قبل انقطاع الطمث بشكل نهائيّ، تمرّ المرأة بفترة انتقاليّة تسبقها، والتي تبدأ قبلها بأربع إلى عشر سنوات، وخلالها، تتقلّب فيها مستويات خرمونيْ الإستروجين والبروجسترون، الأمر الذي يؤثّر على أجهزة مختلفة من الجسم، بما في ذلك العصبيّة، والتناسليّة، والأيضيّة، والعاطفيّة. ولأنّ العوارض تكون خفيفة في البداية، مثل عدم انتظام الدورة الشهريّة، والتقلّبات المزاجيّة، يكون تعريفها أصعب، إذ لا تلاحظيها، بل تظنّين أنّها تشير إلى معاناتك من الإرهاق، أو حال صحيّة معيهنة، خصوصًا وأنّها تمرّ وتنتهي.

أوّل علامات مرحلة ما قبل انقطاع الطمث

الهبّات الساخنة والتعرّق في الليل.

القلق المفاجئ.

تساقط الشعر.

الشعور بصداع نصفيّ.

المعاناة من اضطرابات في النوم، والتي تكون بسبب الزيادة في نشاط الكبد إن استيقظت بين الواحدة والثالثة صباحًا، وبسبب ارتفاع في هرمون الكورتيزول إن استيقظت في وقت لاحق من الليل.

تقلّب الهرمونات

خلال فترة ما قبل انقطاع الطمث، لا تنخفض مسويات هرمونيْ الإستروجين والبروجسترون وحسب، بل إنّها ترتفع وتهبط بشكل متقطّع، مؤثّرة بذلك على وظائف مختلفة، بدءًا من مستويات السيروتونين ومعدّل الأيض، وصولًا إلى كثافة العظام وصحّة القلب والأوعية الدمويّة. ومن أبرز المؤشّرات التي تشير إلى هذه التقلّبات، ارتفاع مستوى هرمون تحفيز الجريبات (FSH) وانخفاض مستوى هرمون مضاد مولر (AMH).

علاج العوارض

يمكن التخفيف من العوارض الناتجة عن مرحلة ما قبل انقطاع الطمث، من خلال اتّباع نظام حياة يشمل النوم السليم، والتغذية الصحيحة، وممارسة التمارين الرياضيّة، وتلك التي تخلّص من التوتّر النفسيّ. وقد يصف الطبيب في حال كانت حدّة العوارض شديدة، علاجًا بالهرمونات البديلة، في الفترة التي تكون فيها المرأة في غضون 10 سنوات من بدء انقطاع الطمث، الذي يساعد أيضًا في تحسين نوعيّة الحياة ومنع الإصابة بالمخاطر الصحيّة طويلة الأمد مثل هشاشة العظام. وإضافة إلى العلاج الهرمونيّ البديل، يمكن اتّباع نظام غذائيّ يعيد التوازن إلى الجسم، والذي يرتكز على تناول الخضروات، والدهون والجيّدة، والألياف، والبروتينات كمضادات للالتهابات، والامتناع عن استهلاك أخرى، مثل التي تحتوي الغلوتين، والزيوت المصنّعة، والسكّر المكرّر، والكافيين المُفرط.

ولعلاج اضطرابات النوم التي تحدث بسبب انخفاض هرمون البروجسترون الذي يُعطل الميلاتونين، وتقلبات هرمون الإستروجين التي تؤثر على تنظيم درجة الحرارة، يمكنك تناول المغنيسيوم، وممارسة تمارين التنفس، وشرب شاي الأعشاب المهدّئة، وعدم استخدام الهاتف قبل النوم، وممارسة طقوس الاسترخاء مثل وضعية رفع القدمين على الحائط.