اخبار قطر
موقع كل يوم -الخليج أونلاين
نشر بتاريخ: ٢٩ تموز ٢٠٢٥
لندن - الخليج أونلاين
سبق لقطر أن استضافت عدداً من الفعاليات الرياضية، أبرزها نهائيات كأس العالم 2022 وبطولة العالم لكرة اليد 2015، وبطولة العالم لألعاب القوى 2019.
في مشهد بات مألوفاً في العقد الأخير، تعود قطر من جديد إلى واجهة الأحداث الرياضية الكبرى، بعد أن أعلنت رسمياً ترشحها لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية والبارالمبية لعام 2036.
وإذا نجحت فستكون قطر أول دولة عربية وإسلامية تحظى بهذا الشرف، وسط منافسة شرسة مع مدن عالمية كبرى.
وسبق أن أثبتت قطر للعالم قدرتها على تنظيم أحد أنجح نسخ كأس العالم عام 2022، خلال الشتاء في سابقة تاريخية وقد يعاد طرح هذا النموذج للأولمبياد.
رؤية شاملة
والأربعاء (23 يوليو) أعلنت اللجنة الأولمبية القطري تشكيل لجنة ملف الترشح لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية والبارالمبية لعام 2036، برئاسة الشيخ جوعان بن حمد آل ثاني، رئيس اللجنة الأولمبية القطرية.
وبحسب بيان اللجنة الأولمبية القطرية،ستشغل الشيخة هند بنت حمد آل ثاني نائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر، منصب نائب رئيس اللجنة، في خطوة تعكس تكاملاً بين الخبرات الرياضية والتعليمية والتنموية، لضمان توافق المشروع مع تطلعات المجتمع القطري ومبادئ الحركة الأولمبية.
ويتمتع الشيخ جوعان بن حمد بحضور دولي بارز في مؤسسات الحركة الأولمبية، إذ يشغل منصب النائب الأول لرئيس اتحاد اللجان الأولمبية الوطنية (ANOC)، ونائب رئيس الاتحاد عن قارة آسيا، إضافة إلى عضويته في لجنة Olympism365 التابعة للجنة الأولمبية الدولية، ومساهمته في تأسيس مؤسسة اللاجئين الأولمبية بالتعاون مع اللجنة الأولمبية الدولية.
كما تضم لجنة الملف -وفق البيان- نخبة من الخبراء في مجالات الرياضة والتعليم والتخطيط الحضري والاستدامة، بهدف إعداد ملف استضافة متكامل يعتمد على الجاهزية الفنية والتأثير المجتمعي العالمي، بما يعكس طموحات قطر ويجسد القيم الأولمبية في التميز والصداقة والاحترام.
وسبق أن أكد رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني (الثلاثاء 22 يوليو)، أن ترشح اللجنة الأولمبية القطرية رسمياً لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية والبارالمبية لعام 2036 يمثل محطة جديدة في مسيرة قطر الرياضية، ويعكس مكانتها المتقدمة على الساحة الدولية.
كما أوضح أن نيل شرف استضافة هذا الحدث سيجعل قطر أول دولة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تنظم الأولمبياد، بحسب وكالة الأنباء القطرية 'قنا'.
ولفت رئيس وزراء قطر إلى أن بلاده تستند إلى سجل حافل في تنظيم أكبر البطولات، وعلى رأسها كأس العالم FIFA قطر 2022، التي وصفها المجتمع الدولي بأنها الأفضل في تاريخ البطولة.
وأشار إلى أن ملف الترشح القطري يجسّد رؤية شاملة تتجاوز البعد الرياضي، إلى جانب تعزيز التقارب بين الشعوب ودعم التنمية المستدامة، ضمن مبدأ 'الرياضة من أجل السلام'، الذي يُعد من ركائز رؤية قطر الوطنية 2030.
كما شدد على أن قطر تمتلك منشآت رياضية متطورة، وبنية تحتية عالمية، وخبرات تنظيمية تؤهلها لتقديم نسخة ملهمة من الأولمبياد، في بيئة آمنة ومتنوعة ترحب بالعالم وتحتفي بثقافاته.
وأكد أن الترشح يتكامل مع استراتيجية التنمية الوطنية الثالثة، بما يعزز الهوية الوطنية، ويرسّخ الحضور الدولي لدولة قطر عبر مسارات مستدامة وطموحة.
عاصمة الرياضة العالمية
وسبق لقطر أن استضافت عدداً من الفعاليات الرياضية، أبرزها نهائيات كأس العالم 2022، وبطولة العالم لكرة اليد 2015، وبطولة العالم لألعاب القوى 2019، إضافة إلى بطولة العالم للألعاب المائية 2024، وبطولة العالم لتنس الطاولة 2025، ودورة الألعاب الآسيوية عام 2006، وغيرها.
