يزورها أمير قطر.. كيف تحولت آسيا الوسطى وجهة لاستثمارات الدوحة؟

سلمى حداد - الخليج أونلاين

أوزبكستان، وتركمانستان، وطاجكستان، وكازاخستان.

توسيع استثماراتها وأعمالها التجارية ضمن استراتيجيتها لتنويع اقتصادها.

تواصل قطر مد جسور علاقاتها الاقتصادية مع دول العالم ضمن استراتيجيتها لتنويع إيراداتها الحكومية وتوسيعها في إطار التوجه العالمي للتخلي عن الوقود الأحفوري؛ المصدر الأساسي للدخل العام بدول الخليج العربي.

وضمن هذه المساعي عملت قطر، خلال السنوات الماضية، على توسيع علاقاتها مع دول آسيا الوسطى؛ لما تحظى به هذه البلدان من فرص اقتصادية واستثمارية مجدية ستعود بفائدة كبيرة على الجانبين.

ويتأكد عزم الدوحة وعواصم هذه الدول على توطيد العلاقات من خلال جولة يعتزم أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، القيام لها تشمل أوزبكستان وقرغيزيا وكازاخستان وطاجيكستان.

وبحسب الديوان الأميري القطري، يستهل الشيخ تميم جولته الآسيوية بدءاً من 5 يونيو، كما يشارك في منتدى أستانة الدولي خلال زيارته كازاخستان.

ووفق الوكالة، سيجري أمير قطر خلال الجولة مباحثات مع قادة هذه الدول وكبار المسؤولين فيها، تتناول سبل تعزيز علاقات التعاون، إضافة إلى مناقشة عدد من القضايا محل الاهتمام المشترك، وسط توقعات بأن يتم خلال الجولة التوقيع على اتفاقيات ومذكرات تفاهم مختلفة.

وفي سبتمبر الماضي، شاركت قطر في الاجتماع الوزاري المشترك الأول للحوار الاستراتيجي بين مجلس التعاون لدول الخليج العربية ودول آسيا الوسطى، الذي عقد بمقر الأمانة العامة للمجلس في الرياض.

واستعرض الاجتماع خطة العمل المشترك للحوار الاستراتيجي والتعاون بين دول الخليج وآسيا الوسطى بالمجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية والتعليمية والصحية والثقافية والإعلامية.

وشاركت في الاجتماع دول مجلس التعاون الست، وجمهوريات أوزبكستان، وتركمانستان، وطاجكستان، وكازاخستان، وقيرغيزستان.

كما عملت الدوحة، خلال السنوات والأشهر القليلة الماضية، على استكشاف الفرص الاستثمارية في هذه الدول الآسيوية من خلال زيارات متبادلة ولقاءات ثنائية بين رجال أعمال وشركات من القطاع الخاص.

أوزبكستان

تأسست العلاقات بين قطر وأوزبكستان في نوفمبر 1997، بالتوقيع على بروتوكول لإقامة العلاقات الدبلوماسية على مستوى السفراء، وتطورت خلال السنوات اللاحقة على مختلف الصعد.

‏وأحدث التطورات في علاقات البلدين كانت في 7 مايو الجاري، حيث ‎افتتح وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية، سلطان المريخي، مقر السفارة القطرية في العاصمة الأوزبكية طشقند.

وأجرى وزير الشؤون الخارجية القطري ووزير الخارجية الأوزبكي مباحثات على هامش افتتاح مقر السفارة، واستعرضا العلاقات الثنائية بين البلدين.

كما عقد البلدان الاجتماع الثالث للمشاورات السياسية بين البلدين برئاسة المريخي، ونائب وزير الخارجية الأوزبكي بهرام علاييف، على هامش زيارة الأول لطشقند.

وضمن توسع العلاقات بين البلدين والتوجه القطري لذلك، دعا وزير الاستثمار والصناعة والتجارة الأوزبكي لزيز كودراتوف، إلى إطلاق منتدى أعمال مشترك مع قطر في طشقند أو في الدوحة.

وجاءت هذه الدعوة خلال لقاء لزيز مع رئيس غرفة قطر الشيخ خليفة بن جاسم آل ثاني، في 8 مايو الجاري، في الدوحة.

واستعرض الجانبان الفرص الاستثمارية ومناقشة تسهيل تبادل الاستثمارات، وغيرها من الأمور التي تسهم في زيادة التعاون التجاري بين البلدين، حسب وكالة الأنباء القطرية الرسمية (قنا).

كما استُعرض 'مناخ الاستثمار في أوزبكستان والتطورات الإيجابية التي شهدها الاقتصاد الأوزبكي، خلال السنوات الأخيرة'.

ولفت الوزير الأوزبكي، في تصريحات على هامش اللقاء، إلى أن زيارته إلى الدوحة 'تهدف إلى تعزيز التعاون التجاري والاستثماري بين البلدين'، داعياً رجال الأعمال القطريين إلى الاستثمار في أوزبكستان.

وحول الفرص الاستثمارية المتاحة لقطر في أوزبكستان، قال نائب وزير الخارجية الأوزبكي فرقت صديقوف، في فبراير 2021، خلال زيارة أجراها للدوحة، إن بلاده تقع في موقع متميز في وسط آسيا، مما يجعلها بوابة مهمة لسوق تضم أكثر من 300 مليون مستهلك.

وأشار إلى أن قطاع الزراعة من أهم القطاعات التي تتميز بها أوزبكستان، التي تصدر 60% من منتجاتها الزراعية إلى دول آسيا وروسيا، لافتاً إلى أن هذا القطاع يمكن أن يجذب استثمارات قطرية خاصة في ظل اهتمام قطر بالأمن الغذائي.

