في كل عام، يحتفل العالم في الثاني عشر من شهر مايو بـ'اليوم العالمي للتمريض'؛ تكريمًا للدور الإنساني والمهني الذي يقوم به الممرضون والممرضات في دعم الأنظمة الصحية ورعاية المرضى في مختلف أنحاء العالم.

ويعد هذا اليوم فرصة لتسليط الضوء على التحديات التي تواجه مهنة التمريض، وإبراز مساهماتها الجوهرية في مواجهة الأزمات الصحية، من غرف الطوارئ إلى خطوط الدفاع الأولى في الأوبئة والكوارث. وتأتي احتفالات هذا العام في ظل إدراك عالمي متزايد لأهمية الكوادر التمريضية كركيزة أساسية لضمان رعاية صحية عادلة وآمنة للجميع.

الممرضون والممرضات يلعبون دورًا حيويًا لا يتعلق بالمساعدة الطبية المباشرة، بينما أيضًا قد يمتد هذا الدور ليشمل الرعاية النفسية، والتعليم الصحي، والدعم العاطفي، والتنسيق بين الخدمات الطبية.

تاريخ اليوم العالمي للتمريض

يحتفل باليوم العالمي للتمريض في 12 مايو من كل عام، وهو التاريخ الذي اختاره المجلس الدولي للممرضين (ICN) تخليدًا لذكرى ميلاد فلورنس نايتنغيل، رائدة التمريض الحديث، التي ولدت في 12 مايو 1820. عرفت نايتنغيل بإسهاماتها الثورية في تحسين معايير النظافة والرعاية الصحية خلال حرب القرم، حيث ساعدت بشكل كبير في تقليل معدلات الوفيات بين الجنود عبر تطبيق أساليب تمريضية علمية وإنسانية.

وقد بدأ الاحتفال بهذا اليوم رسميًا منذ عام 1965، عندما أعلن المجلس الدولي للممرضين تخصيص هذا التاريخ للاعتراف بمساهمة التمريض الحيوية في الأنظمة الصحية حول العالم، وتعزيز الوعي المجتمعي بدور الممرضين والممرضات في رعاية المرضى، وتحقيق السلامة الصحية.

الهدف من هذا اليوم لا يقتصر على التكريم فقط، بل يشمل أيضًا الدعوة إلى تحسين أوضاع العاملين في مهنة التمريض، من حيث ظروف العمل، والدعم النفسي، والتدريب المهني المستمر، خاصة في ظل الضغوط التي يواجهونها في حالات الطوارئ الصحية والكوارث. كما يُعد مناسبة لإبراز التحديات التي تواجه مهنة التمريض عالميًا، وضرورة الاستثمار فيها لضمان نظام صحي متوازن ومستدام.

دور التمريض في تحسين تجربة المرض

وفي هذا اليوم العالمي، تدعو منظمة الصحة العالمية والحملات الدولية إلى الاستثمار في التعليم التمريضي، وتحسين ظروف العمل، وتوفير الدعم النفسي والمهني للكوادر التمريضية، تقديرًا لجهودهم المستمرة. ويشمل دور التمريض التالي:

الرعاية الشاملة

يقدم الممرضون والممرضات رعاية شاملة تتضمن الجوانب الجسدية والعاطفية والاجتماعية للمريض. وفقًا لمقال نشر في ET HealthWorld، فإن الممرضين يلعبون دوراً لا غنى عنه في تعافي المرضى من خلال توفير الرعاية الشاملة، والدعم العاطفي، والتعليم، والدفاع عن حقوق المرضى. تشمل خبراتهم: مراقبة العلامات الحيوية، وإعطاء الأدوية، وإدارة الألم، والوقاية من المضاعفات، مما يسرّع من عملية الشفاء ويحسِّن النتائج.

تعزز التعافي

تُعتبر العلاقة القوية بين الممرض والمريض عاملاً مهمًا في تسريع الوصول لمرحلة التعافي. تشير دراسة نشرت في Walden University إلى أن العلاقة القوية بين الممرض والمريض تحسِّن من تعافي المرضى من الأمراض العقلية تحديدًا، وتقلل من حدوث مشكلات بين المرضى في المستشفى، كما تسرِّع من الشفاء بعد انتهاء الإجراءات الطبية داخل الصرح الطبي.

اقرأي أيضًا علامات وأعراض صحية لا يجب تجاهُلها

دعم العائلات

قد يظن البعض أن دور الممرض يقتصر على الالتزامات الصحية والخدمات الطبية، غير أن الواقع يشير إلى أن الممرضين والممرضات يلعبون دورًا مهمًا في دعم عائلات المرضى وتوفير المعلومات اللازمة لهم. وقد نلاحظ أن التواصل بين الممرض والعائلة ربما يفوق التواصل بين الطبيب والعائلة، وذلك لأن الممرض يقع على عاتقه دور إنساني ومجتمعي بارز يساهم في تخفيف وطأة الأزمات الصحية على العائلة.

التثقيف الصحي

تشير الجهات المعنية إلى أهمية التثقيف الصحي كجزء أساسي من دور الممرضين والممرضات، حيث يمكنهم من مساعدة المرضى في السيطرة على حالتهم الصحية بشكل فعال. وحسب هذه الجهات، يقوم الممرضون بتوفير معلومات أساسية حول الأدوية، والمواعيد الطبية، وممارسات الرعاية الذاتية، مما يقلل من خطر المضاعفات، ويحسِّن من رضا المرضى.

بيئة العمل التمريضية وتأثيرها على جودة الرعاية

نظرًا للدور الفعال والهام الذي تقوم الفرق التمريضية، يجب توفير بيئة عمل جيدة للممرضين والممرضات. تشير دراسة نشرت في NCBI إلى أن بيئة العمل الصحية للممرضين لا بد أن تشمل توفير مكان جيد للراحة و العمل، وتعزيز العلاقات التعاونية، وكذلك توفير مستوى وظيفي داعم، فضلاً على الدعم الإداري؛ كل هذه العوامل تؤدي إلى تحسين تجارب المرضى وجودة الرعاية المقدمة.

التقدير والاعتراف بدور التمريض

يعد الاعتراف بدور الممرضين والممرضات وتقدير جهودهم أمرًا بالغ الأهمية. يجب تكريم الممرضين والممرضات كل عام في يومهم العالمي، بل والحصول على جوائز هدفها تقديم الشكر والعرفان لدورهم البارز في تحسين تجربة الرعاية الصحية.

* ملاحظة من «سيّدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليكِ استشارة طبيب مختص.