حرقة في الصدر، طعم لاذع في الفم، وانزعاج بعد تناول الطعام… كلها أعراض شائعة للارتجاع المعدي المريئي، وهو اضطراب ناتج عن صعود محتوى المعدة إلى المريء. ورغم أن العلاج الأكثر شيوعاً يعتمد على أدوية تخفّض حموضة المعدة، فإن استخدامها لفترات طويلة قد يعرّض الجسم لمضاعفات غير مرغوبة. فهل يمكن التخفيف من هذه الأعراض بطرق طبيعية أو سلوكية دون اللجوء الدائم إلى الدواء؟

علاجات فورية لتخفيف الحرقة والارتجاع

في حالات الارتجاع العرضي، يمكن اللجوء إلى مستحضرات تُعرف بـ«المضادات الحمضية» أو «الضمادات المعدية» التي تحتوي على مواد مثل الألجينات أو السيليكون، إذ تُشكّل طبقة واقية داخل المريء تخفّف من تأثير الأحماض. كما يمكن استخدام أدوية متاحة من دون وصفة طبية تعمل على معادلة الحموضة الزائدة بعد الوجبات الثقيلة. لكن هذه العلاجات يجب أن تبقى مؤقتة، ولا يُنصح بالاعتماد عليها بشكل دائم.

الأعشاب المهدّئة

بعض النباتات العطرية تُعدّ من أفضل العلاجات الطبيعية للارتجاع، مثل البابونج الألماني الذي يخفّف الالتهاب ويهدّئ بطانة المريء، والمليسة (الترنجان) التي تساعد على استرخاء عضلات الجهاز الهضمي بفضل تأثيرها المضاد للتشنّجات. أما جل الألوفيرا، فيُعتبر مهدئاً فعّالاً للحموضة عند تناوله مساءً قبل النوم. يمكن اعتماد هذه الأعشاب على شكل شاي أو مكملات لمدة أسبوعين إلى أربعة أسابيع، كعلاج داعم لطيف وطبيعي.

أسلوب الحياة

تلعب العادات اليومية دوراً محورياً في ظهور الأعراض. فالأطعمة الدهنية مثل المقالي والشوكولاتة واللحوم المصنّعة تُبطئ عملية الهضم وتزيد الضغط على المعدة. كذلك الأمر بالنسبة إلى المشروبات الغازية، والكافيين، التي تحفّز إفراز الأحماض. ينصح الأطباء بتناول وجبات خفيفة ومضغ الطعام جيداً، والانتظار ساعتين إلى ثلاث ساعات قبل الاستلقاء بعد العشاء. كما يُفضَّل رفع رأس السرير قليلاً لتقليل احتمال ارتجاع الأحماض أثناء النوم.

خسارة الوزن والإقلاع عن التدخين

زيادة الوزن، خصوصاً في منطقة البطن، تضغط ميكانيكياً على المعدة وتزيد احتمالية ارتجاع الأحماض إلى المريء. فقدان حتى بضعة كيلوغرامات يمكن أن يُحدث فرقاً واضحاً. كما أن الإقلاع عن التدخين يُحسّن وظيفة العضلة العاصرة بين المعدة والمريء ويقلّل من تكرار النوبات.