بعد رحلةٍ ملهمةٍ، جمعت بين الفنِّ، والجمالِ، والهويَّة، تعودُ سارة الراشد، مهندسةُ التصميمِ الداخلي التي صنعت لنفسها اسماً مهماً في الخارج، إلى المملكةِ العربيَّة السعوديَّة بدافعٍ أكبر من المهنةِ، بدافعِ الشغفِ والرسالة. من هذا الشغفِ، وُلِدَت Asteri، علامةُ التجميلِ المحليَّةِ برؤيةٍ عالميَّةٍ، لتحتفي بقوَّةِ المرأة، وعمقِ الثقافةِ العربيَّة، وجمالِ التفاصيل. في هذا اللقاءِ الحصري، تكشفُ سارة عن كواليسِ تأسيسِ علامتها التجاريَّة، وكيف شكَّلت علاقتُها بأخواتها مصدرَ إلهامٍ لكلِّ مُنتَجٍ، وكيف ترجمت مفاهيمَ الفنِّ، والعنايةِ الذاتيَّةِ إلى تجربةِ تجميلٍ متكاملةٍ.

المسيرة والبدايات

حقَّقتِ مسيرةً ناجحةً بوصفكِ مهندسةَ تصميمٍ داخلي في الخارج، ما الذي ألهمكِ للعودةِ إلى السعوديَّة، وتأسيسِ علامتِك؟

العودةُ إلى السعوديَّة، لم تكن مجرَّد عودةٍ إلى بلادي، لقد كانت نداءً داخلياً. كنت أحبُّ مجالَ العمارةِ والتصميم، لكنَّني شعرتُ برغبةٍ عميقةٍ في الإسهامِ في شيءٍ شخصي، وأكثر معنى في وطني. الجمالُ كان دائماً جزءاً من حياتي بوصفه جانباً بصرياً، ووسيلةَ تمكينٍ وربطٍ بين الناس، ومن هذا الشعورِ، وُلِدَت Asteri علامةُ تجميلٍ، تحتفي بثقافتنا، بقوَّتنا، وبثقةِ النساءِ في أنفسهن بلا اعتذارٍ، هنا وفي كلِّ مكانٍ.

كيف أثَّرت علاقتكِ بشقيقاتكِ في خوضِ هذه المغامرة؟

أخواتي هنَّ نبضُ قلبي. نشأنا معاً، نتشاركُ المرايا، نسرقُ أحمرَ الشفاه من بعضنا، ونضحكُ بلا توقُّفٍ، وأحياناً نتشاجر! إنهن يُذكِّرنني دوماً بأن الجمالَ تجربةٌ شخصيَّةٌ، وعاطفيَّةٌ، ومتجذِّرةٌ في رابطةِ الأخوَّة. يُجسِّد هذا الترابطُ كلَّ مُنتَجٍ، صُمِّم ليعكسَ فكرةَ التواصلِ سواء مع ذاتكِ، أو مع «قبيلتكِ» من النساء. الفكرةُ أن نحتفلَ بالنساءِ اللاتي يقفن إلى جانبكِ، يرفعنكِ، ويُذكِّرنكِ بمَن أنتِ.

تجمعُ Asteri بين الفنِّ، والجمالِ، والعنايةِ بالذات، كيف تعكسُ هذه العناصرُ رحلتكِ الشخصيَّة؟

لطالما كانت حياتي توازناً بين الانضباطِ، والشغف. بوصفي معماريَّةً، تعلَّمتُ رؤيةَ الجمالِ في التفاصيلِ والبنية. أمَّا بوصفي امرأةً فقد عشتُ لحظاتٍ سعيدةً ومؤلمةً، أصبح فيها الجمالُ درعي، لغتي، وطريقتي في استعادةِ المساحة. الفنُّ، الجمالُ، والعنايةُ الذاتيَّةُ مترابطةٌ في نظري. هي طريقتي في التنفُّسِ، في البكاءِ، وفي الرقصِ خلال الحياةِ حتى في الأيَّامِ الصعبة. وعلامتي هي امتدادٌ لهذا الإيقاع. إنها رسالةُ حبٍّ لكلِّ امرأةٍ، تصنعُ نورها بنفسها حتى وسطَ الدموعِ والرقص.

