في عالم الحيوان المدهش، تحتل البطاريق مكانة خاصة بفضل شكلها وسلوكها الفريد وقدرتها على التكيف. وتكريما لهذه الطيور الرائعة التي لا تستطيع الطيران، تم تخصيص يوم عالمي للاحتفال بها وزيادة الوعي حول حياتها وبيئتها.

يهدف اليوم العالمي للبطاريق الذي يتم الاحتفال به في 25 أبريل كل عام، إلى تشجيع الأفراد على التعمق في فهم هذه المخلوقات وأهميتها البالغة في الحفاظ على توازن النظم البيئية، بالإضافة إلى تسليط الضوء على التحديات والمخاطر التي تهدد بقاءها. فلننطلق في رحلة استكشافية لمعرفة المزيد عن هذا اليوم المميز.

في التقرير التالي، نستعرض معكم أهم المعلومات والحقائق عن البطاريق، أنواعها وصفاتها سلوكياتها. بالإضافة إلى التهديدات التي تواجهها والجهود المبذولة للحفاظ عليها وحمايتها.

أنواع البطريق

من بين حوالي سبعة عشر نوعا من البطاريق الموجودة في عالمنا اليوم، يصنف للأسف عشرة أنواع منها على أنها مهددة بالانقراض أو معرضة للخطر من قبل الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، بينما يعتبر ثلاثة أنواع أخرى قريبة من خطر الانقراض. وفي السطور التالية، نستعرض معكم ما هي أنواع البطاريق؟

بطريق الإمبراطور

يتميز هذا النوع بحجمه الهائل، فهو أكبر أنواع البطاريق على الإطلاق. يعيش في المناطق القطبية الجنوبية المتجمدة، ويتكاثر في مستعمرات ضخمة على الجليد البحري.

بطريق آديلي

متوسط الحجم، ويتميز بدائرة بيضاء مميزة حول العينين وريش أسود يغطي معظم جسمه باستثناء منطقة البطن البيضاء. وينتشر على طول ساحل القارة القطبية الجنوبية والجزر المحيطة بها.

بطريق جنتو

يعتبر ثالث أكبر أنواع البطاريق. ويتميز ببقعة بيضاء عريضة تمتد كالشريط فوق رأسه، ومنقاره برتقالي فاتح. يتواجد في شبه جزيرة أنتاركتيكا والجزر شبه القطبية.

بطريق ماجلان

متوسط الحجم أيضا، ويتميز بشريطين أسودين يفصلان بين منطقة الظهر السوداء والبطن الأبيض. ويعيش في المناطق الساحلية في أمريكا الجنوبية، بما في ذلك الأرجنتين وتشيلي وجزر فوكلاند.

بطريق الملك

ثاني أكبر أنواع البطاريق، ويتميز ببقع برتقالية ذهبية زاهية على جانبي الرقبة والصدر. ويتكاثر في الجزر شبه القطبية في جنوب المحيط الأطلسي والمحيط الهندي.

معلومات عن البطريق

يصادف اليوم العالمي للبطاريق فترة الهجرة السنوية الشمالية لبطاريق آديلي، وهي فصيلة مستوطنة في القارة القطبية الجنوبية، إلا أنه يحتفي بجميع فصائل البطاريق، ويسلط الضوء على المحن التي تواجه هذه الكائنات المحبة للماء. وفي السطور التالية، نستعرض معكم معلومات غريبة عن البطريق.

ما صفات البطريق؟

. تختلف صفات البطريق حسب أنواعها في أشكالها وأحجامها.

. يمتلك كل نوع من أنواع البطاريق تكيفات خاصة تتناسب مع بيئته ونظام غذائه.

. البطريق الإمبراطور العملاق هو الأكبر حجما، يصل ارتفاعه إلى حوالي 130 سم.

. البطريق الأزرق الصغير هو الأصغر حجما، إذ لا يتجاوز طوله 30 سم.

ماذا يأكل البطريق؟

. تختلف أنواع الفرائس التي تتناولها البطاريق باختلاف أنواعها وموقعها الجغرافي.

. تعتمد أغلب البطاريق بشكل أساسي في غذائها على الكائنات البحرية مثل الأسماك الصغيرة، والحبار، والكريل، وهو نوع من القشريات الصغيرة.

التكاثر ورعاية الصغار

. تعيش معظم أنواع البطاريق في مستعمرات كبيرة ومكتظة، خاصة خلال موسم التكاثر.

