د. هادي أبو رشيد في حوار لـ «العرب»: اتفاقيات تعاون لمكافحة السرطان مع مؤسسات صحية أمريكية

استضافة قطر لكأس العالم ضاعفت من التعاون الدولي للجمعية

الاستفادة من خبرات الجمعية في تطوير قدرات جمعيات السرطان في الدول منخفضة ومتوسطة الدخل حول العالم

برامج تدريبية لتطوير قدرات العاملين في مجال مكافحة وعلاج المرض كشف الدكتور هادي محمد أبو رشيد المستشار العلمي ورئيس قسم التوعية بالسرطان والتطوير المهني والبحث العلمي بالجمعية القطرية للسرطان، أن الجمعية بصدد توقيع اتفاقيات تعاون مع مؤسسات صحية بالولايات المتحدة الأمريكية التي تقوم بعلاج مرضى السرطان القطريين، المحولين من قبل وزارة الصحة للعلاج خارج قطر عند الحاجة، وذلك لتقوم الجمعية بتقديم خدماتها للقطريين عند عودتهم لقطر بعد انتهاء العلاج.

وأشار أبو رشيد في حوار مع «العرب» إلى أن استضافة قطر لكأس العالم فيفا قطر 2022، ضاعفت من التعاون الدولي للجمعية، ومن ذلك الاستفادة من خبرات الجمعية في تطوير قدرات جمعيات السرطان في الدول منخفضة ومتوسطة الدخل حول العالم، من خلال إعداد برامج تدريبية يتم تنفيذها في قطر لتطوير العاملين بجمعيات السرطان في الدول منخفضة ومتوسطة الدخل حول العالم.

ونوه إلى تنظيم القطرية للسرطان لمؤتمر قطر الدولي لسرطانات الجهاز الهضمي نوفمبر المقبل، كما كشف عن عمل الجمعية مع مختلف الجهات على إعداد وإطلاق الإستراتيجية الوطنية للسرطان 2023 – 2026، موضحاً أن الإستراتيجية الوطنية تتناول العديد من الموضوعات الهامة على رأسها الرعاية المتكاملة للمتعايشين مع السرطان، إضافة إلى التعاون بإعداد الإستراتيجية الصحية الشاملة للسنوات المقبلة، والتي يجري العمل عليها من خلال عدة مؤسسات كجهاز التخطيط والإحصاء ووزارة الصحة العامة.

وأكد أن الجمعية تنظم عددا من النشاطات في شهر رمضان من بينها إنتاج برنامج «عوافي» الذي يعنى بالطبخ الصحي ويركز على أهمية الغذاء الصحي في الوقاية من السرطان، والرسائل التوعوية الموجهة للعمال مع وجبات الإفطار بالتعاون مع شركاء الجمعية.

كما كشف عن خطط القطرية للسرطان لتأسيس مكتب للجمعية في سدرة للطب، مشيراً إلى الشراكات المميزة التي تجمع الجمعية سواء بالتعليم الطبي المستمر أو تنظيم المؤتمرات أو دعم الأطفال المتعايشين مع السرطان، وكذلك البرامج المخصصة للتوعية بالسرطانات التي تصيب النساء.. وإلى نص الحوار: حدثنا عن آخر المستجدات في الجمعية القطرية للسرطان؟ يعتبر 2023 هو عام التعاون والشراكات سواء على المستوى المحلي والعربي أو الإقليمي والدولي، حيث فتحت استضافة قطر لكأس العالم في 2022 آفاقا أوسع أمام الجمعية القطرية للسرطان لمزيد من التعاون الخليجي من خلال الاتحاد الخليجي لمكافحة السرطان، والعربي من خلال فكرة تأسيس الاتحاد العربي لمكافحة سرطان الثدي، والذي بدأ تأسيسه في الجزائر، فضلاً عن تحالفات إقليمية للوقاية من سرطان عنق الرحم والتوعية بلقاح فيروس الورم الحليمي البشري، وأخرى دولية في مجال علاج سرطانات الأطفال وكذلك الكشف المبكر.

الجمعية أيضاً بصدد توقيع اتفاقيات تعاون مع مؤسسات صحية بالولايات المتحدة الأمريكية التي تقوم بعلاج مرضى السرطان القطريين الذين يتم تحويلهم من قبل وزارة الصحة للعلاج خارج دولة قطر عند الحاجة وذلك لتقوم الجمعية بتقديم خدماتها للقطريين عند عودتهم لقطر بعد انتهاء العلاج.

