يُعد عيد الأضحى ثاني أهم الأعياد في الدين الإسلامي، إذ يُخلّد ذكرى استعداد النبي إبراهيم عليه السلام للتضحية بابنه إسماعيل امتثالًا لأمر الله، لكن قبل أن يحدث ذلك يرزقه الله خروفًا ليُضحي به بدلًا منه.

كما يمثّل عيد الأضحى ذروة مناسك الحج التي تحتضنها مكة المكرمة، ويحل هذا الاحتفال الجليل سنويا في اليوم العاشر من ذي الحجة، الشهر الأخير من التقويم الإسلامي، ويستمر لمدة 4 أيام.

وعيد الأضحى مناسبة للفرح والاحتفال، كما أن تقاليد وعادات العيد تحمل معاني ودلالات عميقة؛ إذ تُؤكد على قيم الإيمان والإيثار والشكر وتبادل الخير والرحمة والشعور بالآخرين.

أشهر تقاليد عيد الأضحى في العالم الإسلامي

تتشابه طقوس عيد الأضحى في العالم الإسلامي إلى حد كبير، وتجمع الاحتفالات بين الطقوس الدينية والتجمعات العائلية والمظاهر الاحتفالية. ويظل الركن الأهم في الحدث أو جوهر الاحتفال إن صح وصفه: صلاة العيد، وذبح الأضاحي، ومشاركة لحومها مع الأهل والأصدقاء والمحتاجين.

وتتضمن مظاهر احتفالات عيد الأضحى في الدول الإسلامية ما يلي:

صلاة العيد: يجتمع المسلمون في المساجد أو في ساحات الصلاة المفتوحة لأداء صلاة العيد.

التهنئة: يتبع الصلاة خطبة، وبعدها يُحيي الناس بعضهم البعض بـ'عيد مبارك' أو 'عيد سعيد'.

ذبح الأضاحي: من أهم طقوس عيد الأضحى، وعادةً ما تكون من الأغنام والماعز والأبقار.

توزيع الأضحية: يُوزع اللحم على الأهل والأصدقاء والجيران والفقراء.

التجمعات: تجتمع العائلات والأصدقاء لتناول الطعام والولائم والاحتفالات، إذ تُعد زيارات الأقارب والأصدقاء أمرًا شائعًا.

توزيع الهدايا: غالبا ما يشهد العيد في أغلب الدول توزيع الهدايا والحلويات والأموال (العيدية)، خصوصا على الأطفال.

الملابس الجديدة: غالبا ما يرتدي المسلمون في العيد ملابس جديدة، ويزينون منازلهم بعد تنظيفها جيدا.

إفطار العيد: تتميز كل دولة بطعامها التقليدي المرتبط بعيد الأضحى، إذ تُحضر في كل منزل أطباق لذيذة غالبا ما تعتمد على اللحوم.

الخروج للاحتفال: غالبا ما تخرج العائلات للاحتفال سواء بزيارة بعضها أو بالاستمتاع في نزهات أو رحلات أو زيارة السينما وغيرها من الأنشطة الاحتفالية.

التكبير: عادة في عدد كبير من الدول الإسلامية يظل المسلمون يكبرون بقول 'الله أكبر' طوال أيام عيد الأضحى.

كيف يحتفل المسلمون بعيد الأضحى في دول العالم؟

تعكس احتفالات عيد الأضحى حول العالم ثقافة كل دولة أو منطقة، فمثلا تتميز الاحتفالات في جنوب شرق آسيا بتقاليد فريدة تعكس تنوع الثقافات والروحانيات في المنطقة.

ومن أبرز مظاهر وطقوس الاحتفال بعيد الأضحى حول العالم ما يلي:

ماليزيا

في ماليزيا، يُحتفل بعيد الأضحى، المعروف أيضًا باسم 'هاري رايا حاجي'، بإقامة صلاة الجماعة؛ إذ يجتمع المسلمون في المساجد أو مصلياتهم لأداء الصلاة.

