د.حنان الكواري: القطاع الصحي يحظي برعاية القيادة الحكيمة

افتتحت سعادة الدكتورة حنان محمد الكواري وزيرة الصحة العامة صباح أمس منتدى الشرق الأوسط للجودة والسلامة في الرعاية الصحية 2023 وذلك في فندق ومنتجع شيراتون جراند الدوحة تحت شعار «مرونة منظومة الرعاية الصحية في الأوقات غير الاعتيادية» بمشاركة أكثر من 3000 من كوادر الرعاية الصحية من خلال الحضور الشخصي وبالمشاركة الافتراضية (عن بُعد).

ويعتبر منتدى الشرق الأوسط للجودة والسلامة في الرعاية الصحية أكبر مؤتمر من نوعه في المنطقة مخصص لجودة وسلامة الرعاية الصحية.

وقالت سعادة وزيرة الصحة في كلمتها الافتتاحية للمنتدى ان انعقاد هذا المنتدى بالحضور الشخصي لاول مرة منذ عام 2019 هام لاسيما عقب الظروف الاستثنائية التي اجبرت العالم في تغيير العديد من جوانب الحياة، بسبب جائحة فيروس كورونا (كوفيد-19)، والذي توجب علينا في ذلك الوقت التكيف والقيام بأمورنا وواجباتنا بصورة مختلفة وهذا يعتبر مثالا رائعا على قدرة منظومة الرعاية الصحية على التكيف في الظروف الاستثنائية، والذي يمثل شعار المنتدى لهذا العام.

واكدت سعادتها أن القطاع الصحي بدولة قطر يلقى اهتماما وأولوية كبيرة من قبل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى الذي أكد على أهمية عنصر المرونة والقدرة على التكيف في جميع خطط وسياسات بلدنا قطر.

وبينت سعادتها ان دولة قطر كانت في وضع جيد لمواجهة تحديات مثل جائحة كوفيد-19 بنجاح، وقد ساعدتنا رؤية قطر الوطنية 2030 على السعي لتحقيق التميز في تقديم الرعاية الصحية لكل من يعيش بالدولة لتعزيز صحة السكان ورفاههم.

واشارت سعادتها ان دولة قطر بقيادة سمو الأمير تولي كذلك أهمية كبيرة للأمن الصحي العالمي، من خلال البرامج الإغاثية القطرية بإمداد الدول التي تمر بأزمات مثل الزلازل الأخيرة التي وقعت في تركيا وسوريا.

وأثنت وزيرة الصحة العامة بقدرة قطاع الرعاية الصحية على الاستجابة ضد تفشي فيروس كورونا (كوفيد-19)، موضحة أنه من خلال العمل معاً عبر نظام الرعاية الصحية، وبالتعاون مع أفراد المجتمع، استطاعت فرق الرعاية الصحية في دولة قطر أن تحقق أدنى معدلات الوفاة جراء الإصابة بفيروس كورونا (كوفيد-19)، وتحقيق أعلى معدلات التطعيم ضد الفيروس في العالم.

واشارت سعادتها الى مساهمة قطاع الرعاية الصحية في بطولة كأس العالم لكرة القدم فيفا قطر 2022:» استضافت الدولة بطولة رائعة حقاً تم الإشادة بها على نطاق واسع باعتبارها البطولة الأعظم على الإطلاق بعد 12 عاماً من التخطيط والتجهيز تحت رؤية وتوجيه قادة قطر. لعبت العديد من القطاعات من جميع أنحاء دولة قطر دوراً مهماً في نجاح البطولة، حيث أننا كنظام رعاية صحية قد كنا في طليعة هذه الجهود».

وأوضحت أن التخطيط والتجهيز والتسليم لاستراتيجيتنا الشاملة لبطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 تطلب جهداً رائعاً حقاً من قِبل فرق الرعاية الصحية من كافة أنحاء القطاع الصحي، وأنا ممتنة للغاية لكل من لعب دوره في تحقيق هذا الإنجاز الرائع.»

كما أشارت سعادتها إلى أنه على الرغم من أن جائحة فيروس كورونا (كوفيد-19) وبطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 قد جعلتا السنوات الثلات الماضية من أكثر الأوقات تحدياً لموظفي الرعاية الصحية وبقاء في الذاكرة، ولكن على الرغم من ذلك فقد أحرزت فرق الرعاية الصحية المتفانية في دولة قطر تقدماً هائلاً بعيداً عن هذين المجالين من العمل لمواصلة تحسين وتعزيز جودة الرعاية المٌقدمة عبر النظام الصحي.

