×



klyoum.com
lifestyle
لايف ستايل  ٢٦ كانون الأول ٢٠٢٥ 

قم بالدخول أو انشئ حساب شخصي لمتابعة مصادرك المفضلة

ملاحظة: الدخول عن طريق الدعوة فقط.

تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

klyoum.com
lifestyle
لايف ستايل  ٢٦ كانون الأول ٢٠٢٥ 

قم بالدخول أو انشئ حساب شخصي لمتابعة مصادرك المفضلة

ملاحظة: الدخول عن طريق الدعوة فقط.

تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

موقع كل يوم »

لايف ستايل

»حياتنا» ال عربية»

خربني الإنترنت!

ال عربية
times

نشر بتاريخ:  الجمعه ٢٦ كانون الأول ٢٠٢٥ - ٠٠:٢٣

خربني الإنترنت!

خربني الإنترنت!

لايف ستايل

موقع كل يوم -

ال عربية


نشر بتاريخ:  ٢٦ كانون الأول ٢٠٢٥ 

كانت لدَيّ حياة سعيدة، لكنّني أدركتُ ذلك مُتأخِّرًا، للأسف...

تزوّجتُ منذ عشر سنوات رجُل أحلامي، وكان كمال يتّصِف بكلّ ما تطلبه المرأة، ويدلُّ إسمه بالفعل على صفاته. أنجَبنا ولَدنا الأوّل ثمّ الثاني وصارَت لنا حياة عائليّة هنيئة، وفعَلَ كمال جهده لتأمين ما يلزم لنا، بالرغم مِن أنّنا لَم نُخطِّط لولَد ثانٍ ولَم نتوقّع أن أتركَ عمَلي للاهتمام بولدَيّ بشكلّ دائم. لكنّنا لَم نحتَج لِشيء لأنّ زوجي أخًذَ وظيفة أخرى عن بُعد، واستطاعَ بذلك البقاء معنا في البيت ليلًا كَي لا يتركنا لوحدنا. بكلمة، أحبَبتُ ذلك الرجُل مِن كلّ قلبي وهو ردَّ لي ذلك الحبّ.

ستسألون: 'أين تكمنُ المُشكلة إذًا؟'. وسأُجيبُكم: 'في الإترنِت الذي خرَبَ عليّ سعادتي، وجرّدَني مِن كلّ ما كنتُ أملكه فعليًّا ومعنويًّا. وأرجو منكم أن تأخذوا العبرة مِن قصّتي، أكنتم رجالًا أم نساءً، فالنفس البشريّة هي نفسها لِكلَي الجنسَين.

فكنتُ في تلك الفترة، أي بعد عشر سنوات مِن الزواج، أتصفَّح مواقع التواصل الاجتماعيّ كشأن الكثير مِن الناس. ولفَتَت انتباهي تلك الصفحات التي تدعو المرأة إلى التحرّر وتحقيق الذات. كان الأمر بالنسبة لي مُجرّد تسلية وشيئًا مِن الفضوليّة، لكن كلّما شاهدتُ تلك المواضيع، كلّما ظهرَ منها على هاتفي، وبكثرة. وهكذا صارَت لي صفحات مُفضّلة أُتابعُها بشغَف وأتبادَل الآراء مع باقي المُتابِعات اللواتي شاركنَ تجاربهنّ الزوجيّة وأحلامهنّ. ومع الوقت بدأتُ أرى زواجي وزوجي بنظرة مُختلفة تمامًا.

لا تستخِفّوا بتأثير الانترنت، فلقد وصفتُ نفسي دائمًا بأنّني امراة عاقِلة وذكيّة، زوجة مُمتازة وأمًّا لا مثيل لها، وشهِدَ الكلّ على ذلك. إلّا أنّ رؤية وسماع كلّ الذي كان يُعرَض أمامي، صارَ يؤثِّر بي رغمًا عنّي وكأّنّه غسيل للدّماغ أتى إلى حياتي مِن حيث لا أدري.

وكانت هناك امرأة إسمها سارة، ولها صفحات على أشهر مواقِع التواصل، وكنتُ أُشاهِد فيديوهاتها القصيرة والطويلة كلّ يوم تقريبًا، إذ أنّها كانت تتحلّى بروح الفكاهة والعمق في آنٍ معًا، أيّ ما يلزم لاستقطاب الانتباه. ومحوَر حديثها كلّه كان المرأة، وكيف أنّ الزواح والأولاد يُبعدونها عن هدفها الأساسيّ: تحقيق ذاتها. كان ذلك رأيها طبعًا، وهي لا تُجبِر أحَدًا على مُتابعتها أو مُشاركتها الرأي، إلّا أنّ أسلوبها كان يربُطَ المُشاهد حتّى النهاية، إذ أنّها كانت تروي قصصًا حصلَت لها ولبعض النساء تُظهِر كيف أنّهنّ كنّ مُكبّلات داخل زواجهنّ، وتذوّقنَ طعم الحرّيّة بعد الطلاق.