يلي ذلك ذبح الأضاحي؛ إذ تُذبح الأضاحي من الأغنام والماعز والأبقار، ثم تُوزع اللحوم على الأهل والأصدقاء والمحتاجين؛ ما يعزز قيم الكرم والتكافل الاجتماعي.

يتميز الاحتفال أيضا بارتداء الملابس التقليدية مثل الباجو ملايو والباجو كورونغ، والاستمتاع بأطباق تقليدية مثل الكيتوبات والليمانغ ورينداغ.

تركيا

في تركيا، يُطلق على عيد الأضحى اسم 'Şeker Bayramı'، ويبدأ اليوم بالاستحمام ثم ارتداء الملابس الجديدة، والتوجه لأداء صلاة العيد في المساجد والساحات.

بعد الصلاة، تُذبح الأضاحي، وعادةً ما تكون أغنامًا، وتُوزع لحومها على أفراد الأسرة والجيران والمحتاجين، فيما يُفضل بعض الأتراك التخلي عن الذبح التقليدي والتبرع بالأموال للأعمال الخيرية.

باكستان

لا تختلف الأمور في باكستان كثيرا عن الدول الأخرى، إذ يبدأ المسلمون يومهم بصلاة العيد في المساجد، ثم ذبح الأضاحي وتوزيعها وتناول الأطباق الباكستانية التقليدية، مثل البرياني والشير خورما والسيفيان.

ومن تقاليد عيد الأضحى الشائعة في باكستان في رؤية الأيدي مُزينة بالحناء ابتداءً من الليلة التي تسبق العيد؛ إذ يُزيّن الناس من جميع الأعمار، من الفتيات الصغيرات إلى النساء المسنات، أيديهم تحسبًا لهذه المناسبة.

ويشهد العيد لمّ الشمل مع الأصدقاء وأفراد العائلة، كما يُمثّل الحدث فرصةً لزيارة المرضى وكبار السن في المجتمع الذين قد لا يتمكنون من المشاركة في الاحتفالات خارج المنزل.

بروناي

في بروناي، تبدأ الاحتفالات بصلاة عيد الأضحي، ثم يقوم الناس بزيارة قبور عائلاتهم كنوع من الاحترام. يعقب ذلك ذبحُ الأضاحي، وتوزيع لحومها على أفراد المجتمع.

وتُقدّم الأطعمة التقليدية، مثل الأمبويات، في الولائم العائلية، تعبيرًا عن الامتنان والترابط.

المملكة المتحدة

في عيد الأضحى، يبدأ المسلمون في المملكة المتحدة يومهم عادةً بالاغتسال، ثم يرتدون أجمل ملابسهم ويؤدون الصلاة في ساحة الصلاة الخارجية أو في المساجد.

يعقب ذلك، أهم طقوس العيد وهو التضحية بالخراف أو الماعز أو البقر، وفقًا للشريعة الإسلامية. فيما يتبرع مسلمون آخرون بالأموال للجمعيات الخيرية لإتاحة الفرصة للأسر الفقيرة لتناول وليمة عيد مناسبة، وقد تُنظم المساجد والجمعيات وجبات جماعية.

بعد ذلك، من المعتاد أن يزور المسلمون الأصدقاء والأقارب، ويتمنون عيدًا مباركًا، ويتبادلوا الهدايا مع الأطفال، أو يخرجون للاحتفال في الأماكن المفتوحة.

أما عن طعام عيد الأضحى في المملكة المتحدة فإنه يشمل الأطباق الشعبية، مثل الكباب (لحم مطبوخ منزوع العظم)، والحليم (يخنة تُصنع عادةً من اللحم والقمح والعدس)، والبرياني (طبق لحم وأرز متبل أصله من الهند). تُختتم الوجبة عادةً بحلوى مثل، الكعك والبسكويت أو البقلاوة التركية.