يتصور البعض أن الشريك المتحكم هو الشخص الذي يوبخك علنًا، أو يكون عدوانيًا بشكل جسدي، أو يهددك بإنذارات علنية، أو يتنمر عليك ويستخف بمشاعرك أو فقط يأمرك بكيفية ارتداء الملابس وما إلى ذلك، لكن الأمر قد يكون أكبر من ذلك، وهناك علامات إضافية تظهر بشكل مختلف تمامًا.

وفي الواقع، يتصرف بعض الشركاء المتحكمون انطلاقًا من شعور بالضعف العاطفي، ويستخدم الأشخاص المتحكمون ترسانة كاملة من الأدوات من أجل السيطرة على شركائهم -سواء أدركوا هم أو شركاؤهم ما يحدث أم لا. وكثيرًا ما يكون التلاعب العاطفي معقدًا بدرجة كافية لدرجة أن الشخص الذي يتم التحكم فيه يعتقد في الواقع أنه هو نفسه الشرير، أو أنه محظوظ للغاية لأن شريكه المتحكم 'يتحمله'. وسواء أدى السلوك المتحكم إلى إساءة عاطفية أو جسدية شديدة أم لا، فهذا ليس وضعًا صحيًا.

علامات الشريك المتحكم

هذه بعض العلامات التي تخبرك أن شريكك متحكم، بمعرفته أو بدون قصد:

1-يعزلك عن عائلتك وأصدقائك

غالبًا ما تكون الخطوة الأولى للشخص المتحكم والتي تبدأ بالتدريج وتصبح أكبر مع الوقت. ربما يشتكي الشخص المتحكم من عدد المرات التي تتحدثين فيها مع أحد أصدقائك أو عائلتك على الهاتف، أو يقول إنه لا يحب أفضل صديق لكِ أو يحاول قلبك ضد أي شخص اعتدتي الاعتماد عليه للحصول على الدعم.

ويهدف ذلك إلى تجريدك من شبكة الدعم الخاصة بك، وبالتالي تجريدك من قوتك - بحيث تكوني أقل قدرة على الاحتمال أو لا تكوني قادرة على الوقوف أمامه لأنه دعمك الوحيد.

2-الانتقاد المزمن حتى للأشياء الصغيرة

الانتقاد، مثل العزلة، هو أيضًا شيء يمكن أن يبدأ صغيرًا. وفي الواقع، قد تحاولين إقناع نفسك بأن انتقاد شريكك له ما يبرره، أو أنه يحاول فقط مساعدتك لتكوني شخصًا أفضل.

وبغض النظر عن مدى صغر حجم النقد الفردي، إذا كان جزءًا من ديناميكية ثابتة في علاقتك، فسيكون من الصعب جدًا الشعور بالقبول أو الحب أو التحقق من صحته.

3-التهديدات المخفية أو العلنية ضدك أو ضده

يعتقد بعض الناس أن التهديدات يجب أن تكون مادية حتى تكون مشكلة، لكن التهديدات بالمغادرة أو قطع 'الامتيازات' أو حتى التهديدات من قبل الشخص المسيطر لإيذاء نفسه أو التهديد بالعنف الجسدي. وسواء كانت التهديدات حقيقية أم لا، فهي مجرد طريقة أخرى للشخص المسيطر للحصول على ما يريد على حساب شريكه.

4-استخدام الشعور بالذنب كأداة

غالبًا ما يكون الشريك المتحكم متلاعب ماهر أيضًا، ويجعل مشاعرك تعمل لصالحه طوال الوقت، وكثيرًا ما يستخدم مشاعر الذنب ضدك، حتى تتخلي عن آراء أو أفعالك لمصلحة أفكاره أو أي شيء يجعله أكثر سيطره.

لعبة الذنب مدمرة لكِ ولأفكارك عن نفسك، ويمكنها أن توقعك في كراهية لنفسك بشكل عام والنظرة الدونية لها، وهو شيء سلبي للغاية.

5-التجسس أو التطفل أو طلب الكشف المستمر

عادة ما يشعر الشريك المسيطر أن له الحق في معرفة أكثر مما يعرفه بالفعل. سواء أكان يفعل ذلك في الخفاء أو يطلبه صراحة، فهذا يعد انتهاكًا للحدود منذ البداية. ربما يقوم بفحص هاتفك، أو يسجل الدخول إلى بريدك الإلكتروني، أو يتتبع باستمرار سجل الإنترنت الخاص بكِ، ثم يبرر ذلك بالقول إنه قد وجده أمامه، أو لديه مشكلات تتعلق بالثقة، أو الجملة الشهيرة: 'إذا كنتي لا تفعلين أي شيء خطأ، فلا داعي لتمانعي معرفتي'.. لكن كل ذلك انتهاك واضح للخصوصية، وانعدام الثقة.

6-الغيرة المفرطة أو الاتهامات

يمكن أن تكون غيرة الشريك ممتعة في البداية طبعًا؛ أو تفهميها على أنها علامة على مدى اهتمامه.، لكن عندما تصبح أكثر حدة، يمكن أن تكون مخيفة.

قد يكون الشريك الذي يرى كل تفاعل مع الآخرين لديك على أنه مشبوه أو مهدد، فهذا يجعل العلاقة غير صحية على الإطلاق.

7-لا يحترم حاجتك لوقت خاص بكِ

إنها طريقة أخرى لاستنزاف قوتك: جعلك تشعرين بالذنب للوقت الذي تحتاجيه بمفردك لإعادة الشحن، أو يجعلك تشعرين أنك لا تحبيه بما يكفي عندما تحتاجين إلى وقتك الخاص.

من الطبيعي ألا يكون لدى شريكين نفس الاحتياجات تلقائيًا من حيث الوقت الفردي، حتى لو كان كلاهما منفتحين (أو انطوائيين). في العلاقات الصحية، يؤدي التواصل حول تلك الاحتياجات إلى حل وسط عملي. أما في السيطرة على الأشخاص، فإن الشخص الذي يحتاج إلى الوقت وحده يكون شريرًا.

8-الضغط عليكِ تجاه سلوكيات غير صحية

الشخص المتحكم لا يحب أن يراك قوية وواثقة ، يمكن أن يدفعك تجاه تصرفات غير صحية ليتحكم بكِ فقط، مثل تعاطي المخدرات، وإغرائك باستمرار بالسجائر عند محاولتك للإقلاع، هذه طرق يمكن للسيطرة أن تحاول إحباط محاولاتك لتكون أكثر صحة (وأقوى) شخص. نظرًا لأن التحكم في الأشخاص يزدهر على إضعاف شركائهم، فهي أداة طبيعية لهم لاستخدامها.

انتبهي لتلك العلامات جيدًا، وحاولي إيقافها والوثوق في نفسك، حتى لو كان الثمن انهاء تلك العلاقة، فإنه الخيار الأفضل بالنسبة لكِ لأنه علاقة غير صحية على الإطلاق.