بالنسبة للأفراد الذين يتعايشون مع مرض التهاب الأمعاء، يمكن أن تتحول لديهم أبسط جوانب الحياة اليومية إلى تحديات معقدة. فالأمر لا يقتصر على اضطرابات الجهاز الهضمي فحسب، بل يمتد ليشمل تأثيرات تعيق العمل، والدراسة، وتناول الطعام، وحتى الحصول على قسط كاف من النوم.

يشمل مرض التهاب الأمعاء حالتين رئيسيتين هما مرض كرون والتهاب القولون التقرحي، وكلاهما يتميز بالتهاب مؤلم يصيب الجهاز الهضمي. وتكمن صعوبة الأمر في إمكانية ظهور نوبات المرض بشكل مفاجئ وغير متوقع، مما يفرض على المرضى حالة دائمة من التأهب والقلق والانزعاج المستمر.

وعلى الرغم من هذا العبء الثقيل، لا يزال الكثيرون حول العالم يفتقرون إلى فهم حقيقي لمعنى الحياة اليومية بالنسبة لشخص مصاب بمرض التهاب الأمعاء. وفي التقرير التالي، نستعضر معكم أسباب وأعراض وعلاج مرض التهاب الأمعاء، وذلك بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي لهذا المرض.

ما هو التهاب الأمعاء؟

يمكن تعريف التهاب الأمعاء بأنه مجموعة من الاضطرابات التي تصيب جهازك الهضمي. تتميز هذه الاضطرابات بالتهاب مزمن في بطانة الأمعاء. ويعتبر مرض كرون والتهاب القولون التقرحي النوعين الرئيسيين لالتهاب الأمعاء.

وللأسف، يمكن أن يؤدي هذا الالتهاب إلى مجموعة واسعة من الأعراض التي تختلف في شدتها وتأثيرها من شخص إلى آخر.

أسباب التهاب الأمعاء

تأتي أهمية اليوم العالمي لمرض التهاب الأمعاء، من تعزيز الوعي بهذا المرض، وإطلاق حوارات بناءة حوله، وإخراجه من دائرة الصمت والتجاهل. وفي السطور التالية، نستعرض معكم ما هي أسباب التهاب الأمعاء؟

الجهاز المناعي

يعتقد أن الجهاز المناعي يهاجم عن طريق الخطأ بكتيريا الأمعاء الطبيعية أو حتى أنسجة الأمعاء نفسها، مما يؤدي إلى الالتهاب المزمن.

العوامل الوراثية

تلعب الجينات الوراثية والتاريخ العائلي دورا هاما في الإصابة، حيث يكون الأشخاص الذين لديهم أقارب مصابون بالتهاب الأمعاء أكثر عرضة للإصابة.

العوامل البيئية

يمكن أن تساهم بعض العوامل البيئية مثل التدخين، والنظام الغذائي، وبعض أنواع العدوى في تحفيز أو تفاقم الإصابة بمرض التهاب الأمعاء.

ميكروبيوم الأمعاء

تلعب التغيرات في تركيبة وتوازن البكتيريا الموجودة في الأمعاء دورا رئيسيا في تطور المرض.

أعراض التهاب الأمعاء

الأمر لا يتعلق بمجرد سرد الحقائق والأرقام عن هذا المرض، بل يتجاوز ذلك ليشمل ضرورة نشر الوعي والتعرف على علامات التهاب الأمعاء، لمساعدة العديد من المصابين على فهم حالتهم وطلب المساعدة. لذا، في السطور التالية، نستعرض معكم ما هي أعراض التهاب الأمعاء؟

الإسهال

يعتبر الإسهال المزمن، الذي يمكن أن يكون مصحوبا بالدم أو المخاط، من الأعراض الرئيسية. قد يكون الإسهال متقطعا أو مستمرا.

آلام البطن والتشنجات

يشعر العديد من الأشخاص المصابين بالتهاب الأمعاء بآلام في البطن تتراوح بين الخفيفة والشديدة، وقد تكون مصحوبة بتشنجات مؤلمة.

النزيف الشرجي

يمكن أن يحدث نزيف من المستقيم نتيجة للالتهاب والتقرحات في بطانة الأمعاء. قد يظهر الدم في البراز أو بشكل منفصل.

فقدان الوزن غير المبرر

يمكن أن يؤدي الالتهاب المزمن وسوء امتصاص العناصر الغذائية إلى فقدان الوزن بشكل غير مقصود.