وسلطت سعادة وزيرة الصحة العامة الضوء على العديد من الإنجازات الرئيسية لقطاع الرعاية الصحية منذ عام 2020، ومنها افتتاح مستشفى عائشة بنت حمد العطية – ثاني أكبر مستشفى بمؤسسة حمد الطبية من حيث الحجم والسعة – مما يعمل على تقوية شبكة مستشفيات القطاع العام.

و6 مراكز صحية جديدة وحديثة ليصبح العدد الإجمالي للمراكز الصحية التابعة لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية 31 مركزاً مما يعمل على تحسين الرعاية المقدمة لأفراد المجتمع.

لافتة إلي الحصول على لقب المدينة الصحية من قِبل منظمة الصحة العالمية لجميع البلديات الثمانية في دولة قطر، لتصبح الدولة الأولى في العالم التي تحقق هذا الانجاز لجميع بلدياتها، بالإضافة إلى جوائز مماثلة لجامعة قطر والمدينة التعليمية.

وأشارت سعادتها إلي حصول قسم طب الشيخوخة والرعاية المطوّلة بمؤسسة حمد الطبية على لقب مركز متعاون مع منظمة الصحة العالمية للشيخوخة الصحية ومكافحة مرض الخرف، بالإضافة إلى عقد اتفاقيات لمراكز متعاونة أخرى مع منظمة الصحة العالمية كمركز تحليل وبائيات الأمراض بكلية وايل كورنيل للطب في قطر المتخصص في فيروس نقص المناعة البشرية» الإيدز، والأمراض المنقولة جنسياً، والتهاب الكبد الفيروسي، والمركز المتعاون مع منظمة الصحة العالمية لعلاج إدمان التبغ بمركز مكافحة التدخين التابع لمؤسسة حمد الطبية.

وأكدت سعادة وزيرة الصحة تقديم مجموعة من خدمات الرعاية الصحية عن بُعد والخدمات الافتراضية الأخرى عبر قطاع الصحة العامة، بما في ذلك خط المساعدة الوطني المخصص للصحة النفسية، مما يجعل الوصول إلى الرعاية أكثر سهولة من أي وقت مضى، لافتة إلي الحصول على جائزة التميز في مجال الرعاية المرتكزة على المريض من قِبل منطمة بلينتري الدولية في 5 مرافق صحية تابعة لمؤسسة حمد الطبية مع الاعتراف رسمياً بتحقيق أعلى مستويات الإنجاز في الرعاية التي ترتكز على الفرد.

وأشارت إلى تصنيف 4 من مستشفيات مؤسسة حمد الطبية ومركز سدرة للطب ضمن أفضل 250 مركزاً طبياً أكاديمياً في العالم، مما يظهر مدى التزام القطاع الصحي بالجمع بين رعاية المرضى وإجراء البحوث الطبية والتعليم لتحقيق أفضل النتائج والخبرات للمرضى.

وفي ختام كلمتها قالت سعادة الدكتورة حنان محمد الكواري انه على الرغم من تحقيق هذه الإنجازات المذهلة، فإننا ملتزمون بالمضي قدماً باستمرار وسنركز جهودنا خلال عام 2023 على تنفيذ برنامج التأمين الصحي الوطني الجديد، وضمان استمرار ريادة نظام الرعاية الصحية في دولة قطر في مجال الجودة والسلامة في الرعاية الصحية، وتقديم الخدمات على قدم المساواة مع أفضل الأنظمة الصحية عالمياً.»

يُركز منتدى الشرق الأوسط هذا العام على موضوع قدرة منظومة الرعاية الصحية على التكيف في الظروف الاستثنائية، ويتناول برنامج المنتدى خمسة مسارات تعلُّم، وهي: علوم التحسين، الرعاية المتمحورة حول المريض، تحسين السلامة والقيمة وتدفق الخدمات، القيادة والمرونة والاستدامة، وصحة السكان. د. عبد اللطيف الخال:خبرات كبيرة في تقوية الأنظمة الصحية أثناء الوباء أكد الدكتور عبد اللطيف الخال، نائب رئيس الإدارة الطبية بمؤسسة حمد الطبية، أن دولة قطر اكتسبت خبرة كبيرة في تقوية الأنظمة الصحية من خلال تعاملها مع الوباء أثناء جائحة كورونا، وأيضا استضافتها لبطولة كأس العالم فيفا قطر «2022»، التي يمكن استعراضها لكي يستفيد منها كل مشارك في النسخة العاشرة لمنتدى الشرق الأوسط للجودة والسلامة في الرعاية الصحية، الذي يعتبر أكبر مؤتمر من نوعه في المنطقة مخصص لجودة الرعاية الصحية، منوها بأن أهميته تكمن في انعقاده بعد انقطاع دام لثلاث سنوات بسبب الجائحة.

