لايف ستايل
موقع كل يوم -ياسمينا
نشر بتاريخ: ٢٠ تموز ٢٠٢٥
إنّ الطريقة التي نتحدث بها تكشف خفايا شخصياتنا وتعبر بكل دقة عن مكنونات النفس وما يدور في داخل كل شخص من أفكار.
إذ أن الطريقة التي نتحدث بها تظهر انفعالاتنا ومشاعرنا الداخلية من حب أو كره، وغضب أو سعادة، وبالتالي فإن نبرة الصوت تكشف عن حالة القلب وعاطفته، وقد تم تحديد نبرات صوت الإنسان ونوعيته ووضع كلّ نوعية في خانة محددة، إذ تعكس كل خانة شخصية معينة. وفي هذا الصدد، صوتك الداخلي يستحق أن يُسمع وفقًا لعلماء وأبحاث.
خطوات التعبير من خلال نبرة الصوت
معدل سرعة الكلام
قد يعطي التحدث بسرعة انطباعًا للمستمع بأنّ لديك أشياء أهم من الاستماع إليه، وأنك تحاول التخلص من الحديث معه، فإذا زادت السرعة أكثر دلَّ ذلك على وجودك في موقف خطر أو شعورك بالتهديد، ويحدث أن تكون طبيعة تحدثك سريعة، وقد تُعتبر مؤشرًا للذكاء في بعض الحالات.
وقفات الكلام
إن التحدث باستمرار دون أيّ توقف يُعتبر مزعجًا للسمع ويجعل من الصعّب فهم الكلام، كما يعطي انطباعًا للمستمعين عن رفضك لأي نقاش، وبالتالي يتم إغلاق أي باب للمشاركة في الحديث.
أسلوب اللفظ
يجب أن يتلائم مضمون الكلام مع الأسلوب أو مشاعر المُتحدث، فالبعض قد يوصل رسائل غير مكتملة في بعض الأوقات مما يجعل المتكلم يظهر كشخص غير مراعٍ لشعور الآخرين.
نغمة الصوت
إن اختيار بعض الكلمات لنطقها بنبرة أعلى يُعتبر تمييزًا لها للدلالة على أهميتها، أو للتعبير عن وجودٍ معنى مخفي تحت الجملة العامة، وتُستخدم مثل هذه الأساليب في جذب الانتباه، فالصوت على وتيرة واحدة يُعتبر منفّرًا حتى وإن كانت الوتيرة هادئة. وإليكِ أشهر أضرار البكاء بدون صوت.
نبرة الصوت ودورها في تحليل الشخصية
لا تعتبر نبرة الصوت جزءًا من الكلام المنطوق على قدر ما هي دلالة من دلالات لغة الجسد، فنبرة الصوت العالية تُعتبر إحدى علامات لغة جسد التي تشير إلى الغضب، والتوتّر، والقلق، كما أن نبرة الصوت المنخفضة قد تُعتبر دليلًا على الحزن، أو الخوف، أو عدم القدرة على إثبات الذات، أو الترقّب، أو ضعف الشخصيّة، وعادة ما يحتاج المرء لتغيير نبرة صوته للتعبير عن لغة جسد في محاولة منه لإثبات وجهة نظر معينة وإثبات الذات، فعندما يبدأ أحد بالصراخ فقد انتقل من نبرة صوته المعتادة إلى نبرة تدل على الغضب والانزعاج، وكذلك الحال في حالة الفرح، أو الحزن، أو القلق، أو الترقّب، إذ عادة ما تكون نبرة الصوت المتوتّرة أكثر ارتفاعًا من نبرة الصوت العادية، ولذا فإن نبرة الصوت هي طريقة مهمة من طرق لغة الجسد للتعبير عن حالة ومزاج الشخص، ويُمكن تحليلها كما يلي:
نبرة الصوت البطيئة
قد تدل نبرة الصوت البطئية على شخصية واثقة من نفسها وتحب لفت الانتباه، إذ إن أصحاب هذه النبرة هم الذين يتكلمون ببطء وتنغيم في العادة، ويتميز هؤلاء الأشخاص ببحثهم الدائم عن المثالية في علاقاتهم مع الناس، وعادة ما يتمسكون بالأفكار القديمة ويرفضون التغيير بل يُفضلون النمطية، وقد يصفهم الأشخاص من حولهم بأنهم يمتلكون شخصية روتينية.
