اخبار الإمارات
موقع كل يوم -الإمارات اليوم
نشر بتاريخ: ١٦ كانون الأول ٢٠٢٥
ثمة خلط شائع بين علاقات مهنية تبنى عبر سنوات العمل وحضور الفعاليات المتخصصة، وبين مفهوم الواسطة بوصفه مسلكاً اجتماعياً سلبياً.. الأولى تستند إلى الثقة والمعرفة السابقة بكفاءة الأشخاص وتوقعات مهنية واضحة، أما الثانية فهي تجاوز للمعايير واستبدال للجدارة بالمحاباة، وهي شكل من أشكال الفساد المهني.
لنكن واقعيين: الحياة المهنية تقوم على العلاقات لأنها تقلل عدم اليقين وتختصر الوقت وتحسن التنسيق والتواصل، الاعتماد على شخص تم التعامل معه مسبقاً لا يعد واسطة مادامت الفرص متاحة للجميع وفق معايير معلنة، العلاقة المهنية الصحيحة باب للمنافسة العادلة، لا بطاقة عبور على حساب الآخرين.
بالنسبة للشباب الباحثين عن عمل، فإن بناء شبكة استراتيجية جزء من الكفاءة لا بديل عنه، البداية تكون بتعريف الهوية المهنية تعريفاً دقيقاً ومقنعاً، سيرة مختصرة واضحة، وملف أعمال أو أمثلة مشاريع، وإنجازات قابلة للقياس، وخلال فترات الفراغ ينبغي الاستثمار في اكتساب مهارات جديدة عبر دورات معتمدة أو مشاريع قصيرة وتطوع يثبت القدرة على الإنجاز.
الحضور في المجتمع المهني ضروري: فعاليات، جمعيات متخصصة، هاكاثونات، وغيرها. الفرص تأتي لمن يرى عملهم الناس، ولمن يشارك في المنصات المهنية مثل «لينكد إن» عليه أن يعرف أنه لا يكفي التقديم للوظائف ثم الانتظار؛ عليك بالتواصل باستمرار، وطلب محادثات تعريفية أو اجتماعات قصيرة، أرسل رسائل توضّح القيمة التي يمكنك إضافتها، بعد كل لقاء أرسل رسالة شكر قصيرة، وشارك محتوى نافعاً أو اقتراحاً عملياً يرسخ حضورك ويحول التواصل المبدئي إلى علاقة ذات جدوى.
وسّع دوائرك خارج المعارف القريبة، فغالباً ما تفتح الروابط الأبعد أبواباً غير متوقعة، واحفظ الأخلاقيات دائماً: اطلب فرصة عادلة لا استثناء، وارفض أي تجاوز للسياسات أو اللوائح مهما كان الدافع، واعلم أن رواد الأعمال كذلك بحاجة لشبكة مهنية بهدف بناء فرق العمل المستقبلية وتأمين الشركاء والخبرات والموردين.
الخلاصة أن العلاقات المهنية رأسمال اجتماعي يكتسب بالممارسة ويزدهر حين تجتمع الجدارة والنزاهة والمنفعة المتبادلة. بهذه المعادلة تصبح العلاقات مسرعاً لمسيرتك لا بديلاً عن كفاءتك.
عضو سابق في المجلس الوطني الاتحادي
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه
مسؤولية ما ينشر في مقالات الرأي تقع على الكاتب وحده، ولا تتحمل الصحيفة مسؤولية الآراء الواردة فيها.


