وشدد على أن بلاده تمتلك موارد طبيعية وغازاً طبيعياً، مما يفتح المجال للشركات القطرية للاستثمار فيها، خصوصاً في قطاعات الطاقة والزراعة والأدوية والبنوك وصناعة الحلال وغيرها.

تركمانستان

في مارس 2023، شهدت الدوحة توقيع عدد من مذكرات التفاهم والاتفاقيات مع تركمانستان، في عدة مجالات.

جاء ذلك عقب مباحثات أجراها أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني مع رئيس تركمانستان سردار بيردي محمدوف، الذي أجرى آنذاك زيارة رسمية للدوحة.

وتضمنت الاتفاقيات مذكرة تفاهم لتشجيع وحماية الاستثمارات المتبادلة وتعزيزها.

ودعا الرئيس التركماني رجال الأعمال القطريين إلى الاستثمار في بلاده، لافتاً إلى وجود فرص للشركات القطرية للمشاركة في مشاريع مد الأنابيب الدولية للنفط والغاز، ومشاريع شبكات النقل، فضلاً عن مشاريع صناعة المنسوجات.

وذكر أن تركمانستان غنية بالموارد الطبيعية، وتسعى لاستغلالها بالشكل الأمثل، كما تتطلع إلى التعاون مع شركات كبرى في مجال النفط والغاز، مثل قطر للبترول.

واقترح الرئيس التركمانستاني تأسيس مجلس أعمال قطري تركمانستاني مشترك لتعزيز  الاستثمارات والتعاون التجاري بين البلدين.

كازاخستان

تعود العلاقات بين قطر وكازاخستان إلى نحو 30 عاماً تقريباً، حيث بدأت عام 1993 على مستوى عالٍ، وما زالت تنمو في عديد من المجالات.

وفي أكتوبر 2022، اجتمع النائب الأول لرئيس غرفة قطر محمد بن أحمد بن طوار الكواري، مع النائب الأول لمحافظ منطقة جامبول في كازاخستان، نورجان كالينديروف، خلال زيارة أجراها الأخير إلى الدوحة.

وتم خلال الاجتماع استعراض علاقات التعاون بين البلدين في المجالات التجارية والاقتصادية، ومناخ الاستثمار والفرص المتاحة في كل من قطر وكازاخستان، وإمكانية إقامة تحالفات وشراكات واستثمارات مشتركة.

واستعرض الجانب الكازاخي مناخ الاستثمار في بلاده، خاصة في منطقة جامبول التي تتميز بوفرة الفرص الاستثمارية في قطاعات متنوعة، مثل الصناعة، والصناعات الكيميائية، والطاقة المتجددة، والصناعات الغذائية، والزراعة، والمعادن.

وفي الشهر نفسه، شهد أمير قطر ورئيس كازاخستان، قاسم جومارت توكاييف، بالقصر الرئاسي 'آق أوردا' في أستانة، التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين البلدين.

وتتضمن الاتفاقيات، وفق بيان للديوان الأميري القطري، اتفاقية بشأن التشجيع والحماية المتبادلة للاستثمارات، ومذكرة تفاهم في مجال التجارة، فضلاً عن عدد من الاتفاقيات بين شركات القطاع الخاص في قطر ونظيرتها بكازاخستان.

طاجكستان

تحتل قطر الريادة العربية في تطور المشروعات الاستثمارية في طاجكستان، حسب تصريحات سابقة لسفير الدولة الآسيوية لدى الدوحة، خسرو صاحب زاده، في أغسطس من العام 2021.

ويبلغ حجم الاستثمارات القطرية في طاجكستان، حتى نهاية العام 2021، نحو 62 مليون دولار، حسب بيانات رسمية نشرتها سفارة طاجكستان لدى الدوحة.

وتملك طاجكستان عديداً من الفرص الاستثمارية التي طرحها السفير صاحب زاده، في تصريحات صحفية متفرقة له خلال العام الماضي، ومنها الاستثمارات بمشاريع الطاقة الكهرومائية، والزراعة، والصناعات المختلفة، من بينها الصناعات الغذائية والتعدين والتكرير العميق للفواكه والخضراوات والمعادن والأحجار الكريمة، وإنتاج المنتجات النهائية من المواد الخام.

وتقدم طاجكستان أكثر من 240 نوعاً من التسهيلات والامتيازات التي تتعلق بالاستثمار وتوريد التكنولوجيا الحديثة، وإنتاج وتصدير منتجات الصناعات المختلفة، ودعم وضمان تطوير ريادة الأعمال والتجارة.

وتعتبر طاجكستان مصدراً رخيصاً لإنتاج الطاقة الكهرمائية بسبب وفرة الأنهار، وتصل القدرة الإنتاجية للطاقة المتجددة من الأنهار إلى 727 مليار كيلوواط سنوياً.

وهذه الموارد الضخمة تمثل فرصة مثالية لأن الدولة تستغل 5% فقط من تلك القدرة الإنتاجية.

كما أن جبال طاجكستان بها معادن مهمة؛ منها الأحجار الكريمة مثل الياقوت والزبرجد والياقوت الزابخشاني والذهب والفضة والمعادن النفيسة الأخرى.

وكل تلك الثروات تحتاج إلى استثمارات وأموال من أجل استخراجها وتهيئة البنية التحتية الضرورية لتلك المشروعات، حسب تصريحات السفير صاحب زاده التي نقلتها وكالة الأنباء القطرية (قنا).