إكس 'أرحب بالتزام الرئيس… دونالد ترامب بإنهاء الحرب في غزة، وأشجع جميع الأطراف على اغتنام هذه الفرصة الآن'.

وبينت أن 'الاتحاد الأوروبي على أهبة الاستعداد للمساهمة' مشيرة إلى ضرورة 'إنهاء الأعمال القتالية مع تقديم الإغاثة الإنسانية الفورية لسكان غزة، والإفراج الفوري عن جميع الرهائن'.