يمثل اليوم العالمي لمكافحة التنمر، والذي يتم الاحتفال به في 4 مايو كل عام، نداء قويا ومؤثرا إلى جميع أفراد المجتمع، يدعوهم إلى التكاتف والوقوف صفا واحدا في وجه ظاهرة التنمر بكل أشكالها وصورها.

يحتفل بهذا اليوم في التاريخ الذي حددته الأمم المتحدة، ليصبح محطة سنوية تتلاقى فيها جهود المدارس والمجتمعات حول العالم. ويهف إلى تعزيز قيم الدفاع عن الأفراد الذين يعانون من وطأة التنمر وتقديم الدعم اللازم لهم، ونشر ثقافة الاحترام المتبادل واللطف الإنساني بين مختلف الفئات، بغض النظر عن اختلافاتهم العرقية أو الجنسية أو العمرية.

وفي التقرير التالي، نستعرض معكم ما هي الحلول المقترحة للحد من ظاهرة التنمر؟ على أمل تجنب أضرار التنمر. بالإضافة إلى عبارات نصائح عن التنمر، والتي يمكن أن تكون ملهمة للعديد من الأشخاص لتجنب هذا السلوك السيء من أجل علاج التنمر.

ما هي أضرار التنمر؟

ساهمت مبادرة اليوم العالمي لمكافحة التنمر بشكل كبير في تسليط الضوء على مشكلة التنمر المنتشرة، والتي يمكن أن تتخذ أشكالا متعددة من الإيذاء الجسدي أو اللفظي أو حتى عبر الفضاء الإلكتروني. وفي السطور التالية، نستعرض معكم أضرار التنمر، للتأكيد على أهمية الدور الذي يلعبه هذا اليوم.

أزمات نفسية عميقة

يعاني ضحايا التنمر من مشاكل نفسية عميقة، تتمثل في مستويات عالية من القلق والتوتر والخوف المستمر. كما يمكن أن تتطور هذه المشاعر إلى اضطرابات نفسية أكثر خطورة مثل الاكتئاب واضطرابات ما بعد الصدمة. يعود ذلك إلى تلاشي الثقة بالنفس مع الوقت، والشعور بأن العالم مكان غير آمن.

تدهور الأداء الأكاديمي والاجتماعي

يصبح الأداء التعليمي والقدرة على التركيزفي الدراسة أمرا صعبا عندما يكون العقل مشغولا بالخوف من التعرض للمزيد من التنمر. كما يميل الضحايا إلى الانعزال اجتماعيا لتجنب التعرض إلى أي مواقف مؤلمة، مما يؤدي مع الوقت إلى فقدان الأصدقاء والشعور بالوحدة.

مشاكل صحية

يمكن أن يتسبب الضغط النفسي الناتج عن التنمر في العديد من المشاكل الصحية الجسدية، مثل الشعور بالصداع والمعاناة من آلام المعدة ومشاكل النوم. وفي بعض الحالات المزمنة، يمكن أن يزيد التنمر من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

أفكار انتحارية

في الحالات الشديدة والمستمرة، يمكن أن يدفع التنمر بعض الضحايا إلى التفكير في الانتحار كوسيلة وحيدة للهروب من الألم والمعاناة. هذه ليست مجرد مبالغة، بل للأسف واقع مأساوي يودي بحياة الكثيرين سنويا.

صعوبة بناء علاقات صحية في المستقبل

التعرض للتنمر يخلق مع مرور الوقت حاجزا من عدم الثقة تجاه الآخرين، مما يجعل من الصعب على الضحايا بناء علاقات صحية ومستقرة في حياتهم المستقبلية.

بيئة غير آمنة

يخلق التنمر بيئة مدرسية أو بيئة عمل غير آمنة وغير منتجة للجميع. يرجع ذلك إلى تعطل التعلم والابتكار والتعاون بسبب الخوف والقلق.

تكاليف اقتصادية واجتماعية

تتضمن معالجة آثار التنمر تكاليف باهظة على الأنظمة الصحية والنفسية تحديدا. بالإضافة إلى ذلك، يفقد المجتمع طاقات وإمكانيات الأفراد الذين يعانون من آثاره.

