لايف ستايل
موقع كل يوم -ال عربية
نشر بتاريخ: ١ تشرين الأول ٢٠٢٥
يعاني العديد من الأشخاص اليوم من اضطرابات النوم أو قلّة الحصول على ساعات كافية من النوم، سواء بسبب ضغوط الحياة اليومية أو الروتين غير المتناغم مع الساعة البيولوجية للجسم. في مقابل ذلك، تزداد معدلات السمنة والوزن الزائد حول العالم، ما يدعو للاهتمام بدراسة العلاقة بين هذين العاملين. فهل مجرد أن تنام أقل من اللازم قد يدفع الجسم نحو تخزّن الدهون؟ وهل يمكن أن تتحوّل قلّة النوم إلى عامل مؤثّر في السمنة؟
في ما يأتي بعض الأدلة العلمية التي تربط بين حرمان الجسم من الراحة الكافية وزيادة الوزن.
كيف تؤثّر قلّة النوم على الوزن
عند عجز الجسم عن الحصول على عدد كافٍ من ساعات النوم، تتأثر عمليتان مهمتان للجسم: الأيض (معدل حرق الطاقة في الراحة) وتنظيم الشهية. إذ تظهر الأبحاث أن من ينامون أقل من الموصى به من ساعات الليل يميلون إلى أبطأ معدل أيضي في الراحة، كما أنهم يستهلكون سعرات حرارية أكثر خلال اليوم. كما أن التعب المزمن يضعف الدافع للنشاط البدني، ما يقلل إنفاق الطاقة ويزيد احتمال تراكم السعرات الزائدة على شكل دهون.
الأيض والهرمونات: الوسيط الخفي
الربط بين النوم والوزن لا يمرّ فقط عبر العادات والسلوك، بل يمتد إلى تعديل الهرمونات المسؤولة عن الشعور بالجوع والشبع. فقلّة النوم تخفّض إفراز هرمون الشبع (اللبتين)، وترفع مستوى هرمون الجوع (الغريلين)، مما يجعل الشخص يشعر بجوع أكبر وبعدم ارتواء بعد تناول كمية كافية من الطعام. كما أن قلّة النوم ترفع مستوى هرمون التوتّر (الكورتيزول)، والذي يساهم في تخزين الدهون في محيط البطن وتقليل حساسية الجسم للأنسولين، الأمر الذي يمهّد لزيادة الوزن.
كيف يعزز الوزن الزائد مشاكل النوم
العلاقة بين النوم والوزن لا تسير في اتجاه واحد فحسب، بل يمكن أن تتحوّل إلى حلقة مفرغة. فزيادة الوزن وتراكم الدهون، خصوصاً في منطقة البطن، قد تؤدي إلى مشاكل في التنفّس أثناء النوم أو اضطرابات مثل انقطاع النفس النومي، ما يقلّل جودة النوم ويزيد الاضطراب الليلي. هذا يفاقم التعب الليلي ويعزّز أنماط الأكل العشوائي في النهار، فتتكرّر الحلقة.
أخطار إضافية غير الوزن
قلّة النوم المزمنة لا تؤثر فقط على الوزن، بل تمتد آثارها إلى جوانب صحية متعدّدة: زيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، اضطرابات في ضغط الدم، ضعف في المناعة، تغيّرات مزاجية واضطراب التركيز. كما أن الحرمان المستمر من النوم يضع الجسم في حالة إجهاد دائم، ما يساهم في التأثير سلباً على صحة القلب والأوعية الدموية.