دخل الذكاء الاصطناعي في تفاصيل حياتنا، حتى الجمالية منها، إذ بات يساعدنا في اختيار المنتجات التي تتناسب مع احتياجات بشرتنا، فهل يعقل ذلك!

أحدث ظهور الذكاء الإصطناعي ثورة كبيرة في العديد من المجالات، ورغم جوانبه الإيجابية، إلا أنه يتعرض يوميًا للعديد من الإنتقادات أبرزها غياب الدور البشري وحلول الـ AI مكانه. وكنا قد أخبرناكِ سابقًا عن مسابقة ملكة جمال الذكاء الإصطناعي حقيقة أم خيال؟

الذكاء الإصطناعي يولي البشرة اهتمامًا كبيرًا

اتبعت تركيبات العناية بالبشرة التقليدية منذ فترة طويلة نهجًا واحدًا يناسب الجميع، لكنها في الوقت ذاته، كثيرًا ما فشلت في تلبية الاحتياجات المتنوعة والمتخصصة لأنواع البشرة المختلفة. سواء كانت البشرة حساسة أو دهنية أو عادية أو جافة، فقد كافحت صناعة التجميل للعثور على مزيج المكونات المثالي للحصول على أقصى النتائج.

ومع ظهور الذكاء الاصطناعي، من المقرر أن يشهد مجال التجميل تحولًا كبيرًا. ورغم أن استخدام الذكاء الاصطناعي في العديد من الصناعات ينمو بشكل مطرد، فإن تفاعله مع صناعة العناية بالبشرة ملفت للنظر بشكل خاص.

وفقًا لدراسة الذكاء الاصطناعي العالمية التي أجرتها شركة برايس ووترهاوس كوبرز، فإن الذكاء الاصطناعي لديه القدرة على المساهمة بمبلغ إضافي قدره 15.7 تريليون دولار في الناتج المحلي الإجمالي العالمي بحلول عام 2030. فهل ستحل الروبوتات محل البشر؟

ومن المرجح أن يأتي جزء كبير من هذا من قطاع البيع بالتجزئة وصناعة مستحضرات التجميل. يتمتع المشترون اليوم، وخاصة الجيل Z وجيل الألفية، بالتطور التكنولوجي ويتوقعون تجارب أكثر فاعلية وشخصية. وإدراكًا لهذه الحقيقة، سارعت شركات التجميل إلى إدراج الذكاء الاصطناعي في خططها.

وتقدم الإحصائيات أيضًا صورة إيجابية، إذ وجدت دراسة أن الذكاء الاصطناعي في جميع أنحاء العالم في سوق صناعة مستحضرات التجميل بلغ قيمة 2.68 مليار دولار في عام 2022. ومن المتوقع أن يتوسع بمعدل نمو سنوي مركب قدره 14.4٪ بين عامي 2022 و2027. باختصار، المشهد المعاصر هو أكثر من مجرد دخول الذكاء الاصطناعي في مجال العناية بالبشرة، فهو يدور حول قطاع يتم تحويله من خلال احتياجات العملاء، والبراعة التكنولوجية، والتعطش لإعادة الابتكار.

إن التكامل السلس بين الذكاء الاصطناعي والجمال هو بلا شك أكثر من مجرد موضة، إنها عملية تطورية تعد بجعل تجربة مستحضرات التجميل أكثر ثراءً وأكثر جاذبية. كنا قد أخبرناكِ سابقًا عن الذكاء الاصطناعي يتخيّل السعودية في صور مذهلة بين الماضي والحاضر، فأيّها واقعي؟

كيف يتم تطبيق الذكاء الاصطناعي في صناعة العناية بالبشرة؟

يتم تطبيق الذكاء الاصطناعي بشكل متزايد في صناعة العناية بالبشرة بطرق مختلفة:

توصيات العناية بالبشرة الشخصية: تقوم خوارزميات الذكاء الاصطناعي بتحليل البيانات الواردة من المستهلكين، بما في ذلك نوع البشرة والمخاوف والعوامل البيئية، لتقديم توصيات مخصصة للعناية بالبشرة. يمكن أن تتضمن هذه التوصيات منتجات محددة، وإجراءات معينة، وحتى تعديلات على نمط الحياة مصممة خصيصًا لتلبية الاحتياجات الفردية.