ويمكننا القول إن استضافة قطر لكأس العالم ضاعفت من التعاون الدولي للجمعية مع الكثير من الجهات حول العالم لاسيما الاستفادة من خبرات الجمعية في تطوير قدرات جمعيات السرطان في الدول منخفضة ومتوسطة الدخل حول العالم من خلال إعداد برامج تدريبية يتم تنفيذها في قطر لتطوير كوادر العاملين في هذه الدول للاستفادة من خبراتنا في مجال التوعية والكشف المبكر ودعم المرضى والتطوير المهني للعاملين في المجال الصحي. هل من فعاليات تخططون لتنظيمها خلال العام الجاري؟ بالتأكيد، فهذا العام سوف يشهد تنظيم مؤتمر قطر الدولي لسرطانات الجهاز الهضمي نوفمبر المقبل، بمشاركة متخصصين محليين وإقليميين ودوليين وبالتعاون مع عدد من المؤسسات المحلية كمؤسسة حمد الطبية ومؤسسة الرعاية الصحية الأولية بالإضافة للمؤسسات الصحية الإقليمية والدولية، كما ستشارك الجمعية بالتعاون مع جامعة الدوحة للعلوم والتكنولوجيا في مؤتمر خاص بالتطورات التقنية المرتبطة بالكشف المبكر والوقاية من السرطان تحت مظلة الوكالة الدولية لأبحاث السرطان، وهي اليد المنفذة لمنظمة الصحة العالمية فيما يتعلق بأبحاث السرطان، وبمشاركة متحدثين من دول المنطقة والعالم. ماذا عن دور الجمعية في إطلاق الإستراتيجية الوطنية للسرطان؟

منذ العام الماضي تعمل الجمعية جنباً إلى جنب مع وزارة الصحة العامة وغيرها من الجهات المعنية، لإعداد وإطلاق الإستراتيجية الوطنية للسرطان 2023 – 2026 التي سوف تتناول العديد من الموضوعات الهامة على رأسها الرعاية المتكاملة للمتعايشين مع السرطان مثل الدعم النفسي والمجتمعي إلى جانب الرعاية الطبية، ونود التأكيد هنا على أن رحلة التعايش مع السرطان لا تقتصر فقط على الأدوية والجراحة والأمور الطبية فحسب وإنما ترتبط بصورة وثيقة بالكثير من الأمور أهمها نظرة المجتمع تجاه مرض السرطان وكذلك التوعية المجتمعية التي نعمل جاهدين على تطوير أساليبها في مختلف المنصات لاسيما الإعلامية. حدثنا عن تعاون الجمعية مع المؤسسات الصحية بالدولة؟ تزخر الجمعية بالعديد من الشراكات مع مختلف مؤسسات الدولة العاملة بالقطاع الصحي، سواء وزارة الصحة العامة أو مؤسسة حمد الطبية أو مؤسسة الرعاية الصحية الأولية، من أجل توحيد الجهود المرتبطة بالتوعية وعلاج السرطان، ونحن مشاركون في التوعية الشهرية بأنواع السرطان المختلفة، ضمن خطط وزارة الصحة العامة، والمقررة على أساس الاحتياجات التوعوية لدولة قطر، على حسب السرطانات الأكثر شيوعاً.

أيضاً هناك تعاون فيما يتعلق بإعداد الإستراتيجية الصحية الشاملة للسنوات المقبلة والتي يجري العمل عليها من خلال عدة مؤسسات كجهاز التخطيط والإحصاء ووزارة الصحة العامة، فضلاً عن التعاون مع

