لايف ستايل
موقع كل يوم -موقع رائج
نشر بتاريخ: ٤ أيار ٢٠٢٥
يبدأ بناء أساس متين لحياة طويلة وصحية في مرحلة الشباب. لذلك، تساعدك خيارات نمط الحياة التي تتخذها في العشرينات من عمرك على دعم صحتك العامة في العقود اللاحقة، بدءا من الثلاثينيات وصولا إلى الستينيات وما بعدها.
وفي هذا السياق، تشير أبحاث حديثة إلى أن بعض العادات غير الصحية قد تبدأ في تقويض صحتك العقلية والجسدية بشكل ملحوظ بحلول سن السادسة والثلاثين. جاء ذلك في دراسة جديدة نشرت في دورية 'Annals of Medicine' والتي أشارت إلى ثلاثة سلوكيات خطرة تعتبر مؤشرات قوية على تدهور الصحة العقلية والجسدية على المدى الطويل.
اعتمدت الدراسة على تتبع حالة 326 مشاركا ولدوا في فنلندا منذ طفولتهم وحتى أوائل الستينيات من العمر. وقام الباحثون بتسجيل مؤشرات الصحة العقلية والجسدية لهؤلاء المشاركين في مراحل عمرية مختلفة، وذلك من خلال استبيانات ذاتية التقييم وتقييمات طبية شاملة.
عادات غير صحية
وجد الباحثون أن أولئك الذين واظبوا على التدخين، والإفراط في تناول المشروبات الكحولية، وتجنب ممارسة التمارين الرياضية خلال سنوات شبابهم، كانوا أكثر عرضة لمواجهة مشكلات صحية في منتصف الثلاثينات من أعمارهم.
جاء ذلك بعد أن أظهرت النتائج أن المشاركين الذين كانوا غير نشطين بدنيا عانوا من صحة جسدية أضعف. كما تبين أن هناك صلة بين التدخين وظهور مشكلات في الصحة العقلية، بينما ارتبط الإفراط في استهلاك الكحول بتدهور كل من الصحة العقلية والجسدية.
والأكثر إثارة للقلق هو أن الجمع بين هذه العادات الثلاث غير الصحية على المدى الطويل أدى إلى زيادة ملحوظة في أعراض الاكتئاب، وارتفاع كبير في خطر الإصابة بأمراض الأيض، وانخفاض في مستوى الرفاهية النفسية، وتراجع في تقييم الأفراد لصحتهم العامة.
وفي هذا السياق، أوضح الباحثون أن هذه النتائج تؤكد على الضرورة الملحة لمعالجة السلوكيات الصحية المحفوفة بالمخاطر، مثل التدخين، وشرب الكحول بكميات كبيرة، والخمول البدني، في أقرب وقت ممكن.
وأضاف الباحثون أن التصدي لهذه العادات في المراحل المبكرة من العمر يمكن أن يمنع تراكم الأضرار الصحية على مر السنين، والتي قد تتفاقم وتؤدي إلى ضعف الصحة العقلية والجسدية في مراحل لاحقة من الحياة.
ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن هذه الدراسة لم تخل من بعض القيود. فقد أشار الباحثون إلى أنهم إذا أجروا الدراسة مرة أخرى، فسوف يضيفون النظام الغذائي كأحد العوامل المؤثرة. كما أنهم لم يستكشفوا في هذه الدراسة أن بعض العوامل قد تحمل دلالة أكبر على المخاطر الصحية من غيرها.
في النهاية، من المهم التأكيد على الأهمية القصوى لتبني نمط حياة صحي في سن مبكرة، حيث يمكن للفرد أن يقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بهذه الأمراض ويقلل من احتمالات الوفاة المبكرة.