في عام 2014، تحديدا يوم 7 يونيو، شهد العالم حدثًا غير عادي بعد أن حقق برنامج ذكاء اصطناعي يعرف باسم يوجين غوستمان، إنجازًا هامًا باجتيازه اختبار تورينغ، وهو اختبار لقياس قدرة الآلة على إظهار سلوك ذكي مكافئ أو لا يمكن تمييزه عن سلوك الإنسان.

في الاختبار، تفاعل يوجين مع خمسة محكمين بشريين عبر الإنترنت لمدة خمس دقائق لكل محادثة. وتمكن يوجين من إقناع 33٪ من المحكمين بأنه إنسان حقيقي.

حدث هذا الحدث المهم بعد مرور 60 عامًا على وفاة آلان تورينج، والذي كان يراهن على أنه بحلول عام 2000، ستكون أجهزة الكمبيوتر ذكية بما يكفي لخداع البشر وجعلهم يعتقدون أنها حقيقية بنسبة 30%. وبالفعل تحققت نبوءته.

من هو يوجين غوستمان؟

يوجين غوستمان هو برنامج ذكاء اصطناعي حاسوبي تم تصميمه لإجراء محادثات عبر الإنترنت كطفل أوكراني عمره 13 عامًا. تم تطويره من قبل فريق من العلماء الروس بقيادة فلاديمير فيسيلوف، يوجين ديمشينكو، وسيرجي ألاسين.

تم تطوير يوجين غوستمان في مختبر الذكاء الاصطناعي بمعهد موسكو للفيزياء والتكنولوجيا، حيث بدأ العمل على المشروع في عام 2001، واستغرق تطويره أكثر من 10 سنوات، بتمويل من قبل وزارة التعليم والعلوم الروسية.

ويتميز يوجين غوستمان بقدراته على فهم اللغة الطبيعية، إذ يستطيع فهم الأسئلة والطلبات المكتوبة باللغة الإنجليزية والأوكرانية. كما يمكنه إنتاج نص يشبه اللغة البشرية عن طريق الرد على الأسئلة والطلبات بطريقة طبيعية وسلسة.

كذلك يحافظ يوجين على سياق المحادثة، ويتذكر ما قيل سابقًا في المحادثة، مما يسمح له بإجراء محادثات متماسكة. ويتعلم يوجين من خلال تفاعله مع البشر، مما يسمح له بتحسين قدراته بمرور الوقت.

إنجازات يوجين غوستمان

لم يكن نجاح يوجين جوستمان في اختبار تورينج مفاجأة. ففي عام 2012، خدع نفس برنامج الدردشة الآلي 29% من الحكام البشريين البالغ عددهم 25 عندما فاز في مسابقة اختبار تورينج التي أقيمت في بلتشلي بارك، المعروف بمركز فك الشفرات أثناء الحرب العالمية الثانية، في ميلتون كينز.

كذلك، حصل جوستمان أيضًا على المركز الثاني في اختبارات جائزة لوبنر في الأعوام 2001 و2005 و2008.

أثار إنجاز يوجين غوستمان بعض الجدل حول ماهية الذكاء الاصطناعي وإمكانياته. يرى بعض الخبراء أن يوجين غوستمان يمثل تهديدًا للبشرية، بينما يرى البعض الآخر أنه أداة قوية يمكن استخدامها لتحسين حياتنا.

أهمية إنجاز يوجين غوستمان

يعتبر إنجاز يوجين غوستمان علامة فارقة في مجال الذكاء الاصطناعي. كما إنه فتح المجال أمام إثارة الجدل حول ماهية الذكاء الاصطناعي وإمكانياته، إذ يمكن استخدامه في مجموعة متنوعة من التطبيقات، بما في ذلك التعليم، وخدمة العملاء من خلال الإجابة على أسئلة العملاء وتقديم الدعم.

كما يمكن استخدام يوجين غوستمان لتقديم المشورة الطبية والدعم النفسي، أو استخدامه للعب الألعاب ولإجراء المحادثات. ويواصل فريق يوجين غوستمان تطويره وتحسين قدراته.