مؤسسة حمد الطبية في مجال دعم المتعايشين مع السرطان، ونحن الآن بصدد تنفيذ مجموعة من المشروعات المشتركة، كما أن هناك تعاونا مع مؤسسة الرعاية الصحية الأولية في مجال توعية المجتمع وبرامج الكشف المبكر. من الملاحظ أن الجمعية تولي اهتماماً كبيراً بالكشف المبكر عن السرطان.. حدثنا عن هذا الجانب؟ التوعية بالسرطان وطرق الوقاية منه والكشف المبكر عنه من الأهداف الرئيسية التي تسعى الجمعية إلى تحقيقها منذ إنشائها في عام 1997، لذلك تحرص الجمعية بشكل دوري على تدشين حملات توعوية تعنى بالكشف المبكر تستهدف كافة الفئات المجتمعية باستخدام كافة القنوات والوسائل المباشرة وغير المباشرة كما تحرص الجمعية على التعريف بالبرنامج الوطني للكشف المبكر عن السرطان وأهميته. حدثنا عن دوركم في خطط تدريب الكوادر الطبية بالدولة؟ بناء قدرات العاملين في مجال الرعاية الصحية الأولية من أولويات الجمعية وضمن أهدافها الرئيسية، لما له من انعكاسات كبيرة على جودة الرعاية المقدمة لمرضى السرطان، ومن هذا المنطلق حرصت الجمعية على إطلاق برامج مستدامة لبناء قدرات جميع العاملين في قطاعات الدولة الصحية بالتعاون مع مؤسسة حمد الطبية ومؤسسة الرعاية الصحية الأولية وغيرها من الجهات المتخصصة. ماذا عن برامج الجمعية القطرية للسرطان في شهر رمضان؟

خطة الجمعية لشهر رمضان كل عام حافلة بالبرامج والفعاليات التي تخدم أهدافها ومن أبرزها، إنتاج برنامج «عوافي» الذي يعنى بالطبخ الصحي ويركز على أهمية الغذاء الصحي في الوقاية من الأمراض لاسيما السرطان، ويعرض يومياً على قناة الريان الفضائية خلال الشهر الفضيل، وهناك كذلك برامج توعوية تستهدف فئة العمال من خلال رسائل ورقية توعوية تقدم لهم مع وجبات الإفطار بالتعاون مع شركائنا للوصول لأكبر عدد ممكن من العمال خلال شهر رمضان.

تحرص الجمعية أيضاً كل عام على تنظيم «إفطار الأمل» للمتعايشين مع السرطان وذويهم، كما سيتم تنظيم «غبقة» للمرة الأولى بالتعاون مع أحد المستشفيات الأمريكية حيث سيتم توقيع اتفاقية تعاون معهم على هامش الفعالية، وسيحضرها المتعايشون مع السرطان الذين تم علاجهم في الولايات المتحدة الأمريكية سعياً من الجمعية لتأسيس برامج لمجموعات دعم للمصابين بالسرطان من المواطنين. حدثنا عن دور مكتب الجمعية في المركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان؟ الجمعية القطرية للسرطان لديها مكتب في المركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان هو مكمل لدور الجمعية في إيصال المعلومات الصحيحة عن عمل الجمعية وتوضيح رؤيتها والمساهمة في توصيل رسالتها للمتعايشين مع السرطان (المرضى والناجين وأسرهم) وللمجتمع القطري بأكمله، كما يسهل على المرضى وأسرهم تلبية احتياجاتهم من خلال تقديم الدعم المعنوي والمجتمعي وتوضيح الإجراءات المطلوبة لتقديم الدعم المادي، فضلاً عن إقامة أنشطة وفعاليات تخدم المرضى وأسرهم بهدف التعريف بخدمات الجمعية التي يمكن تقديمها لصالحهم ودعمهم ماديا ومعنويا ومساعدتهم على التعايش مع المرض بالإضافة لتوعيتهم والإجابة عن استفساراتهم وكذلك الرد على تساؤلات مقدمي الرعاية الصحية في المستشفى من أطباء وممرضين وأخصائيي الأشعة والأخصائيين الاجتماعيين، والمشاركة في توعية المجتمع بشكل عام من خلال توزيع المطويات والمطبوعات التوعوية، ويعتبر مكتب الجمعية في المركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان حلقة الوصل بين قسم الخدمة الاجتماعية في المستشفى والجمعية لتسهيل معاملات دعم المرضى. هل تخططون لزيادة عدد مكاتبكم؟

نعم.. فمن المخطط أن يتم تأسيس مكتب للجمعية في سدرة للطب، خاصةً في ظل الشراكات المميزة التي تجمعنا بها في عدد من النواحي سواء في التعليم الطبي المستمر أو تنظيم المؤتمرات أو دعم الأطفال المتعايشين مع السرطان، كما أن لنا تعاونا أيضاً مع قسم النساء لديها للوقاية من سرطانات عنق الرحم والتوعية بلقاح فيروس الورم الحليمي البشري، كما تم إنتاج فيديوهات توعية مشتركة.