استضافت الجامعة الوطنية للبحوث 'المدرسة العليا للاقتصاد' في موسكو فعالية مميزة لمحاكاة نموذج جامعة الدول العربية، بالتزامن مع الذكرى الثمانين لتأسيس هذه المنظمة الإقليمية.

وشارك في الفعالية، التي تعتبر خطوة تعليمية مبتكرة، طلاب من أبرز الجامعات الروسية، الذين يدرسون التخصصات السياسية والاقتصادية إلى جانب اللغة العربية كجزء من برامجهم الأكاديمية.

وأعاد الطلاب خلال الفعالية تمثيل اجتماع لجنة جامعة الدول العربية، حيث انخرطوا في نقاشات دبلوماسية ومحاكاة حقيقية للمفاوضات التي تواجه العالم العربي. جميع النقاشات أُجريت باللغة العربية، مما وفر للمشاركين تجربة عملية غنية في أجواء مشابهة للمفاوضات الدولية الحقيقية. مثل الطلاب دولا عربية بارزة مثل الإمارات العربية المتحدة، المملكة العربية السعودية، مصر، اليمن، وفلسطين، وقدموا استراتيجيات تستهدف تعزيز الاستقلال الاقتصادي للمنطقة ورفع مكانة جامعة الدول العربية على الساحة الدولية.

واحتلت مسألة إنشاء نظام مالي واقتصادي جديد صدارة النقاشات، حيث استعرض المشاركون فرص تحقيق التكامل الاقتصادي بين الدول العربية، بما في ذلك تطوير منطقة التجارة الحرة وإمكانية إنشاء عملة موحدة واستخدام العملات الوطنية في التسويات المالية. كما تم تسليط الضوء على التعاون بين جامعة الدول العربية ومجموعة 'بريكس'، حيث رأى المشاركون أن هذه الشراكة قد تفتح آفاقًا جديدة للاستثمار وتقلل من الاعتماد المفرط على المؤسسات المالية الغربية.

ولم يغب ملف الطاقة عن النقاشات، حيث أكد المشاركون ضرورة تقليص الاعتماد على تصدير النفط وتنويع الاقتصادات العربية عبر الاستثمار في الطاقة الخضراء ومشروعات البنية التحتية. كما تطرق النقاش إلى قضايا الأمن الإقليمي والاستقرار السياسي، مع التركيز على أهمية تعزيز التعاون بين دول الجامعة لتحقيق تنمية مستدامة وشاملة.

ونظمت الفعالية تحت إشراف خبراء وطلاب من 'المدرسة العليا للاقتصاد'، ومعهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية، ومعهد بلدان آسيا وإفريقيا التابع لجامعة موسكو الحكومية، وجامعة الصداقة بين الشعوب. ولإثراء التجربة، زار المشاركون سفارات مصر وفلسطين واليمن في موسكو وأجروا مقابلات مع ممثلي البعثات الدبلوماسية حول أولويات السياسة الخارجية والقضايا الاقتصادية والتحديات الإقليمية، مما ساعد في تعميق فهمهم لمواقف الدول المختلفة.

مثلت هذه المحاكاة مبادرة تعليمية نوعية، حيث مكنت الطلاب من تطبيق معارفهم النظرية على قضايا دولية معاصرة وتعزيز فهمهم للتعاون بين الدول العربية. كما قدمت الفعالية فرصة لاكتساب مهارات لغوية وتفاوضية متقدمة، بالإضافة إلى تطوير الكفاءات المهنية المرتبطة بالممارسات الدبلوماسية، مما يجعل منها تجربة تعليمية ذات قيمة مضافة للطلاب المشاركين.

المصدر: RT