وأشار د. الخال إلى أن فعالية منتدى الشرق الأوسط تختلف عن سابقتها في ظل وجود مشاركة فعلية بمقر المؤتمر لمجموعة من أبرز خبراء الرعاية الصحية الدوليين والمحليين، كما أن هنالك مشاركات مرئية لأكثر من «2500» شخص، بالإضافة إلى مشاركة عدد كبير من وزراء الصحة، إدراكا منهم لأهمية المنتدى في تطوير سلامة وجودة الخدمات الطبية التي تعتبر من الأولويات القصوى لوزارات الصحة في دول المنطقة والعالم ككل.

وتطرق د. الخال إلى موضوع القوة الكامنة في الأنظمة الصحية التي من خلالها تستطيع الاستجابة للتحديات والكوارث مثلما حدث في جائحة كورونا، التي تعتبر كارثة، وبالتالي يركز المؤتمر على تقوية الأنظمة الصحية للتعامل مع الكوارث، بالإضافة إلى تحسين الخدمات الصحية والرعاية اليومية للمرضى وسلامتهم، مشددا على ضرورة التعلم من الكارثة التي مررنا بها، بحيث تكون الأنظمة الصحية قوية بما فيه الكفاية، ويوجد فيها الكثير من المرونة للتعامل مع أي كارثة قد تحدث في المستقبل سواء أن كانت جائحة أو غيرها. وزير الصحة المصري: تجربة قطر متميزة خلال المونديال قال سعادة الدكتور خالد عبد الغفار وزير الصحة المصري إن المنتدى له أهمية كبيرة جدا لأنه يركز على الكثير من مجالات الصحة وتحديدا مجال الجودة والأمان للمرضى وهما قضيتان في غاية الأهمية لجميع المجتمعات، وذلك لأن الخدمات الصحية لم تعد معنية فقط بالتعامل مع المرضى ولكنها تركز أيضا بشكل كبير على محاولة تجنب المرض من خلال الوقاية وهو أحد محاور المنتدى الذي يركز على الاهتمام بالشخص قبل الاهتمام بالمرض نفسه.

وأضاف في تصريحات على هامش المنتدى إنه من هذا المنطلق فإن التركيز على الجودة في الأداء وفى نفس التوقيت الحفاظ على صحة المريض وأمان الخدمات الصحية المقدمة، موضحا أن محاور المنتدى جميعها مهمة جدا وهناك جلسات تركز على أهمية مرونة الأنظمة الصحية للتعامل مع أي جوائح أو كوارث طبيعية مثل كوفيد-19 أو الزلازل والفيضانات وما يطرأ عنها من أزمات صحية، مشيرا إلى أن دول العالم عانت من أزمة كوفيد-19 ومن المؤكد أن هناك دروسا مستفادة من هذه الأزمة.

وأوضح أن المنتدى له أهمية كبيرة أيضا في كيفية إعداد القادة ليس على مستوى متخذي القرار ولكن كل مسؤول في الرعاية الصحية من رئيس قسم لمدير طبي إلى أعلى المستويات في المنظومة الصحية بما يسهم في النهاية في تهيئة الجميع للاستعداد لمواجهة أي أزمات أو كوارث صحية.

وأشاد وزير الصحة المصري بالتجربة القطرية في التعامل مع أزمة كوفيد-19 وكذلك في توفير الرعاية الصحية خلال مونديال كأس العالم الماضي موضحا أنها تجارب ناجحة ونماذج متميزة في كيفية التعامل مع الأحداث العالمية التي تتضمن تحديات كبيرة والتي استطاعت دولة قطر أن تتعامل معها بشكل أكثر من رائع نتيجة مجهود كبير خلال السنوات الماضية قبل كوفيد-19 وقبل مونديال كأس العالم. ناصر النعيمي: الإستراتيجية الوطنية تهتم بـ «القيادة المرنة» قال ناصر سعيد النعيمي نائب الرئيس لقطاع الجودة مدير معهد حمد لجودة الرعاية الصحية والرئيس المشارك لمنتدى الشرق الأوسط للجودة وسلامة المرضى الذي تُنظمه مؤسسة حمد الطبية بالتعاون مع معهد تطوير الرعاية الصحية في الولايات المُتحدة الأمريكية، إن المنتدى يشهد مشاركة واسعة.

وأضاف: يشارك، افتراضياً، مختصون من قطاع غزة بدولة فلسطين الشقيقة في أعمال المؤتمر، وهي أول مشاركة فلسطينية في أعمال المنتدى، وهم 30 شخصا من الأطباء والممرضين والإداريين العاملين في مستشفى «صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني للتأهيل والأطراف الاصطناعية في قطاع غزة».

