×



klyoum.com
algeria
الجزائر  ٢٥ نيسان ٢٠٢٥ 

قم بالدخول أو انشئ حساب شخصي لمتابعة مصادرك المفضلة

ملاحظة: الدخول عن طريق الدعوة فقط.

تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

klyoum.com
algeria
الجزائر  ٢٥ نيسان ٢٠٢٥ 

قم بالدخول أو انشئ حساب شخصي لمتابعة مصادرك المفضلة

ملاحظة: الدخول عن طريق الدعوة فقط.

تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

موقع كل يوم موقع كل يوم
موقع كل يوم »

اخبار الجزائر

»سياسة» اندبندنت عربية»

قطط الجزائر!

اندبندنت عربية
times

نشر بتاريخ:  الخميس ٢٤ نيسان ٢٠٢٥ - ١٧:٠٥

قطط الجزائر!

قطط الجزائر!

اخبار الجزائر

موقع كل يوم -

اندبندنت عربية


نشر بتاريخ:  ٢٤ نيسان ٢٠٢٥ 

بكل حرية تتعايش بينها والمواطن وبكل حرية تتعارك بينها وتتسافح وتتكاثر بكثرة وبكل أريحية تقوم بتنظيف نفسها في أي مكان

القط هذا الكائن الناعم الذكي، ذكراً كان أو أنثى، يظل الحيوان المحبوب والمفضل في العالم، الصديق والمرافق النظيف والحساس.

أحب القطط كثيراً، لكن من موقعي ككاتب مراقب للوضع الاجتماعي والحضاري، وبعيداً من العاطفة الهشة والمنزلقة والرخوة، أرى أن حضور هذه الكائنات البديعة في الفضاء العام الجزائري وبهذا العدد الكبير المثير، أمر مقلق، يجب مساءلته وقراءته بشجاعة وصدق ومن دون تأجيل.

في الجزائر، يجب الإقرار بأننا أمام ظاهرة بيئية وصحية وحضارية مربكة وجادة تتمثل في الحضور الفوضوي المتصاعد للقطط في الفضاءات العامة.

من دون خوف غزت القطط الشوارع والأزقة والأرصفة والحدائق العمومية، وتجرأت على المطاعم، تتجول بين الطاولات بكل ثقة، قطط بكل الألوان، بكل الجمال، وبكل الأعمار.

قطط بكل حرية تتعايش بينها وبينها والجزائري، وبكل حرية تتعارك بينها وتتسافح وتتكاثر بكثرة، وبكل أريحية تقوم بتنظيف نفسها في أي مكان، تلحس فروتها بفن وبهدوء في أي مكان، لها الوقت كله، بطمأنينة تأخذ حمامها الشمسي في أي مكان، فتتمدد وتنقلب وتحك فروة ظهرها بالأرض ثم تنهض، تمضي ثم تعوج، خالية البال، حرة، سيدة الأمكنة العمومية جميعها.

وكما قد يحدث مع البشر، تتعرض هذه الكائنات الجميلة لحوادث السير، مرات كثيرة نشاهد جثثها الصغيرة مسحوقة على الطرق السريعة أو الطرق العادية.

ما حدود الإنسانية والمسؤولية؟

بهذا التعايش بين الجزائري والقطط، أصبحت مدننا وقرانا جميعها من دون استثناء مستعمرات للقطط الضالة الحرة، مما يجعلنا ندق ناقوس الخطر، إنها وضعية صحية وبيئية واجتماعية مقلقة ومحيرة، لا تنتظر التأجيل.

صحيح أن المجتمعات المتحضرة والمتقدمة هي المجتمعات التي تحترم فيها ثلاثة عناصر هي المرأة والشجرة والحيوان.

في البدء كانت القطط مقدسة عند المصريين القدامى، وكانوا يعتبرونها قوة حماية لهم، بل إن أول شكل لأول إلهة مصرية كان برأس قطة.

أذكر، قبل أعوام قليلة، قال لي أحد الخبراء الأجانب المتخصص في علم المكتبات الذي زار مصر في إطار مهني علمي وهو فترة تكوين المكونين في اقتصاد المكتبات إنه تفاجأ إذ وجد المسؤولين عن دار الكتب المصرية يربون القطط داخل المكتبة لاستعمالها في محاربة القوارض التي تمثل تهديداً حقيقياً للمخطوطات والكتب النادرة.

وأنا أستعيد حكاية هذا الخبير في علم المكتبات وأراقب حضور القطط في الفضاء العام الجزائري، قلت في نفسي 'لكم هي قادرة هذه القطط الناعمة على التدبير والتآلف والحب'.

أما في بلدان شمال أفريقيا، فتحتل القطط مكانة كبيرة في التراث الشعبي الشفوي من حكايات وألغاز وأشعار، مما يدل على حضورها الوازن في الحياة اليومية.

