يشكّل النوم ركناً أساسياً في الحفاظ على الصحة الجسدية والعقلية. فهو لا يقتصر على منح الجسم الراحة، بل يساهم أيضاً في تقوية جهاز المناعة، وتحسين الذاكرة، وتنظيم المزاج. ومع ذلك، فإنّ جودة النوم ليست مرتبطة فقط بعدد الساعات التي نقضيها في السرير، بل أيضاً بنوعية الراحة التي نحصل عليها خلال الليل، وبالعوامل النفسية والاجتماعية التي تؤثر عليها.

وفقاً لدراسة أجريت مؤخراً، كشف العلماء أنّ هناك خمسة أنماط رئيسية من النوم، تختلف بحسب الحالة الذهنية، والعادات اليومية، والصحة العامة. وقد استندت نتائجهم إلى دراسة شملت أكثر من 700 شخص تتبّع الباحثون أنماط نومهم وسلوكهم على مدى خمس سنوات.

النمط الأول: النوم المضطرب

يتّسم هذا النمط بعدم انتظام النوم، وكثرة الاستيقاظ ليلاً، ويكون غالباً مصحوباً بحالات من التوتر أو القلق أو الاكتئاب. الأشخاص الذين يندرجون ضمن هذا النمط يشعرون بالإرهاق الدائم ويجدون صعوبة في التركيز خلال النهار، إذ ينعكس ضعف الصحة النفسية مباشرة على جودة نومهم.

النمط الثاني: المرونة أثناء النوم

يضمّ هذا النوع الأشخاص الذين يعانون من بعض الاضطرابات النفسية أو ضغوط الحياة، لكنهم ينجحون في الحفاظ على نوم متوازن نسبياً. يتميّزون بقدرة عالية على التكيّف، ما يجعل نومهم أقلّ تأثّراً بالعوامل السلبية، فيظهر لديهم نوع من المرونة التي تقيهم من الأرق المزمن.

النمط الثالث: النوم المعتمد على المهدّئات

في هذا النمط، يعتمد بعض الأشخاص على الأدوية أو المكمّلات للمساعدة على النوم، لكنهم يعيشون حياة اجتماعية غنية ونشيطة. قد تساعدهم العلاقات الإيجابية على تخفيف التوتر، إلا أنّ اعتمادهم على المهدّئات يجعل نومهم غير طبيعي تماماً، ويؤثر على جودة الراحة الذهنية على المدى الطويل.

النمط الرابع: قلّة النوم المرتبطة بالعصبية

هذا النوع يضم من ينامون أقلّ من سبع ساعات في الليلة، وغالباً ما يشعرون بالعصبية وسرعة الغضب وصعوبة في التركيز. السبب قد يكون ضغوط العمل، أو الإدمان على الشاشات، أو نمط حياة سريع لا يتيح للجسم وقتاً كافياً للتعافي.

النمط الخامس: النوم المتأثر بالمشكلات الصحية المزمنة

يشمل هذا النمط الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة أو آلام جسدية مستمرة، مثل آلام الظهر أو المفاصل، ما ينعكس مباشرة على نومهم. كما أن التدهور النفسي الناتج عن هذه المشكلات يزيد من صعوبة الحصول على نوم مريح.