غادر أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بلاده اليوم الخميس متوجها إلى موسكو في زيارة رسمية، حسبما أعلن الديوان الأميري القطري.

وحسب بيان للديوان الأميري، فإن الشيخ تميم سيبحث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها وتطويرها في مختلف مجالات التعاون الثنائي، إضافة إلى مناقشة أبرز القضايا والمستجدات ذات الاهتمام المشترك في المنطقة.

ويصل أمير قطر إلى موسكو يرافقه وفد رسمي يضم رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني.

وقال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين، إن زيارة الشيخ تميم إلى روسيا ستشهد مناقشة العديد من القضايا الإقليمية والدولية الملحة، وستركز على أهمية تعزيز التنسيق السياسي المشترك لإيجاد حلول متكاملة لتسوية هذه القضايا.

وأبرز بيسكوف في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء القطرية 'قنا'، أنه من المتوقع أن تحظى الزيارة بزخم إضافي من أجل تطوير علاقات الشراكة بين البلدين، ما سيساهم في توسيع نطاق التعاون المشترك في مختلف المجالات، معتبرا أن زيارة أمير قطر إلى موسكو تعكس التطور الشامل لعلاقات الصداقة الراسخة بين البلدين.

ووصف بيسكوف قطر بأنها تعتبر 'شريكا مهما' لروسيا في منطقة الشرق الأوسط، وأكد مواصلة بلاده حوارها السياسي الصريح مع قطر، وذلك انطلاقا من حرصها على صون السلام والأمن في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مشيرا إلى أهمية مواجهة الأزمات عبر الوسائل السياسية والدبلوماسية مع التقيد الصارم بأحكام القانون الدولي.

كما شدد على أهمية مواصلة تعزيز التعاون التجاري والاقتصادي بين البلدين، مستعرضا الدور الرئيسي الذي تقدمه اللجنة القطرية الروسية للتعاون التجاري والاقتصادي والتقني، كمنسق رئيسي لهذه الجهود.

وعن الاتجاهات الواعدة لتعزيز وتوسيع التعاون بين البلدين، بين بيسكوف أن هناك آفاقا جيدة لتوسيع التعاون التجاري متبادل المنفعة في مجالات الطاقة والزراعة والصناعة، معربا عن أمله في إطلاق مشاريع لوجستية مشتركة كبرى في المستقبل القريب وتوسيع رقعة التعاون في مجال النقل بشكل عام، حيث هناك أساس جيد في مجال الاستثمارات بين البلدين.

وتحدث بيبسكوف عن نجاح الشراكة بين جهاز قطر للاستثمار والصندوق الروسي للاستثمار المباشر، مؤكدا أن روسيا مستعدة لتوقيع المزيد من الوثائق الثنائية الهامة، ومنوها بزيادة التدفقات السياحية المتبادلة بين البلدين، إذ سجل التدفق السياحي الروسي إلى قطر للسنة الثالثة على التوالي ارتفاعا بمعدل يتجاوز الـ 40 بالمائة، فيما عززت روسيا مكانتها كوجهة سياحية مفضلة للقطريين.

كما أشاد بالجهود الكبيرة التي تقدمها دولة قطر في مجال الوساطة لحل مختلف المسائل الحساسة التي تنشأ في سياق الأزمات الحالية، إلى جانب استضافتها لأبرز البطولات الرياضية العالمية وتنظيم أهم المحافل الدولية.

وعلى الصعيد الإنساني، تواصل قطر جهودها في إعادة لم شمل الأطفال الروس والأوكرانيين مع عائلاتهم، وذكر ماجد الأنصاري المتحدث باسم الخارجية القطرية في حديث لـRT أن وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، كان من أوائل الوزراء الذين تحركوا بتوجيه من أمير البلاد لبحث هذا الملف مع نظرائهم.

وأشار الأنصاري إلى نجاح الوساطة القطرية في إعادة عشرات الأطفال إلى أسرهم، وقال: 'اعتمد نجاحنا على التعاون الإيجابي من روسيا وأوكرانيا، خاصة الانفتاح الكبير الذي أبدته الجانب الروسي'.

قطر وروسيا.. تعزيز التعاون إقليميا ودوليا

وتكتسب زيارة الشيخ تميم إلى موسكو أهمية خاصة نظرا للتوقيت والقضايا المطروحة أمامها، حيث تتزامن مع سلسلة متغيرات ومستجدات إقليمية ودولية بارزة حول عدد من القضايا العربية والدولية، وكذلك الأوضاع الاقتصادية والتجارية على مستوى العالم.

يذكر أن العلاقات التاريخية الوطيدة بين قطر وروسيا بدأت منذ قيام العلاقات الدبلوماسية مع الاتحاد السوفيتي السابق عام 1988، ثم اعترفت قطر رسميا بالاتحاد الروسي في ديسمبر 1991. وقد شهدت هذه العلاقات تطورا ملموسا في العقدين الأخيرين في شتى المجالات السياسية والاقتصادية، خصوصا في مجالي التجارة والاستثمار، حيث أصبحت قطر تحتل مركزا متقدما في قائمة المستثمرين الأجانب في روسيا.

وساهمت زيارات الشيخ تميم إلى موسكو في زيادة وتيرة التعاون بين الجانبين، وفتحت مجالات جديدة ونقاشات هامة حول العلاقات الثنائية وقضايا المنطقة وسبل حلها. فقد قام الشيخ تميم بزيارات إلى موسكو في يناير 2016 وفي مارس 2018، حيث بحث مع الرئيس بوتين سبل توطيد علاقات التعاون الثنائي في عدة مجالات من بينها الدفاع والطاقة والاقتصاد والاستثمار والتبادل التجاري والبحث العلمي. كما اجتمع الشيخ تميم مع بوتين على هامش قمم دولية مختلفة، منها قمة منظمة شنغهاي للتعاون في كازاخستان عام 2023 وقمة 'سيكا' في أستانا عام 2022.

المصدر: RT + وسائل إعلام قطرية