في المخيال الجزائري والمغاربي بصورة عامة، يعتقد بأن ملاقاة قط أسود اللون على الطريق في الصباح هو نذير شؤم.

وفي حضور القط يتحول الجزائري المعروف بقسوته وعنفه إلى إنسان ناعم، شفاف وقد سلم كل أسلحته، ليصبح كتلة من العواطف والحب والرقة، كل ذلك تدل عليه سلوكيات كثيرة نراها يومياً في الشارع.

لكن، من أين يا ترى استقى الجزائري كل هذه العواطف والمحبة تجاه القطط؟ 

يعيش الجزائري في مجتمع تطغى فيه الثقافة الدينية الشعبية، حتى أصبح كائناً دينياً بامتياز، كل شيء يربطه بالدين من الرياضيات إلى كرة القدم مروراً بالذكاء الاصطناعي والانتخابات الرئاسية ولون البطيخ، مما يجعلنا نتساءل، هل المعاملة اللطيفة الشفافة مع القطط تجد تفسيراً لها في الدين والتدين وطغيان هذه الثقافة الدينية الشعبوية؟

في المدن والقرى الجزائرية، بكل أمان وسكينة، تتحرك القطط في الشوارع وداخل المحال التجارية، تتجول بين طاولات المطاعم وفي مواقف السيارات وفوق العربات وتحت العربات وبين أرجل المارين وفوق الأرصفة... وكأن هذه الأماكن هي ملكيتها الخاصة.

وأصبحت الجزائر بمدنها وقراها بلاداً مفتوحة ومباحة للقطط الضالة.

من دون شك، فحضور القطط في الفضاء العام يمثل عاملاً طبيعياً في الحفاظ على التوازن الإيكولوجي والبيولوجي، لكن هذا الحضور وبهذه الوضعية الفوضوية أضحى مشكلة حقيقية على المستوى الصحي والبيئي والحضاري.

مع ذلك وأمام هذا الوضع الذي لا يحتاج إلى تأجيل، نتساءل، كيف يمكننا حل هذه المشكلة التي تتعقد أكثر فأكثر، يوماً بعد يوم، من دون أن نسيء أو نضر بأصدقائنا القطط؟

إننا نعثر على الجواب، أولاً، في ضرورة تشجيع الجمعيات المدنية المدافعة عن حقوق الحيوانات، كما أن حل المشكلة يتطلب التزام المتخصصين وأخص بالذكر البياطرة وعمال قطاع الصحة العمومية.

إننا أمام إشكالية سوسيولوجيا صحية ومدنية لا يجب غض الطرف عنها.

على هؤلاء جميعاً (جمعيات الدفاع عن حقوق الحيوانات والبياطرة وعمال الصحة العمومية) أن يفكروا ومن دون تأخير في إطلاق حملة تحسيس وتوعية تتصل بمصير أصدقائنا القطط بالبحث عن فضاءات لحمايتهم تكون مخصصة لهم.

إن الجزائر بلد يملك عدداً معتبراً من العيادات البيطرية، وفيها كثير من الأطباء البيطريين، ومن باب واجب المواطنة على هؤلاء أن يشرعوا في برنامج خاص بتعقيم القطط لضبط عملية التخصيب والحد منها، على أن يكون هذا البرنامج مدروساً بدقة ومفكراً فيه بعمق حتى لا نسقط في اختلال طبيعي آخر.

وعلى جمعيات الدفاع عن حقوق الحيوانات أن تضغط وتطالب السلطات المحلية بفتح ملاجئ خاصة لاستقبال هذه الكائنات الرقيقة وأن تكون هذه الفضاءات تشتمل على ظروف استقبال رحيمة وكريمة وصحية.

إن ملاجئ القطط، كما هي ملاجئ الكلاب، ليست سجوناً ولا أمكنة للتعذيب أو العنف أو الحجر.

وللتخفيف من حدة هذه المشكلة، يجب تشجيع العائلات على تبني بعض الأصدقاء من فصيلة القطط، إنهم خير الرفاق لو تعلمون.

وتظل القطط، فوق هذا وذاك، مصدراً للسعادة والفرح الإنسانيين.

موقع كل يومموقع كل يوم

أخر اخبار الجزائر:

الرئيس الجزائري: العلاقات طيبة مع دول الساحل ولا نتفق مع بعض الانقلابيين

* تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

* جميع المقالات تحمل إسم المصدر و العنوان الاكتروني للمقالة.

موقع كل يوم
5

أخبار كل يوم

lebanonKlyoum.com is 2003 days old | 1,924 Algeria News Articles | 131 Articles in Apr 2025 | 4 Articles Today | from 10 News Sources ~~ last update: 13 min ago
klyoum.com

×

موقع كل يوم


لايف ستايل