في البدء لَم أرَ رابطًا بيني وبين سارة وبطلات تلك الشهادات، إذ أنّ زواجي كان ناجِحًا، وكمال رجُلًا طيّبًا وعاقِلًا لَم يؤذِني يومًا لا لفظيًّا ولا جسديًّا، بل كان يحترمُني كثيرًا. أمّا بالنسبة لولدَيّ، فهما كانا فالحَين في المدرسة ومُهذّبَين ولا يؤثّران سلبيًّا على حياتي. صحيح أنّني كنتُ قد ترَكتُ عمَلي لأبقى في البيت بغية الاهتمام بوَلدَين خاصّة الصغير منهما، لكن حتّى ذلك الحين لَم أشتَق للحياة العمليّة، بل أحبَبتُ لَعِب دور سيّدة المنزل.

لكنّ كمال كان مِن الرجال الذين لا يُشاركون مشاعرهم بسهولة، ومع أنّني أعتَدتُ الأمر خلال السنوات العشر الأخيرة، كان الموضوع يُزعجُني داخليًّا، إذ أنّني تمنَّيتُ مرارًا لو يفتَحُ قلبه لي ونتبادَل الآراء حول أمور مُهِمّة للحياة الزوجيّة. وهذه النقطة بالذات أثارَتها سارة في أحد فيديوهاتها، مُشيرةً إلى تأثير ذلك على النساء وكيف تشعرنَ بالوحدة وسط زواجهنّ. وافقتُها الرأي مِن خلال تعليق كتبتُه تحت الفيديو وكذلك مُشاهِدات أخروات. ومنذ ذلك اليوم، صارَ كلام سارة وكأنّه أقوال مُهمّة لحياتي كامرأة.

ثمّ إنّ مكوثي في البيت كربّة منزل، لفتَني إلى أنّ سارة كانت تُقنِعُ المُشاهدات بالعمَل خارجًا، حتّى لو عنى ذلك التقليل مِن الاهتمام بالزوج والأولاد والبيت. وافقتُها الرأي مُجدّدًا إذ أنّني، وبعد استماعي إليها، إشتقتُ لعمَلي القديم حيث كنتُ أختلِط بالناس يوميًّا.

ثمّ تطرّأت سارة إلى عدَم تذكّر الرجال للمحطّات المُهمّة في حياتهم الزوجيّة، أو جَلب هدايا في الأعياد والمُناسبات أو حتّى مِن دون مُناسبة. وكان كمال مِن أحَد هؤلاء، إذ أنّني كنتُ أُذكِّره دائمًا بعيد ميلادي أو عيد زواجنا أو عيدَي ولدَينا. وهو لَم يُقدِّم لي يومًا هديّة مِن دون مُناسبة! إذًا كانت سارة على حقّ... زواجي ليس ناجِحًا بالنسبة لي، لأحلامي، وأهدافي، وكياني كامرأة، وكإنسانة. فبدأتُ أرى كمال بعَين مُختلِفة، أيّ أركِّز على عيوبه، ناسيةً كلّ الذي فعلَه ويفعله لي ولولدَينا، وكيف هو يُحبُّني لدرجة لا توصَف. بل اكتفَيتُ بِتذكّر شخيره ليلًا وعدَم ترتيبه لأغراضه، وكيف هو يغفو على كرسيّه في آخِر النهار، كلّ تلك الأمور التي كنتُ إمّا أتغاضى عنها أو أجِدها لطيفة.

ثمّ سجّلَت سارة مجموعة فيديوهات عن حسنات الحياة مِن دون رجُل، عن العزوبيّة أو الطلاق، وكيف تكون المرأة في رونقها الحقيقيّ وتسعَد وتكبر وتلمَع كأجمَل حبّة مِن الألماس. وهي شجّعَت كلّ امرأة على أخذ تلك الخطوة لتحرير نفسها مِن نير الرجُل، الذي يستغلُّها ويعتبرُها خادِمة خاصّة له لمدى الحياة.

وعلى مرّ حوالي ستّة أشهر، إنقلَبَت كلّيًّا نظرتي لزوجي وللحياة الزوجيّة والعائليّة، لِدرجة أنّني صِرتُ إنسانة كئيبة وغاضِبة، تارةً أبكي على نفسي وتارةً أخرى أصرخُ في وجه أفراد عائلتي. حاوَلَ كمال فهم ما يحصل، وعندما استسلَمَ أمام صمتي وامتعاضي، نصحَني برؤية مُعالِج نفسيّ. عندها تذكّرتُ حين قالَت سارة كيف أنّ الرجال يصفون زوجتهم بالمجنونة، فطفَحَ كيلي وطلبتُ مِن زوجي الطلاق.