التجربة الافتراضية والتصور: تتيح أدوات التجربة الافتراضية المدعومة بالذكاء الاصطناعي للمستخدمين تصوّر كيف ستبدو منتجات العناية بالبشرة على بشرتهم قبل إجراء عملية الشراء. تستخدم هذه الأدوات تقنية الواقع المعزز (AR) لتراكب منتجات العناية بالبشرة الافتراضية أو الذكاء الاصطناعي على صور أو مقاطع فيديو في الوقت الفعلي لوجه المستخدم.

تحليل وتشخيص الجلد: تقوم أدوات تحليل الجلد المدعومة بالذكاء الاصطناعي بتحليل صور الجلد لاكتشاف الحالات المختلفة مثل التجاعيد وحب الشباب والبقع الداكنة والمسام. يمكن أن توفر هذه الأدوات رؤى حول صحة الجلد وتساعد المستخدمين على تتبع التغييرات مع مرور الوقت.

تحسين الصياغة: يمكن لخوارزميات الذكاء الاصطناعي أن تساعد في تحسين تركيبات العناية بالبشرة من خلال تحليل المكونات وفعاليتها لمختلف أنواع البشرة واهتماماتها. وهذا يمكن أن يؤدي إلى تطوير منتجات أكثر فعالية واستهدافًا للعناية بالبشرة.

خدمة العملاء والدعم: يمكن لروبوتات الدردشة والمساعدين الافتراضيين الذين يعملون في الذكاء الاصطناعي توفير خدمة العملاء والدعم لمستهلكي العناية بالبشرة. يمكن لهؤلاء المساعدين الافتراضيين الإجابة على الأسئلة المتعلقة بمنتجات العناية بالبشرة وتقديم التوصيات وتقديم النصائح للعناية بالبشرة بناءً على الاحتياجات الفردية.

البحث والتطوير: يُستخدم الذكاء الاصطناعي أيضًا في أبحاث وتطوير العناية بالبشرة لاكتشاف المكونات والتركيبات والتقنيات الجديدة. يمكن لخوارزميات التعلم الآلي تحليل كميات هائلة من البيانات لتحديد الاتجاهات والتنبؤ بتفضيلات المستهلك وتسريع تطوير حلول مبتكرة للعناية بالبشرة.

دور الذكاء الاصطناعي في تركيب مستحضرات التجميل

يتمتع الذكاء الاصطناعي بالقدرة على إحداث ثورة في منتجات العناية بالبشرة من خلال تمكين الدقة غير المسبوقة والتركيبات التجميلية المخصصة. يستلزم مستقبل صناعة مستحضرات التجميل خوارزميات الذكاء الاصطناعي لتقييم مجموعات البيانات الكبيرة مثل ملفات تعريف الجلد الفردية والظروف المحيطة والتركيبات الكيميائية. تسعى هذه الطريقة المبنية على البيانات إلى تطوير تركيبات للعناية بالبشرة مصممة خصيصًا لكل مستخدم يعاني من مشاكل جلدية مختلفة. يسمح الذكاء الاصطناعي بتركيبات مخصصة تأخذ في الاعتبار المظهر الفريد للبشرة لكل فرد، بدلاً من التصنيفات العامة لأنواع البشرة. تقوم خوارزميات الذكاء الاصطناعي بتكييف تركيبات مستحضرات التجميل لمعالجة مخاوف محددة، مع الأخذ في الاعتبار الجينات ونمط الحياة والمناخ، مما يؤدي إلى تجربة العناية بالبشرة الشخصية حقًا. يمكن أن تتطور التركيبات المدعومة بالذكاء الاصطناعي في الوقت الفعلي، مما يؤدي إلى إجراء تعديلات ديناميكية لتلبية الاحتياجات المتغيرة للبشرة. تضمن هذه القدرة على التكيف أن يكون برنامج العناية بالبشرة فعالاً وملائمًا على المدى الطويل.

ختامًا، قد يهمكِ الإطلاع على الذكاء الإصطناعي يولي صحة المرأة أهمية خاصة عن طريق خاتم “ايفي”.