قال الفنان المصري أمير عيد، مؤسس فرقة 'كايروكي'، إن النجاح الحقيقي للفنان لا يُقاس بالانتشار أو عدد المتابعين، بل بالصدق الفني والتواصل الإنساني مع الجمهور. جاء ذلك في جلسة نقاشية حملت عنوان 'صُنع في مصر وسُمع حول العالم'.

أمير عيد: أحلم بالغناء في المكسيك

فاجأ أمير عيد الحضور بإعلانه عن حلم مختلف، يتمثل في الغناء بدول لم تسمع من قبل عن فرقته، مثل المكسيك أو بعض الدول الأفريقية النائية.

وقال: أحلم بأن أغني في أماكن لا يعرفني فيها أحد، وأن آخذ الجمهور في رحلة موسيقية لا لمجرد تسليتهم، بل ليعيشوا التجربة كاملة. أريد أن تكون حفلاتي كأنها لقاء إنساني صادق، لا مجرد عرض فني.

وأوضح أمير عيد خلال الجلسة أن كثيرًا من الفنانين يقعون في فخ تحويل أنفسهم إلى 'براند'، معتبرًا أن هذا التوجّه يبتعد بالفنان عن رسالته الأصلية. وقال: الفنان الحقيقي ليس براند. الفنان الحقيقي يبدأ بالصدق مع نفسه، ثم ينقل هذا الصدق إلى جمهوره، عندها فقط تصل فكرته ويصير له أثر.

كما أشار إلى أن مصطلح 'العالمية' يبقى مفهومًا شخصيًا يحدده كل فنان بناء على تطلعاته، مضيفًا: لا بد أن يسأل الفنان نفسه: لماذا أريد أن أكون عالميًا؟ وماذا يعني ذلك لي؟

الانتشار يبدأ من الداخل

عيد أكد أن انطلاقته مع فرقة 'كايروكي' لم تكن بدافع الوصول إلى العالمية، بل كانت نابعة من الرغبة في تقديم فن صادق يمس الناس بلغتهم وثقافتهم.

وقال: منذ البداية، لم أفكر في الغناء بلغات أجنبية أو مخاطبة جمهور لا يعرف لغتي. هدفي كان واضحًا: أن أكون صادقًا مع جمهوري المحلي أولًا. هذا هو مفتاح الوصول الحقيقي لأي فنان.

وتحدث أمير عن تجربته في إحياء حفلات بدول غير ناطقة بالعربية، موضحًا أن الجمهور في أغلب تلك المناسبات يتكوّن من الجاليات العربية، وهو ما يجعل التجربة مختلفة ولكنها لا تعني بالضرورة توسعًا عالميًا بالمعنى التقليدي. وأضاف: هي تجارب مهمة وغنية، لكنها ليست دائمًا أكثر تأثيرًا من حفلاتنا في القاهرة أو بيروت أو دبي.

حفل في يوم مباراة الأهلي والزمالك

كشف أمير عيد عن موقف طريف خاضته الفرقة، حيث أقاموا حفلة في نفس توقيت مباراة بين الأهلي والزمالك، في اختبار لمدى ارتباط الجمهور الحقيقي بالفن.

وقال مازحًا: الموسيقى بالنسبة لي ليست وسيلة لقتل الوقت، بل لحظة تواصل روحي وفكري. الجمهور الذي اختار أن يترك مباراة القمة ليحضر حفلتنا هو جمهور يُقدّر الكلمة والصوت والأغنية.