فلسفة وهوية العلامة

تصفين العلامة بأنها مكياجٌ «لأخواتنا حول العالم»، ماذا تعني لكِ الأخوَّةُ في سياقِ الجمال؟

الأخوَّةُ في الجمالِ، تعني الدعمَ، القصصَ المشتركةَ، والتمكين. تعني خلقَ مساحةٍ، تشعرُ فيها النساءُ بأنهن مرئياتٌ، مسموعاتٌ، ومُحتفى بهن. نحن لا نقدِّم منتجاتٍ فقط، بل نبني أيضاً مجتمعاً، يدعمُ بعضه بعضاً. سواء كنتِ في الرياض، أو باريس، أو لوس أنجلوس، أنتِ جزءٌ من شيءٍ أكبر. جميعنا نرغبُ في الشعورِ بالثقةِ، والانتماء، والجمالُ إحدى الوسائلِ لذلك.

ماذا تعني لكِ عبارةُ «وُلِدَت في الجزيرةِ العربيَّة وتربَّت لتغزو العالم» شخصياً ومهنياً؟

هذه العبارةُ، تعني لي كلَّ شيءٍ. شخصياً، هي تعبيرٌ عن فخري بجذوري، ومهنياً، هي التزامٌ ببناءِ علامةٍ تجاريَّةٍ، تُكرِّم هذه الجذور، وتطمحُ لإحداثِ تأثيرٍ عالمي. نريدُ أن نُظهِرَ للعالم أن الابتكارَ، الجودةَ، والإبداع، يمكن أن تنبعَ من الجزيرةِ العربيَّة، وتلقى صدى عالمياً. نحن لا نتبعُ الصيحات، بل نخلقُ اتِّجاهاتنا الخاصَّة.

ما الذي يُميِّز علامتك في صناعةِ التجميلِ العالميَّة خاصَّةً مع تركيزكم على A-Beauty؟

تعيدُ العلامة تعريفَ الجمالِ العربي على الساحةِ العالميَّة. مفهومُ A-Beauty لدينا، يتمحورُ حول الأداءِ، العنايةِ، وسردِ القصص. منتجاتنا مصمَّمةٌ بعنايةٍ، لتناسبَ المناخاتِ القاسيَّة، وتكون لطيفةً على البشرةِ والبيئةِ في آنٍ واحدٍ. نحن لا نهتمُّ بالمظهرِ فقط، بل وبالمرونةِ، الابتكارِ، والاتِّصال العاطفي أيضاً، وهذا ما يجعلنا مختلفين.

نقترح عليك قراءة اللقاء الخاص مع روان كتوعة رائدة الأعمال السعودية ومستشارة الأزياء

الجذور السعودية والتأثير الثقافي

كيف تعكسُ منتجاتكم روحَ وقوَّةَ وتراثَ المملكة العربيَّة السعوديَّة؟

العلامة متجذِّرةٌ بعمقٍ في روحِ السعوديَّة، قوَّتها، مرونتها، أناقتها، وتطوُّرها. هناك قوَّةٌ هادئةٌ في المرأةِ السعوديَّة، ألهمتني دائماً، وأردتُ للعلامةِ أن تعكسَ هذه الطاقة. نراها بنهجنا في الابتكارِ، في سردِ القصص، وحتى في اختياراتنا التصميميَّة. من المكوِّناتِ إلى التغليف، كلُّ شيءٍ يُكرِّم تراثنا، ويحتضنُ رؤيتنا المستقبليَّة. كما أن العلامة فخورةٌ، راسخةٌ، وطموحةٌ بلا خجلٍ، تماماً مثل النساءِ اللاتي تُلهمها.

الشرقُ الأوسط غني بتقاليدِ الجمالِ، كيف تستوحين من هذه التقاليد، وتُعيدين تقديمها للمستهلك العصري؟

الجمالُ في منطقتنا، ليس مظهراً فقط، إنه أيضاً طقسٌ، وتعبيرٌ، واحترامٌ للذات. استلهمنا من التقاليدِ القديمةِ مثل الكحلِ، ماءِ الورد، وزيتِ نواةِ التمر، وأعدنا تقديمها عبر علمٍ نظيفٍ، وصيغٍ حديثةٍ. التركيباتُ، الألوانُ، والتجاربُ الحسيَّةُ في منتجاتنا، تُكرِّم الثقافةَ الجماليَّة التي نشأنا عليها، لكنَّها مصمَّمةٌ لتناسبَ وتيرةَ، ومتطلَّباتِ اليوم. هذا أسلوبنا في الحفاظِ على التراث، ومنحه حياةً جديدةً.

ما الأثرُ الذي أحدثتِه في مشهدِ التجميلِ داخل السعوديَّة حتى الآن؟

كان من المؤثِّرِ رؤيةُ كيف استُقبِلَت منتجاتنا. لقد لمسنا شيئاً، كان الكثيرون ينتظرونه، علامةٌ تعكسُ ثقافتهم، واقعهم، وفخرهم. ما يُميِّزنا، هو كيف نُضفي طابعاً فاخراً وحديثاً على الجمالِ التقليدي باستخدامِ مكوِّناتٍ هادفةٍ مثل زيت المورينجا، ومستخلصِ بذور الرمَّان، وزهرةِ الصحراء. Asteri تثبتُ أن الفخامةَ، والابتكار، يمكن أن ينبعا من داخلِ قصَّتنا الخاصَّة.

