في ظل التوسع المتزايد لدور الذكاء الاصطناعي وتغلغله في حياتنا اليومية، يظهر ابتكار فرنسي فريد من نوعه يجمع بين الفن، التكنولوجيا، والاستدامة البيئية: 'شجرة الشحن'.

هذا الاختراع يقدم حلا مبتكرا لشحن الأجهزة الإلكترونية باستخدام الطاقة الشمسية. وعلى الرغم من أن تكلفته تبلغ حوالي 15 ألف يورو، إلا أنه يمثل خطوة مهمة نحو تحقيق التحول للطاقة النظيفة وتقديم خدمة عامة فريدة.

حلم يصبح واقعا ملموسا

بدأ كل شيء بحلم بسيط: وجد شخص يدعى هيرفي لويفي، نفسه جالسا على مقعد في وسط الصحراء، وبطارية هاتفه فارغة تماما. في صباح اليوم التالي، تبلورت لديه فكرة شجرة شمسية مزودة بمنافذ USB، توفر الظل، وتقدم الطاقة المجانية للمارة. تحول هذا الحلم إلى حقيقة ملموسة في ورشته الواقعة بمنطقة ماين الفرنسية.

تجسدت الفكرة في هيكل معدني يرتفع لستة أمتار، يضم تسعة فروع معدنية مزينة بألواح شمسية تحاكي أوراق الشجر، وجذعا مجهزا ببطاريات ليثيوم لتخزين الطاقة. ليست هذه الشجرة مجرد منحوتة فنية معاصرة فحسب، بل هي أيضا محطة شحن عملية لهاتفك ودراجتك الكهربائية.

إنها ليست مجرد أداة مبتكرة، بل هي قطعة من الأثاث الحضري المفيد والمستدام، وقد بدأت العديد من البلديات بإبداء اهتمامها بها، حتى أن العاصمة الفرنسية باريس أبدت اهتماما بهذا المشروع الرائد.

أكثر من مجرد شجرة

صممت شجرة الشحن لتكون أكثر من مجرد تركيب فني أو ديكور. إنها مفهوم متكامل يهدف إلى توفير الراحة وتعزيز التفاعل الاجتماعي للمستخدمين.

تضم مقعدين مريحين، وطاولة دائرية لتناول الوجبات الخفيفة أو المشروبات، وإضاءة جذابة لأمسيات الصيف الممتعة، وبالطبع، أربعة منافذ USB متاحة للجميع لشحن أجهزتهم.

يمكن للمتنزهين التوقف عندها لأخذ قسط من الراحة، أو التحدث مع الأصدقاء، أو توصيل هواتفهم الذكية، بل وحتى شحن دراجاتهم الكهربائية أثناء استمتاعهم بقهوتهم.

يهدف هيرفي لويفي من خلال هذا الابتكار إلى توفير بديل محلي وصديق للبيئة لاستهلاك الكهرباء في المدن، والأهم من ذلك، إظهار أن الحرفية التقليدية والتكنولوجيا الحديثة ليستا متعارضتين، بل يمكنهما أن تتكاملا لتقديم حلول مبتكرة.

ابتكار يلفت الانتباه

يكمن الجانب الأكثر إثارة للدهشة في هذا الاختراع في بساطته، بالإضافة إلى قوته الرمزية العميقة. فالشجرة، التي لطالما كانت رمزا للحياة والنمو، تتحول هنا إلى مصدر للطاقة المتجددة.

وعلى عكس مجرد شاحن USB بسيط، فإن هذه الشجرة تجذب الأنظار، وتشجع على التفاعل الاجتماعي بين الناس، وتدعونا إلى إعادة التفكير في أنماط استهلاكنا للطاقة.

إنها ليست مجرد أداة إلكترونية، بل هي قطعة أثاث حضري ذكية، تعمل بشكل مستقل، وتتميز بجمالها، ويسهل الوصول إليها. وقد تبنت بلديات مثل سان جورج بوتفان هذا الابتكار بالفعل، والنتائج كانت مشجعة للغاية.