نبرة الصوت السريعة
يُعتبر هؤلاء الأشخاص متوترون في كلّ علاقتهم، ويشعرون بالوحدة بسهولة، كما أنهم يجدون صعوبة في العودة إلى وصل ما انقطع، بالإضافة إلى أنهم يجدون صعوبة أكبر في التعبير عن مشاعرهم الحقيقية، إذ إن هناك مؤشرات للتعبير عن الشخصية المتوترة والتي تكون داخل هؤلاء الأشخاص، وهذه المؤشرات تمنعهم عادة من التورط في علاقات اجتماعية ولذلك يفضلون الوحدة، ومع ذلك فهم أشخاص مخلصين وأوفياء جدًا، ويحبون الوضوح والصراحة في علاقاتهم بشكل عام. وقد يهمكِ الإطلاع على الصوت العالي في علم النفس والصراعات التي يكشفها.
نبرة الصوت المتقطعة مع القهقهة
يُعتبر أصحاب هذه النبرة أشخاصًا عمليين ولا يميلون إلى الرومانسية، كما أنهم يخشون المواجهة ولا يحبون الخوض في علاقات من الممكن أن تسبب لهم الحزن، بالإضافة إلى أنهم يتجنبون هذه المواقف دائمًا.
نبرة الصوت المنتحبة
تدل هذه النبرة على شخصية لا تشعر بالأمان وعرضة للتوتر دائمًا، وعلى الرغم من ذلك فإن هذه الشخصية تتمتع بحس عالٍ من المسؤولية والإخلاص.
نبرة الصوت المنخفضة جدًا
يُعتبر أصحاب هذه النبرة محبين لتكوين الصداقات، كما أنهم يتمتعون بشخصية قيادية، وعاطفية، كما يمتازون بكرمهم.
نبرة الصوت الهادئة جدًا
يدل الصوت الهادئ على الثقة الزائدة، فأصحاب هذا الصوت قادرين على مواجهة التحديات والصعوبات مهما كانت، أما بالنسبة لحياتهم الاجتماعية فهم يفضلون العلاقات مع الأشخاص المقربين والأصدقاء فقط، ولا يحبون توسيع دائرة علاقاتهم.
دور الذكاء الاصطناعي في كشف سمات الصوت
توصلت دراسة إلى أن الذكاء الاصطناعي يمكنه اكتشاف سمات شخصيتك من مقطع صوتي لك مدته 90 ثانية فقط.
وحسب صحيفة «التلغراف» البريطانية، فقد ابتكرت شركة «كويوس» المتخصصة في الذكاء الاصطناعي، ومقرها لندن، هذه التقنية، التي قالت إنها تفك رموز الجوانب المختلفة للشخصية من خلال ترجمة شفرة الإشارات الصوتية، ومحتوى الكلمات المنطوقة، باستخدام نموذج لغوي كبير مشابه لـ«تشات جي بي تي»، بالإضافة إلى تحليل المعلومات المدخلة حول درجة صوت الشخص وإيقاعه ونبرته، قبل الجمع بين هذه الأشياء لإنشاء النتائج النهائية.
وتمّت تجربة التقنية الجديدة على 2000 شخص، ووفقاً للشركة، فقد تمكّنت من التوصل إلى سمات شخصياتهم من مقاطع صوتية لا تتعدى مدتها الـ90 ثانية. وقد لفتت إلى أن تصنيف التقنية للشخصيات كان دقيقاً مثله، مثل التصنيفات التقليدية التي أجراها أطباء علم النفس على المشاركين.
وتُصنِّف التقنية الجديدة السمات الشخصية «الخمس الكبرى»، وهي: العصابية، والوفاق (التعاون والوداعة والابتعاد عن الأنانية)، والانفتاح على التجارب، والضمير الحي، والانبساط (الاجتماعية وعدم الانعزال)؛ بصفتها نسبة مئوية.
ووجد العلماء أن الوفاق والعصابية هما الأسهل اكتشافاً في صوت الشخص؛ إذ تتجلّى هذه السمات الشخصية «بشكل أكثر وضوحاً في أنماط الكلام».
ولفت الباحثون إلى إمكانية استخدام الذكاء الاصطناعي من قِبل شركة المبيعات في المستقبل لاستهداف العملاء بشكل أفضل، حسب جوانب شخصياتهم.