في مشهد فضائي نادر، تستعد بقايا المركبة السوفيتية كوزموس-482 لاختراق الغلاف الجوي للأرض خلال الأيام القليلة المقبلة، بعد أكثر من 50 عامًا قضتها في مدار أرضي منذ إطلاقها الفاشل في عام 1972، وبحسب موقع ScienceAlert، انطلقت المركبة في 31 مارس 1972 من قاعدة بايكونور في كازاخستان ضمن مهمة كانت تستهدف كوكب الزهرة، لكنها لم تغادر مدار الأرض بسبب خلل تقني في صاروخ الإطلاق مولنيا-8K78M، ما أدى إلى إخفاق المهمة في ذروة الحرب الباردة، وهو ما لم يعترف به الاتحاد السوفيتي حينها.

منذ ذلك الحين، بقيت كوزموس-482 عالقة في مدار بيضاوي يتآكل تدريجيًا بسبب مقاومة الغلاف الجوي، حتى وصلت في الأيام الأخيرة إلى ارتفاع منخفض يبلغ 370 كيلومترًا فقط، بعد أن كانت على ارتفاع 9800 كيلومتر في بداياتها، ويتوقع الخبراء، وعلى رأسهم الدكتور ماركو لانجبروك من جامعة دلفت الهولندية، أن تدخل المركبة الغلاف الجوي بين 9 و10 أيار الجاري، بسرعة قد تصل إلى 250 كلم/ساعة، لتسقط على الأرض في مشهد يُشبه اصطدام نيزك صغير، وتأتي هذه العودة في وقت تشهد فيه المدارات الأرضية ازدحامًا غير مسبوق بسبب مشاريع ضخمة كأقمار ستارلينك وكويبر ووان ويب، إضافة إلى مبادرات صينية متسارعة، مما يعيد تسليط الضوء على أزمة الحطام الفضائي المتزايد، وتُعد لحظة احتراق كوزموس-482 المرتقبة فرصة نادرة لعشّاق الظواهر الكونية، ولتأمل بقايا سباق الفضاء في الحرب الباردة وهي تختتم رحلتها على الأرض.