تتحدّث المخرجة الإماراتية لمجلة ELLE Arabia عن فيلمها الروائي الطويل الأول 'فتى الجبل' وكيف تكشف، من خلال تأمّلاتها في رحلتها، عن أهمية الروابط الأسرية، والتفاهم، والقبول لبناء مجتمعات أقوى.

فيلم 'فتى الجبل' هو أول فيلم روائي طويل لزينب شاهين، ويروي قصة سهيل، الفتى الإماراتي الصغير الذي لم يفهمه والده لأنّه لا يفهم إصراره والتحدّيات التي يواجهها بسبب التوحّد. تُدمج شاهين ثلاث قيم مهمة في الفيلم: 'الفهم، والقبول، والملاحظة. تُذكّرنا هذه القيم بضرورة أن نرى الناس على حقيقتهم، وليس فقط كما يظهرون. إنّ ملاحظة التفاصيل الصغيرة، واللحظات الصامتة، هي شكل من أشكال الاهتمام الذي غالباً ما نتغاضى عنه ونتجاهله'.

بدعم من لجنة أبو ظبي للأفلام، اختير فيلم 'فتى الجبل' للمشاركة في ٣٨ مهرجاناً دولياً، وحصد ٢٢ جائزة. تقول شاهين: 'عندما اقترحت عليّ نانسي باتون (منتجة وكاتبة فيلم 'فتى الجبل') المشروع لأول مرّة، رفضتُه! لكن القصة بقيت عالقة في ذهني. لطالما رغبتُ في أن أصبح راوية قصص، وبعد تفكير عميق، أدركتُ أنّ هذه قد تكون اللحظة المناسبة. أثّر بي النص بعمق ـ كان فيه شيء من الواقعية والمشاعر. بمجرّد أن قرأته جيداً، أدركتُ أنّه أول عمل لي'.

يدور الفيلم، الذي تقوده امرأة، حول سهيل، وهو فتى إماراتي صغير مصاب بالتوحّد، يهرب إلى جبال الفجيرة بحثاً عن القبول والعائلة. يضمّ الفيلم طاقماً نسائياً بنسبة ٧٠٪، و٣٢ ممثلاً وفريق عمل إماراتيين. يتناول الفيلم التوحّد والشمولية، 'لأنّ كلّ شخص يستحقّ أن يُرى ويُفهم'، كما تقول شاهين. لا يزال التوحّد يُساء فهمه ويُقلّل من تمثيله في الأفلام. شعرتُ بمسؤولية المساهمة في تغيير هذا السرد، وزيادة الاهتمام والوعي بكيفية سرد هذه القصص.

صُوِّر الفيلم بالكامل في الإمارات العربية المتحدة، وسط مناظر طبيعية خلابة، ليُجسِّد جمال التراث العربي. ووفقاً لشاهين، فإنّ الجوانب الرئيسية الثلاثة التي يُسلَّط عليها الفيلم هي: 'الروابط العائلية، والطبيعة، وإيقاع الحياة الجبلية الهادئ. أردتُ أن أُظهِر جانباً من التراث الإماراتي غالباً ما يُغفَل'.

وتتذكّر شاهين قائلةً: 'استغرق التصوير حوالي ٣٥ يوماً، من ١٠ إلى ١٢ ساعة يومياً، ولأنّنا كنّا نرافق أطفالاً في موقع التصوير، كان وقتنا معهم محدوداً. كان التصوير مكثّفاً وجميلاً بحق'. في العرض الأول الحصري للفيلم، الذي أُقيم في سينما سيتي، القناة، حضر جميع طاقم العمل والممثّلين، إلى جانب الأطفال وموظّفي مركز محمد بن راشد للتربية الخاص في أبو ظبي. وهناك، اكتُشِف نجم الفيلم الشاب، ناصر صلاح، الذي يُجسِّد شخصية سهيل.