. توفر المستعمرات حماية للبطاريق من المفترسات، وتسهل عليهم عملية البحث عن شريك والتكاثر.

. تتسم حياة البطاريق الاجتماعية بتفاعلات معقدة وطقوس تزاوج مميزة.

. تضع معظم إناث البطاريق بيضة واحدة أو اثنتين في المرة الواحدة.

. يتناوب الأبوان على حضانة البيض وحماية الصغار بعد الفقس.

. تظهر البطاريق سلوكيات أبوية قوية وتفان في رعاية صغارها، حتى يصبحوا قادرين على الاعتماد على أنفسهم.

تهديدات تواجه البطاريق

. تقضي البطاريق ما يقارب ثلاثة أرباع حياتها في المحيطات، وتعتمد عليها بشكل أساسي في الحصول على الغذاء. لذلك، يشكل الصيد المفرط أحد المشاكل الرئيسية التي تتسبب في إنقاص أعدادها.

. يشكل التلوث بأنواعه المختلفة، مثل التلوث البلاستيكي والانسكابات النفطية، تهديدا حقيقيا لبقاء هذه الطيور، وقد ساهم في انخفاض أعدادها، مما يؤثر سلبا على النظام البيئي بأكمله.

. بالنسبة للفصائل التي تعيش في القارة القطبية الجنوبية، مثل البطريق الإمبراطور وبطريق آديلي، فإن تغير المناخ يؤدي إلى تقلص مساحة الجليد البحري، وهو ما لا يؤثر على موطنها الطبيعي فحسب، بل يمكن أن يؤثر أيضا على توقيت فقس صغارها وتوافر مصادر الغذاء.

حقائق عن البطريق

يهدف اليوم العالمي للبطاريق أيضا إلى تشجيع الناس على تقدير هذه الحيوانات الرائعة والتعرف على التحديات التي تواجهها. وفي السطور التالي، نساهم في تعزيز هذا الوعي من خلال تقديم حقائق عن البطاريق.

. تحولت أجنحة البطاريق عبر ملايين السنين إلى زعانف قوية ماهرة في دفعها برشاقة وسرعة فائقة تحت الماء.

. يمكن لبعض الأنواع الغوص لأعماق تزيد عن 500 متر والبقاء تحت الماء لأكثر من 20 دقيقة في رحلة بحث عن الطعام. تساعدهم أجسامهم الانسيابية وعظامهم الكثيفة على تحقيق هذا الإنجاز المذهل.

. لحماية أنفسهم من البرد القارس، يمتلك البطاريق طبقة سميكة من الدهون تحت الجلد وفراء كثيف مقاوم للماء يتكون من طبقات متداخلة من الريش القصير.

. يعمل فراء البطريق كعازل ممتاز يحافظ على درجة حرارة أجسامهم ثابتة حتى في المياه المتجمدة.

. تعتبر البطاريق جزءا حيويا من النظم البيئية البحرية في المناطق القطبية وشبه القطبية.

. يعد الحفاظ عليها وحماية موائلها أمرا ضروريا للحفاظ على التوازن البيئي والتنوع البيولوجي في المناطق التي تعيش فيها.

هل البطاريق شريرة؟

في البداية، من المهم أن نفهم أن مفهوم 'الشر' معقد، لكن هناك سلوكيات للبطاريق قد تبدو غير لطيفة، أبرزها:

العدوانية

خلال موسم التكاثر، تصبح البطاريق، تتنافس الذكور بشدة على مواقع التعشيش المناسبة، وقد تنخرط في معارك عنيفة تستخدم فيها مناقيرها وزعانفها لإبعاد المنافسين.

سرقة البيض والصغار

في بعض الأنواع، مثل بطريق آديلي، لوحظ سلوك سرقة البيض والصغار. تقتحم بعض البطاريق أعشاشا أخرى لسرقة البيض أو حتى قتل صغار البطاريق لأسباب غير واضحة تماما.

التنمر داخل المستعمرة

في المستعمرات الكبيرة، يمكن أن يكون هناك ما يشبه التمييز، حيث تهيمن بعض البطاريق على غيرها، خاصة فيما يتعلق بالحصول على الطعام أو أفضل المواقع.

في النهاية، يمكن لمحبي البطاريق المساهمة في إحداث تغيير إيجابي من خلال العمل على حماية المحيطات، ومنع التلوث، ومكافحة تغير المناخ، وذلك على سبيل المثال من خلال الدعوة إلى تقليل الاعتماد على حرق الوقود الأحفوري.