وأشار إلى أن 20 دولة تشارك في فعاليات المنتدى، وأن من بين الدول الخليجية المشاركة المملكة العربية السعودية، ودولة الامارات العربية المتحدة، ودولة الكويت، وسلطنة عمان، وأن المنتدى يضم 3000 مشارك، سواء كان حضورياً أو افتراضياً.

وتابع: شهد المنتدى مشاركة من عدد من الوزراء، وأبدوا رضاهم الكامل عما رأوه مما توفره دولة قطر من خدمات بالقطاع الصحي، والتطور الذي تشهده هذه الخدمات، والسنة هي الأولى التي يكون بها جولات ميدانية ليرى المشاركون ما توفره الدولة من خدمات، حيث جرت هذه الجولات يوم الخميس الماضي، ليتعرف المشاركون على البرامج التطويرية التي وضعتها دولة قطر.

ونوه النعيمي بأن مشروع تحسين القيمة من بين المشروعات التي اطلع عليها المشاركين، وأن المشروع يتم العمل عليه منذ 4 سنوات، حيث بدأ في 3 أقسام، وانتهى في مستشفى القلب ككل، ليعتبر المستشفى الوحيد في الشرق الأوسط المحسن للقيمة بشكل كامل.

ولفت إلى أنه تم البدء في 55 قسم بمستشفيات المؤسسة، وبنهاية العام الجاري تصل إلى 200 قسم.

وأكد أن الجولات الميدانية شهدت عرضاً لتأهب دولة قطر خلال كأس العالم فيفا قطر 2022، سواء المتعلق بالاستعداد في الملاعب نفسها أو المستشفى الميداني أو الاستعداد المتعلق بالبنى التحتية الصحية، وغيرها من أوجه الاستعداد، وبما حققته دولة قطر من انجاز بعدم وقوع أي خطأ من الناحية الطبية خلال الحدث العالمي.

ولفت النعيمي إلى أن برنامج عمل المنتدى يشهد مشاركة مجموعة من أبرز خبراء الرعاية الصحية الدوليين والمحليين، ويضم أكثر من 12 مُتحدثًا من معهد الجودة العالمي «IHI»، ويناقش موضوع قدرة منظومة الرعاية الصحية على التكيف في الظروف الاستثنائية، من خلال خمسة مسارات تعلم تشمل علوم التحسين، والرعاية المتمحورة حول المريض، وتحسين السلامة والقيمة وتدفق الخدمات، والقيادة والمرونة والاستدامة، وصحة السكان.

وأضاف النعيمي: إن المُنتدى ركز على فئات خاصة تهتم بها استراتيجية قطر الوطنية للصحة ومن هذه الفئات كبار السن، كما ركزت المُحاضرات أيضًا على أحدث أساليب القيادة المرنة للاستجابة للمتطلبات المتغيرة للنظام الصحي، بالإضافة إلى تنظيم معرض طبي على هامش المنتدى يضم 98 بوسترًا لخمسة مسارات وهي علوم التحسين، والرعاية المُتمحورة حول المريض، وتحسين السلامة والقيمة وتدفق الخدمات، والقيادة والمرونة والاستدامة، وصحة السكان. بروفيسور أبو سمرة:زيارات تفتيشية مفاجئة لضمان الجودة قال البروفيسور عبد البديع أبو سمرة-رئيس إدارة الطب الباطني ومدير الجودة ومدير المعهد الوطني للسكري والسمنة وأمراض الأيض بمؤسسة حمد الطبية- «إن منتدى الشرق الأوسط للجودة والرعاية الصحية 2023، يناقش الجودة في مجال الخدمات الطبية، والجودة علم جديد دخل في المجال الطبي، وبات مطلبا أساسيا فجودة الخدمة الطبية وحماية المريض جزء من التعليم والتدريب الطبي، الأمر الذي تطلب تأسيس قسم خاص للجودة، كما أن هناك فريقا يقوم بالبحث والتقصي عن الخدمات المقدمة بهدف توفير الرعاية الطبية والحماية اللازمتين للمريض خلال فترة تواجده بالمنشأة الصحية، وأضاف: يقوم الفريق بإجراء زيارات تفتيشية مفاجئة للتأكد من الإجراءات المتبعة لضمان الجودة.

وأشار البروفيسور أبو سمرة في حديثه إلى أنَّ جائحة فيروس كورونا «كوفيد-19»، جاءت ترجمة لمعايير الجودة على أرض الواقع، -فعلى سبيل المثال لا الحصر- توسعت مؤسسة حمد الطبية من خلال استحداث غرف للعناية المشددة لم تكن بهذا العدد قبل الجائحة فغرف العناية المشددة كانت 60 غرفة على مستوى الدولة، أما خلال الجائحة فقد تراوح العدد ما بين 300-400 غرفة، فالتوسع يتطلب أيضا دراسة معايير الجودة على كافة المستويات.