اخبار الإمارات
موقع كل يوم -مباشر
نشر بتاريخ: ٢٥ كانون الأول ٢٠٢٥
مباشر- تخطط شركة 'وول مارت' (Walmart) طريقاً استراتيجياً جديداً للسيطرة على القوة الشرائية في مدينة نيويورك، متجاوزة الحصار التاريخي الذي منعها من افتتاح متاجر فعلية داخل الأحياء الخمسة للمدينة.
وتشير البيانات الحديثة إلى قفزة هائلة في مبيعات التجارة الإلكترونية عبر تطبيق وموقع الشركة، حيث تضاعف حجم الإنفاق من سكان مانهاتن بأكثر من مرتين منذ عام 2019. ويأتي هذا التوسع الرقمي في إطار استراتيجية بمليارات الدولارات تهدف إلى منافسة 'أمازون' في عقر دارها، مستغلة أزمة الغلاء التي تدفع سكان نيويورك للبحث عن بدائل منخفضة التكلفة لتأمين احتياجاتهم الأساسية، وفق فينانشال تايمز.
ورغم المنع الصارم الذي واجهته 'وول مارت' من قبل النقابات العمالية والناشطين المحليين، والذي أحبط محاولتها الأخيرة للاستقرار في بروكلين عام 2012، إلا أن البيانات الجغرافية لمبيعات البطاقات الائتمانية كشفت عن نمو استثنائي.
وسجلت أحياء برونكس وكوينز وبروكلين ارتفاعات في المبيعات الإلكترونية تتراوح بين 90% و120% خلال السنوات الخمس الماضية.
ويرى محللون أن العملاق الأمريكي نجح في بناء وجود معنوي ومادي مؤثر في المدينة دون الحاجة لبناء جدران أسمنتية، مستفيداً من فجوات الخدمة التي تركتها 'أمازون فريش' وتعثر المنافسين المحليين في قطاع البقالة.
استراتيجية التوصيل الذكي وتحديات النقل اللوجستي
تعتمد 'وول مارت' حالياً على شبكة توزيع ذكية لتلبية طلبات سكان نيويورك، حيث تقدم خدمة توصيل المنتجات الطازجة في نفس اليوم لأحياء كوينز وأجزاء من بروكلين وبرونكس، وذلك عبر متاجرها الواقعة في 'لونغ آيلاند' وسائقي شبكة 'سبارك' (Spark). أما في مانهاتن وستاتن آيلاند، فيعتمد السكان على طلب المواد الجافة والأساسية عبر شركات شحن خارجية.
وتعكس هذه التحركات رغبة الشركة في تحويل نيويورك من 'منطقة نقص غذائي' إلى واحة ربحية، خاصة مع وضع إعلاناتها لأول مرة في 'تايمز سكوير' والترويج لعروضها في مترو الأنفاق، مما يشير إلى مرحلة جديدة من المواجهة العلنية مع المنافسين.
وتأتي هذه التطورات في ظل مناخ سياسي واقتصادي متقلب في الولايات المتحدة، حيث يراقب المستثمرون تأثير السياسات التجارية والضغوط التضخمية التي قد تتزايد في ظل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وبينما يطالب عمدة نيويورك المنتخب بإنشاء شبكة بقالة حكومية لخفض الأسعار، تظل 'وول مارت' الخيار الأكثر واقعية لملايين السكان؛ حيث يفضل البعض قطع مسافات طويلة ودفع رسوم عبور الأنفاق والازدحام للوصول إلى متاجر الشركة في 'نيو جيرسي'، مؤكدين أن الفارق في الأسعار يبرر التكلفة والجهد، وهو ما يضع 'وول مارت' في وضع تنافسي قوي قد يعيد صياغة خارطة التجزئة في كبرى المدن الأمريكية خلال عام 2026.


