كيف يمكننا مكافحة التنمر؟

على الرغم من أن اليوم العالمي لمناهضة التنمر يتم الاحتفال به بطرق مختلفة حول العالم، إلا أن رسالته الأساسية تبقى ثابتة: بناء مجتمعات يسود فيها الاحترام واللطف ويدان فيها التنمر بكل أشكاله رفضا قاطعا. وفي السطور التالية، نستعرض معكم علاج التنمر عند المراهقين، وكذلك علاج التنمر عند الكبار، أو بمعنى أدق ما هي أبرز الوسائل لمعالجة التنمر؟

كن يقظا

لا تتجاهل حوادث التنمر، سواء كنت شاهدا عليها أو ضحية. يقلل التدخل المبكر من تفاقم المشكلة وآثارها المترتبة بعد ذلك، على المستوى النفسي أو البدني.

تحدث بثقة

إذا كنت تتعرض للتنمر، حاول أن تتحدث بثقة وحزم ولا تتردد في اتخاذ موقف حاسم، وأخبر المتنمر أن سلوكه غير مقبول.

اطلب المساعدة

لا تتردد أبدا في طلب المساعدة من أي شخص بالغ تثق به لمكافحة التنمر الذي تتعرض إليه، سواء كان هذا الشخص والدا، معلما، أو مسؤولا.

ادعم الضحايا

إذا رأيت أي شخص يتعرض للتنمر، قف بجانبه وقدم له الدعم، لأن مساعدتك له يمكن أن تنقذ حياته في المستقبل. وجودك وحده يمكن أن يحدث فرقا كبيرا.

تعليم الاحترام

في المنزل والمدرسة، يجب أن نغرس مجموعة من قيم الاحترام والتعاطف والتسامح في أبنائنا والتلاميذ. فهم مشاعر الآخرين يقلل من احتمالية التنمر.

استخدم الإنترنت بأمان

كن حذرا بشأن ما تنشره وكيف تتفاعل مع الآخرين عبر مواقع التواصل الاجتماعي والإنترنت بشكل عام. التنمر الإلكتروني له تأثير مدمر.

بلغ عن التنمر

إذا كنت تشهد أو تتعرض للتنمر عبر مواقع التواصل أو أي منصة على الإنترنت، أو حتى في أي مكان، استخدم أدوات الإبلاغ المتاحة، سواء على المنصات المختلفة، أو في دولتك أو منطقتك.

شارك في الحملات

انضم إلى المبادرات وحملات التوعية التي يتم إقامتها للتوعية من التنمرـ سواء في مجتمعك أو داخل مدرستك. واعرف جيدا أن صوتك مهم.

عبارات نصائح عن التنمر

الاهتمام بقضية التنمر مستمر ولا يتوقف في جميع أنحاء العالم، لأن أضراره وتبعاته أكبر بكثير من مجرد شعارات. لذلك، لا تزال العديد من المنظمات والمجموعات تعمل على مكافحته والحد منه. وفي السطور التالية، نستعرض كيف أوقف المتنمرين؟ وذلك من خلال عبارات ملهمة تساعدنا على ذلك.

. تذكر دائما أن قوتك الداخلية أكبر من أي كلمات مؤذية تُقال لك. أنت تستحق الاحترام والتقدير.

. لا تتردد في التحدث عن تجربتك لشخص تثق به، سواء كان صديقا، فردا من عائلتك، أو معلما. صوتك مهم ويستحق أن يسمع.

. ضع حدودا واضحة. لا تخف من قول 'لا' أو الابتعاد عن المواقف التي تشعرك بعدم الارتياح.

. ركز على نقاط قوتك والأشياء التي تجعلك سعيدا. انغمس في الأنشطة التي تعزز ثقتك بنفسك.

. تذكر أن المتنمر غالبا ما يكون لديه شعور بالضعف أو عدم الأمان يحاول إخفاءه بإيذاء الآخرين. هذا ليس خطأك.

. ابحث عن الدعم في مجموعات أو مبادرات مناهضة للتنمر. التواصل مع الآخرين الذين مروا بتجارب مماثلة يمكن أن يكون مصدر قوة.

جدير بالذكر، وفي سياق متصل، خصصت منظمة اليونسكو منذ عام 2020، أول يوم خميس من شهر نوفمبر من كل عام ليكون اليوم الدولي لمكافحة العنف والتنمر في المدرسة. ويقام هذا الحدث في فترة زمنية قريبة من الاحتفال بـ 'أسبوع مناهضة التنمر'.