ذُهِلَ المسكين لأقصى درجة، وطلَبَ منّي التروّي والتفكير به وبولدَينا، لكنّني صرختُ به: 'أريدُ أن أُفكِّر بنفسي أوّلًا!!!'. أخذتُ أمتعتي ورحتُ إلى بيت أهلي حيث استرجعتُ بلحظة حياتي قَبل الزواج، أي الخالية مِن الهمّ والتعَب والمسؤوليّة. كان بإمكاني أخذ فترة استراحة والعودة إلى عائلتي، لكنّني أرَدتُ البقاء مِن دون عودة، ظانةً أنّ سعادتي تكمنُ في العيش مِن دونها.

بعد ثلاثة أشهر، أعطاني كمال الطلاق وتقاسَمنا حضانة ولدَينا. كنتُ بالفعل سعيدة ومُستعِدّة لحياتي الجديدة التي تنتظرُني.

مرَّت بضعة أشهر على هذا النحو، حين بعَثتُ رسالة خاصّة لسارة أشكرُها فيها على مُساعدتها في فتح عَينَيّ على ما كنتُ أعاني منه مِن دون أن أدري، وكيف أنّ حياتها كامرأة عزباء وحرّة ألهمَتني كثيرًا. إلّا أنّني تفاجأتُ كثيرًا بردّها:

ـ أنا لستُ عزباء أو حرّة، بل مُتزوّجة وأمّ لثلاثة أولاد.

ـ لكنّكِ تحثّين النساء على عَيش حياة حرّة بعيدًا عن الرجال!

ـ لأنّ هذا الموضوع يأتي لي بمشاهدات كثيرة... وبالمال الوفير! أنا أقولُ لكم ما تُريدون سماعه، لكنّني لا أجبرُ أحَدًا على مُتابعتي وتنفيذ ما أقوله! لستِ طفلة يا سيّدتي، ولدَيكِ عقل ناضِج لتقرّري ما يُقال لكِ، فلا تلقي اللوم عليّ، أرجوكِ!

ـ كنتُ زوجة سعيدة قَبل أن أجِد صفحتكِ! لقد دمّرتِ زواجي وعائلتي!

ـ بل أنتِ دمّرتِه نفسكِ!

وحظرَتني سارة مِن صفحاتها كلّها... بعد ذلك الحوار، جلستُ لوحدي أُفكِّر بالذي حصَل، كيف صدّقتُ تلك المُحتالة التي أوهمَت الجميع أنّها عزباء وسعيدة، فقط لِتجني المال والشهرة، وأظنُّ أنّ زوجها مُتّفَقٌ معها وإلّا لَما سمَحَ لها بتصوير كلّ تلك الفيديوهات.

حاوَلتُ العودة إلى كمال بعد أن أخبرتُه كلّ القصّة، إلّا أنّه فضَّل البقاء بعيدًا عنّي، إذ قال إنّني كنتُ حتمًا غير سعيدة معه، وإلّا لمَا صدّقتُ سارة واستمعتُ لنصائحها. إضافة إلى ذلك، كانت هناك امرأة جديدة في حياته وينوي الارتباط بها.

يا إلهي! ماذا فعلتُ؟!؟ فلَم يعُد بإمكاني إعادة عقارب الساعة إلى الوراء، وكان مِن الصعب مُسامحة نفسي على الذي فعلتُه، فلقد خسِرتُ رجُلًا فاضِلًا وأتعَستُ ولدَين لآخِر أيّامهما!

اليوم هدَفي الوحيد هو صحّة ولدَيّ النفسيّة، إذ أفعلُ جهدي ليتقبّلا حاضرهما المقسوم بيني وبين أبيهما وزوجته الجديدة. لدَيّ عمَل جديد لكنّني لا أستلِذّ به، بل أذهب إليه مِن أجل الراتِب فقط. حياتي العاطفيّة معدومة، لأنّني لا أُريدُ الارتباط قَبل أن أفَهم كيف انصعَتُ لمؤثِّرة عبر الانترنت، لذلك أذهبُ مرّة في الأسبوع إلى مُعالِج نفسيّ، وأرجو أن أتمكّن مِن أن أستوعِبَ يومًا ما فعلتُه ولماذا.

حاورتها بولا جهشان

المصدر:

ال عربية

-

لايف ستايل

موقع كل يومموقع كل يوم

أخر لايف ستايل:

لائحة أطعمة تمنحك طاقة مضاعفة قبل ممارسة التمارين الرياضية

* تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

* جميع المقالات تحمل إسم المصدر و العنوان الاكتروني للمقالة.

موقع كل يوم
4

أخبار كل يوم

lebanonKlyoum.com is 2248 days old | 114,160 Lifestyle Articles | 918 Articles in Dec 2025 | 11 Articles Today | from 18 News Sources ~~ last update: 21 min ago
klyoum.com

×

موقع كل يوم


لايف ستايل