التعب والإرهاق

يعد الشعور بالتعب والإرهاق الشديد أمرا شائعا لدى الأشخاص المصابين بالتهاب الأمعاء، حتى في فترات الهدوء النسبي للمرض.

الحمى

قد تحدث حمى خفيفة أو متوسطة الشدة في بعض الحالات، خاصة أثناء فترات تفاقم الأعراض.

الشعور بالامتلاء والانتفاخ

يمكن أن يؤدي الالتهاب إلى الشعور بالامتلاء والانتفاخ في البطن، مما يسبب عدم الراحة.

فقدان الشهية

يمكن أن يعاني بعض الأشخاص من فقدان الشهية نتيجة للألم أو الأعراض الأخرى المصاحبة لالتهاب الأمعاء.

أعراض أخرى

بالإضافة إلى الأعراض الهضمية، يمكن أن يؤثر التهاب الأمعاء على أجزاء أخرى من الجسم، مما يؤدي إلى ظهور أعراض مثل آلام المفاصل، مشاكل في العين، مشاكل جلدية، حصوات الكلى أو المرارة، وفقر الدم أو الأنيميا.

تشخيص التهاب الأمعاء

يتم تسليط الضوء على التحديات والصعوبات اليومية التي يواجهها الأشخاص المصابون بمرض التهاب الأمعاء. لكن في الوقت نفسه، علينا أيضا تسليط الضوء على طرق تشخيص التهاب الأمعاء وكذلك علاجه، لمنح المريض معرفة بالخطوات التي تساعده على التعامل مع المرض.

التاريخ الطبي والفحص السريري

يقوم الطبيب في البداية بمناقشة الأعراض والتاريخ الصحي مع المريض.

تحاليل الدم والبراز

يطلب الطبيب بعض التحاليل المهمة للبحث عن علامات الالتهاب والعدوى ومشاكل أخرى.

تنظير القولون وتنظير الجزء العلوي من الجهاز الهضمي

يتم في هذا الإجراء إدخال أنبوب مرن مزود بكاميرا لفحص بطانة الأمعاء وأخذ عينات أو خزعات للفحص المجهري.

التصوير الطبي

يقوم المريض بعمل تصوير بالأشعة السينية، والتصوير المقطعي المحوسب، والتصوير بالرنين المغناطيسي لتقييم حالة الأمعاء.

تنظير الكبسولة

في بعض الحالات، يمكن أن يتم ابتلاع كبسولة صغيرة تحتوي على كاميرا لالتقاط صور للأمعاء الدقيقة.

علاج التهاب الأمعاء

يفتح هذا اليوم أبوابا نحو تحقيق فهم أفضل لطبيعة هذا المرض وتأثيراته. وكذلك التعرف بشكل أعمق على أعراض مرض التهاب الأمعاء والاحتياجات الخاصة للمتعايشين معه، بالإضافة إلى ما هو علاج التهاب الأمعاء؟

تقليل الالتهاب

باستخدام بعض الأدوية مثل الأمينوساليسيلات، والكورتيكوستيرويدات، ومعدلات المناعة، والأدوية البيولوجية، يحاول الطبيب من تخفيف حدة الالتهابات لدى المريض.

تخفيف الأعراض

باستخدام أدوية مضادة للإسهال، ومسكنات الألم، ومضادات التشنج يمكن تخفيف أعراض التهاب الأمعاء على المريض.

الحفاظ على الهدوء

ينصح الطبيب مريضه بالحفاظ على هدوئه وتجنب التوتر والقلق لمنع تكرار نوبات الالتهاب.

تحسين نوعية الحياة

من خلال إدارة الأعراض والمضاعفات يمكن تحسين جودة المريض المتعايش مع التهاب الأمعاء.

الدعم الغذائي

يمكن أن يحتاج بعض الأشخاص إلى تغييرات في النظام الغذائي أو مكملات غذائية لتعويض نقص العناصر الغذائية.

الجراحة

في بعض الحالات الشديدة أو عند حدوث مضاعفات مثل الانسداد أو النزيف الحاد، قد تكون الجراحة ضرورية.

في النهاية، يمكننا التأكيد على إن اليوم العالمي لمرض التهاب الأمعاء هو فرصة لتحسين جودة الرعاية الصحية المقدمة للمرضى، وتعزيز الجهود البحثية الرامية إلى إيجاد حلول فعالة ودائمة لهذا المرض. إنه بمثابة صوت عالمي مؤثر يسعى الجميع من خلاله إلى تحقيق التغيير المنشود بمرور الوقت.