الابتكار ومنتجات الجمال النظيف

حدِّثينا عن التزامِك بمبادئ الجمالِ النظيفِ، والنباتي، والخالي من التجاربِ على الحيوانات؟

الجمالُ النظيفُ جوهرُ ما نقومُ به. تركيباتنا نباتيَّةٌ، وخاليةٌ من التجاربِ على الحيوانات، ولا تحتوي على مكوِّناتٍ ضارَّةٍ، أو ميكروبلاستيك. نحن نبتعدُ عن أي عناصرَ تضرُّ بالبشرةِ، أو البيئة. نريدُ ابتكارَ منتجاتٍ لطيفةٍ على بشرتكِ، وعلى كوكبنا.

كيف ضمِنتِ أن تتحمَّلَ منتجاتُكم مناخَ السعوديَّة القاسي؟

عندما نُصمِّم أي مُنتَجٍ، نضعُ بيئتنا في الحسبان. هذا يشملُ تركيباتٍ خفيفةَ الوزن، تتحمَّلُ الحرارةَ، الرطوبةَ، والجفافَ دون أن تتأثَّرَ جودتُها، أو راحةُ استخدامها. من بخَّاخاتِ التثبيتِ إلى البودرةِ جميعها مُختبرةٌ لتبقى مثاليَّةً من الصباحِ حتى المساء في ظروفٍ صحراويَّةٍ.

ما التحدِّياتُ التي واجهتكِ في ابتكارِ تركيباتٍ نظيفةٍ، ومحبَّةٍ للبشرة، وشاملةٍ لجميع درجاتِ وأنواعِ البشرة؟

الموازنةُ بين الإبداعِ، والقيودِ التقنيَّةِ للجمالِ النظيف، والاستدامةِ، والأداءِ، خاصَّةً في بيئةٍ قاسيةٍ تحدٍّ مستمرٌّ. تقديمُ تركيباتٍ نباتيَّةٍ، ونظيفةٍ، تتحمَّلُ حرارةَ الصحراء دون التضحيةِ بالملمس، أو النتيجة، يتطلَّبُ كثيراً من الابتكار. إضافةً إلى ذلك، تصميمُ عبواتٍ مستدامةٍ وفاخرةٍ في الوقت نفسه جزءٌ مهمٌّ أيضاً من المعادلة. هي تحدِّياتٌ، نُرحِّب بها، لأنها جوهرُ هويَّتنا كعلامةٍ.

ما رأيك بالتعرف على صانعة المحتوى السعودية رتيل الشهري

تركيز على جمال العروس

دعينا نتحدَّثُ عن الإشراقة. كلُّ عروسٍ، تبحثُ عن ذلك التوهُّجِ في زفافها، ما هو مُنتَجُ Asteri الذي توصي العروسَ به؟

في يومِ زفافكِ، يجب أن تشعري بأنكِ النسخةُ الأفضل من نفسكِ. كريمُ الأساسِ Aura يمنحكِ إشراقةً طويلةَ الأمد، بينما يضيفُ الهايلايتر Desert Diamond، ولوحاتُ ظلالِ العيون Maha عمقاً ونوراً لمظهرك. اختاري الجمالَ الذي يعكسكِ واثقةً متألِّقةً في ليلةِ العمر.

ما نصيحتكِ الجماليَّة للعروسِ اللاتي ترغبُ في الشعورِ بأفضل نسخةٍ من نفسها في هذا اليومِ المميَّز؟

لا تحاولي التغيير، بل التعزيز. يومُ زفافكِ، ليس اليومَ الذي تُصبحين فيه شخصاً آخرَ. إنه اليومُ الذي تكونين فيه أنتِ بأبهى صوركِ. اختاري إطلالاتٍ، ومنتجاتٍ، تجعلكِ تشعرين وكأنَّكِ بطلةُ قِصَّتكِ، لا كما يُفتَرضُ أن تبدو العروس. بشرةٌ متوهِّجةٌ، لأنها محبوبةٌ، وعيونٌ تلمعُ بذكرياتكِ، وشفاهٌ تحكي قِصَّتكِ، هذا هو الجمالُ الذي يدوم. والأهمُّ، خذي لحظةً، لتعيشي اللحظة.

يمكنك متابعة الموضوع على نسخة سيدتي الديجيتال من خلال هذا الرابط