ماذا يحدث في منطقة القرن الإفريقي؟.. بيان مصري جديد بشأن الصومال

أكدت مصر تضامنها الكامل مع الشعب الصومالي، ومواصلة دعمها لجهود تحقيق الأمن والاستقرار في الصومال، وذلك في ضوء التطورات الداخلية التي تشهدها جمهورية الصومال الفيدرالية.

وشددت مصر على دعمها لجهود تحقيق الأمن والاستقرار بما في ذلك من خلال المساهمة الفعالة في بعثة الاتحاد الأفريقي للدعم والاستقرار في الصومال AUSSOM المنوط بها تهيئة الظروف المناسبة لتولي الصومال للمسؤولية الرئيسية في تحقيق الأمن والاستقرار، بما يوفر الظروف المواتية لتحقيق التقدم والتنمية المأمولين في الصومال.

وذكرت الخارجية المصرية في بيان لها أن ذلك يأتي في ضوء الأحداث الإقليمية الهامة في منطقة القرن الأفريقي، فضلا عن التطورات الداخلية التي تشهدها جمهورية الصومال الفيدرالية وجهود الدولة الصومالية في إنفاذ القانون ومجابهة الإرهاب.

وأكدت مصر عزمها على مواصلة تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين مصر والصومال على ضوء الروابط التاريخية العميقة التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين، وذلك بالبناء على إعلان ترفيع العلاقات بين البلدين إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الصادر بالقاهرة في 23 يناير الماضي أثناء زيارة رئيس جمهورية الصومال الفيدرالية.

وأوضحت مصر أنها ماضية في اتخاذ خطوات ملموسة على صعيد تعزيز العلاقات الاستراتيجية والاقتصادية والثقافية مع الصومال الشقيق، لتعظيم الاستفادة من الآفاق الرحبة المتاحة، وبما يحقق المنفعة المتبادلة للبلدين والشعبين الشقيقين.

يأتي إصدار هذا البيان في وقت حساس من التطورات الإقليمية في القرن الأفريقي، حيث تشهد المنطقة تصعيدا في التوترات بين مصر وإثيوبيا، الرئيسيتين في النزاع حول سد النهضة الإثيوبي، الذي يهدد أمن مصر المائي بنسبة تصل إلى 97% من مياه النيل.

وبدأ النزاع في 2011 لكنه تصاعد في 2024 مع اتفاقية إثيوبيا مع صوماليلاند (المنطقة المنفصلة شبه المستقلة عن الصومال) في يناير، التي تمنح إثيوبيا ميناء بحريا وإمكانية الاعتراف باستقلالها، مما اعتبره الصومال انتهاكا لسيادته.

وردا على ذلك انضم الصومال إلى تحالف مع مصر وإريتريا في قمة أسمرة في أكتوبر 2024، مما أدى إلى تدهور العلاقات الإثيوبية-الصومالية، وطلب الصومال طرد القوات الإثيوبية من أراضيه بحلول نهاية 2024.

وفي الداخل الصومالي تواجه الحكومة الفيدرالية تحديات أمنية كبيرة، حيث أعادت جماعة الشباب (مرتبطة بالقاعدة) هجماتها الشديدة في 2025، مما أسفر عن مقتل مئات الجنود والمدنيين في مناطق مثل جنوب الشيبيلي ووسط الشيبيلي.

ودفعت هذه التطورات إلى إطلاق بعثة AUSSOM في 1 يناير 2025، خلفا لـATMIS، لدعم القوات الصومالية في مكافحة الإرهاب، مع مشاركة مصر بقوات تصل إلى 5000 جندي إضافي في منطقة هيران الحدودية مع إثيوبيا، كما أعلنت في أغسطس 2024.

كما أدت الاشتباكات الداخلية في جوبالاند في يوليو 2025 إلى تعزيز التعاون المصري-الصومالي لإعادة السيطرة على المناطق الحدودية.

المصدر: RT