انتقادات موجهة إلى يوجين

أثار نجاح يوجين جوستمان في اجتياز اختبار تورينج جدلا واسعا. يقول البعض أن يوجين اجتاز الاختبار بالغش.

يعلل هؤلاء موقفهم بأن يوجين بدلاً من إظهاره قدرة تشبه قدرة الإنسان على التكيف مع المحادثات والأسئلة المختلفة، خدع الحكام من خلال شرح الإجابات بطريقة غريبة أو مربكة، بحجة إنه صغير السن ولا يجيد الإنجليزية، وبالتالية لا يعامل بنفس المعايير التي يعامل بها المواطن البالغ المتعلم.

ويؤكد المنتقدون أيضا إن هذا الروبوت 'قد يكون قابلاً للتصديق' ولكنه ليس ذكيًا. إنه يعتمد على الغباء المصطنع .

كذلك يتساءل منتقدون آخرون لفكرة يوجين غوستمان: هل نسبة 30% كافية للنجاح؟

معلومات عن يوجين غوستمان

. اسمه يوجين جوستمان.

. برنامج ذكاء اصطناعي يتعامل كصبي مزيف يبلغ من العمر 13 عامًا من أوديسا بأوكرانيا.

. صممه كل من فلاديمير فيسيلوف ويوجين ديمشينكو وسيرجي ألاسين من روسيا.

. لا يتحدث الإنجليزية جيدًا.

. تأتي إجاباته في بعض الأحيان حماسية وغير مفهومة مثل إجابات أي طفل عادي يبلغ من العمر 13 عامًا.

. يقول يوجين إن لديه أب طبيب أمراض النساء، ولديه خنزير أليف.

. يقول أيضًا إن أمه تصرخ دائمًا بسبب هذا الخنزير وتعتبره قذرًا. وتقترح عليه دائما أن يقدمه كهدية لأي شخص من أصدقائه في عيد ميلاده.

. يمكن لأي شخص أن يسأله بنفسه على موقع برينستون للذكاء الاصطناعي، حيث يقوم يوجين بالدردشة عبر الإنترنت.

. يمكن ليوجين غوستمان إجراء محادثات مفتوحة حول مواضيع متنوعة، بما في ذلك الرياضيات والعلوم والتاريخ والأحداث الجارية.

. اجتاز اختبار تورينج في الجمعية الملكية بلندن من خلال إقناع 33 بالمائة من القضاة بأنه إنسان خلال خمس دقائق.

. تم ذلك من خلال محادثة مكتوبة.

. تم تسمية اختبار تورينج على اسم مخترعه، آلان تورينج، وتم ابتكاره في عام 1950 لاختبار ذكاء الآلة. وعلى وجه التحديد، فهو يبحث عن الذكاء المماثل للإنسان، والذي يقيسه من خلال محادثات باللغة الطبيعية.

. يعتبر اختبار تورينج 'ناجحًا' إذا تمكنت الآلة من خداع 30% فقط من الحكام.

. أجريت المسابقة في الذكرى الستين لوفاة تورينج.

. حصل غوستمان أيضًا على المركز الثاني في اختبارات جائزة لوبنر في الأعوام 2001 و2005 و2008.

. لا يزال يوجين غوستمان قيد التطوير، ويتم تحسين قدراته باستمرار.

في النهاية، سواء كنت توافق على أن يوجين جوستمان اجتاز اختبار تورينج بالذكاء أم بالخداع، فلا يمكن إنكار أن روبوتات الدردشة لا يزال أمامها طريق طويل لتقطعه، وأن الرحلة لم تنته بعد.

وبالفعل، خلال السنوات القليلة الماضية، أحدثت روبوتات الدردشة ثورة في طريقة تفاعلنا مع التكنولوجيا، إذ تقدم تجارب تواصل أكثر سهولة وفعالية. ومع استمرار تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي ومعالجة اللغة الطبيعية، يصبح مستقبل روبوتات الدردشة أكثر إثارة للاهتمام.

لذلك، يعد مستقبل روبوتات الدردشة مشرقًا ومليئًا بالإمكانيات. مع استمرار تطور هذه التكنولوجيا، ستصبح جزءًا لا غنى عنه من حياتنا، وستحدث ثورة في طريقة تفاعلنا مع العالم من حولنا.