ويأتي هذا الترشح تأكيداً لما تضمنته 'رؤية قطر الوطنية 2030' من التزام ببناء مجتمع متطور يحقق التوازن بين التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، ويضع الإنسان في صلب أولوياته، من خلال استثمار الرياضة كأداة للتنمية، وتعزيز التفاهم العالمي.
كما يجسد أحد توجهات استراتيجية التنمية الوطنية الثالثة، التي تركز على ترسيخ الهوية الوطنية، وتحفيز المشاركة المجتمعية، وتعزيز حضور قطر في المحافل الدولية من خلال مسارات مستدامة ومتكاملة.
وكانت اللجنة الأولمبية القطريةتقدمت رسمياً بطلب إلى اللجنة الأولمبية الدولية للانضمام إلى 'الحوار المتواصل'وغير المُلزِم، حول استضافة إحدى النسخ المقبلة من دورة الألعاب الأولمبية والبارلمبية، اعتباراً من نسخة العام 2032.
كما أن ترشيح قطر لاستضافة أولمبياد 2036 يأتي امتداداً لرؤية مدروسة، لأن تصبح الدوحة 'عاصمة الرياضة العالمية'.
وسبق أن قال مصدر مطلع لـ'رويترز'، في ديسمبر 2022، إن الدوحة 'تشعر بقوة موقفها للغاية بعد النجاح الذي حققه المونديال؛ لأنه أكد قدرتهم على فعل ذلك'.
وأضاف: 'لقد استضافوا دورة الألعاب الآسيوية في عام 2006، وسوف يستضيفونها مرة أخرى في عام 2030.. كل البنية التحتية موجودة: الملاعب والمترو والمطار الجديد'.
كما سبق أن قال الدكتور عبد الله الخاطر، الخبير الاقتصادي، في تصريح لـ'الخليج أونلاين': إن 'إرث كأس العالم 2022 أدى دوراً محورياً في تعزيز مكانة قطر على خريطة السياحة العالمية، وجعل منها وجهة مفضلة لزوار من مختلف دول العالم، خاصة من دول مجلس التعاون الخليجي، التي شهدت ارتفاعاً ملحوظاً في عدد القادمين منها'.
كما قالجياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم 'الفيفا' أيضاً، في ديسمبر 2023: إن 'إرث مونديال قطرسيمتد لأجيال طويلة، واصفاً إياه بأفضل نسخة من كأس العام على الإطلاق'.
منافسة كبيرة
واعتمدت اللجنة الأولمبية الدولية (IOC) سياسة جديدة لاختيار المدن المستضيفة تُعرف باسم 'الحوار المستهدف' بدلاً من التقديم التنافسي التقليدي لاختيار الفائز بتنظيم مونديال 2036.
وبموجب هذه السياسية ستجري اللجنة حوارات سرية مع المدن المحتملة وتقييماً شاملاً لمعايير الاستضافة والتي تشملالبيئية، والبنية تحتية، والجدوى الاقتصادية.
ومن المرجح أن تعلن اللجنة الأولمبية الدولية المدينة الفائزة في عام2026 أو 2027، بعد انتهاء مرحلة 'الحوار المستهدف' الحالية.
وفي سباق المدن الطامحة لاستضافة أولمبياد 2036، تتقدّم مدينة أحمد آباد في الهند بثقة مدعومة برؤية حكومية كبرى ضمن مشروع 'الهند الجديدة'، الذي يطمح لتحويل البلاد إلى قوة رياضية وتنموية صاعدة.
أما إندونيسيا فتراهن على عاصمتها الجديدة 'نوسانتارا'، التي تروج لها كوجهة حضرية عالمية عبر ملف الأولمبياد.
في المقابل تُعيد إسطنبول التركية الكرة مجدداً، في محاولة تاريخية مستمرة منذ سنوات لاستضافة الحدث، مستندة إلى بنيتها التحتية المتطورة وتجربتها في الفعاليات الكبرى.
ومن أوروبا يبرز اقتراح 'راين-رور' الألماني، وهو تحالف مدن صناعية ورياضية يملك رصيداً قوياً من الخبرة الأولمبية، ويعتمد على نموذج لامركزي في التنظيم.
كما أبدت دول مثل أذربيجان، والمجر، وبولندا، ومصر، اهتماماً مبدئياً بتنظيم البطولة، لكن لم تقدم أي إعلان رسمي بذلك.