اخبار قطر
موقع كل يوم -الخليج أونلاين
نشر بتاريخ: ٨ تشرين الثاني ٢٠٢٥
كامل جميل - الخليج أونلاين
الخبير الاقتصادي أحمد عقل:
- التعاون بين قطر وعُمان في المجال السياحي يمثل خطوة استراتيجية لتعزيز التكامل السياحي الخليجي.
- الاتفاق سيسهم في ابتكار منتجات سياحية جديدة قادرة على المنافسة في الأسواق العالمية.
- البلدان يجمعهما تاريخ مشترك وعلاقات متينة وروابط ثقافية واجتماعية قوية.
تؤكد الاتفاقية التي وقعتها مؤسستان قطرية وعُمانية أخيراً في المجال السياحي، أن المشهد السياحي في الخليج أمام مرحلة جديدة من الوعي الجماعي، لا سيما أنه يأتي في زمنٍ يشهد تقاطع المصالح الاقتصادية مع الملامح الثقافية.
الأربعاء (5 نوفمبر الحالي) أعلنت هيئة قطر للسياحة أن منصتها 'Visit Qatar' أبرمت مع 'Experience Oman' الذراع الترويجية لوزارة التراث والسياحة في سلطنة عُمان، شراكة استراتيجية جديدة تهدف إلى تعزيز التعاون السياحي الإقليمي والترويج للسفر متعدد الوجهات بين دولة قطر وسلطنة عُمان.
بموجب هذه الشراكة الاستراتيجية ستعمل 'Visit Qatar' و'Experience Oman' على تطوير باقات سياحية متكاملة ومبادرات ترويجية مشتركة.
تهدف هذه الباقات إلى تشجيع الزوار من الأسواق الدولية الرئيسية، لا سيما من آسيا وأوروبا، على استكشاف الوجهتين في رحلة واحدة، وستُعد إيطاليا وإسبانيا والصين أسواقاً تجريبية لتطبيق مفهوم التعاون المشترك.
الشراكة ستشمل:
تنظيم جولات ترويجية مشتركة.
المشاركة الموحدة في أبرز الفعاليات والمعارض السياحية الدولية.
التعاون مع كبرى شركات السياحة والسفر؛ لتطوير وتسويق باقات مشتركة للوجهتين.
تعكس هذه الشراكة التزام البلدين المشترك بتعزيز الروابط السياحية الإقليمية، وزيادة أعداد الزوار، وتسليط الضوء على منطقة الخليج كوجهة موحدة وعالمية المستوى.
وتسعى 'Visit Qatar' و'Experience Oman' من خلال الشراكة إلى تعزيز فرص التسويق المشترك، وتحسين سبل الربط السياحي،ما يسهم في ترسيخ مكانة المنطقة كوجهة مفضلة للمسافرين العالميين الباحثين عن التجارب الفريدة.
ما يلفت النظر في هذا التعاون أنه يتجاوز الجانب الاقتصادي البحت؛ فالمبادرة تشير إلى أنها محاولة لإعادة تعريف السياحة الخليجية بوصفها جسراً ثقافياً يمتد من شواطئ الخليج العربي إلى الأسواق الأوروبية والآسيوية.
دولة قطر تحوّلت خلال سنوات قليلة، من وجهة اقتصادية بالدرجة الأولى إلى منصة سياحية وثقافية عالمية.
وفقاً لموقع مكتب الاتصال الحكومي، فإن السياحة تُعدّ 'ركيزة أساسية من ركائز الاقتصاد القطري' وتعمل كمحفّز لتنويع الاقتصاد الوطني وتعزيز مشاركة القطاع الخاص.
تحتضن الدولة اليوم مزيجاً فريداً يجمع بين الأصالة الثقافية والمنجزات العصرية، ما يجعلها مقصداً مناسباً للزوار من مختلف الأعمار.
في عام 2024، تجاوز عدد الزوّار الدوليين إلى قطر خمسة ملايين زائر، مسجّلاً نمواً بنسبة نحو25% مقارنة بعام 2023.
بلغ إنفاق السائحين في الدولة نحو 40 مليار ريال قطري، وهو ارتفاع بنحو 38% عن العام السابق.
مساهمة قطاع السياحة في الناتج المحلي الإجمالي بلغت نحو 8% في 2024، بعدما ارتفعت القيمة إلى 55 مليار ريال.
العوامل التي تدعم نمو القطاع
تقف سلطنة عُمان اليوم عند مفترق تحول في طموحها السياحي؛ فهي لا تسعى فقط لاستقبال الزوَّار، بل إلى تقديم تجربة استثنائية تدمج بين التاريخ العريق، والطبيعة الساحرة، والضيافة العمانية الأصيلة.
تشكّل المقومات التراثية والطبيعية في عُمان نواة هذا الطموح؛ من القلاع والحصون إلى الشواطئ والجزر، ومن الأسواق التقليدية إلى واحات الجبال.
وفقاً لوكالة الأنباء العُمانية، يُعدّ توسّع حركة السياحة في عُمان مؤشّراً على تلك الرغبة في التحول، حيث ارتفع عدد السياح الدوليين بنسبة 172% في 2022.
من أبرز العوامل التي تجعل عُمان وجهة فريدة:
تضاريس متنوعة تشمل سواحل تمتد على بحر العرب، وجبال شبه الجزيرة العربية، وصحارى وكهوف وأودية.
تراث معماري وتاريخي غنيّ يشمل القلاع، والحصون، والأسواق التقليدية، والمواقع التاريخية.
سهولة الوصول والسياسات الداعمة؛ مثال إعفاء مواطني 103 دول من تأشيرة الدخول المسبقة، ما يسهل حركة الزوار نحو السلطنة.
مع تنفيذ رؤية 'عُمان 2040'، يبدو أن السياحة ستبقى من القطاعات الرئيسة في التحوّل الاقتصادي للبلاد. إذ لا يُجارى القول بأن الوجهة العُمانية تعمل على أن تصبح 'وجهة سياحية شاملة' تتخطى فكرة السياحة الموسمية أو الترفيهية، إلى أن تكون 'تجربة ثقافية وتاريخية كاملة'.
الخبير الاقتصادي أحمد عقل، يرى أن الاتفاق السياحي بين قطر وسلطنة عُمان يمثل خطوة مهمة نحو تعزيز التكامل السياحي في منطقة الخليج، وخلق منتجات جديدة قادرة على المنافسة في الأسواق العالمية.
وأوضح عقل في حديثه لـ'الخليج أونلاين'، أن البلدين يجمعهما تاريخ طويل من العلاقات المتينة والعوامل المشتركة، مشيراً إلى أن أبرز ما يميّز التجربتين هو اختلاف الموقع والمناخ، وهو ما يخلق تنوعاً جاذباً للسياح.
وبحسب رأيه، يلفت عقل إلى أن قطر تمتلك تجربة سياحية تقوم على استضافة الأحداث الكبرى مثل كأس العالم والمؤتمرات الرياضية والاجتماعية، إضافة إلى التطور العمراني اللافت الذي تشهده الدوحة.
أما السلطنة -وفق عقل- فتتميز بطبيعتها الخلابة وطقسها المعتدل، ما يجعلها وجهة مفضلة لعشاق الهدوء والاستجمام.
ويرى الخبير أن دمج التجربتين القطرية والعُمانية يعني المزج بين الحداثة العمرانية والفعاليات الكبرى من جهة، والطبيعة والهدوء من جهة أخرى، مبيناً أن ذلك 'سيُنتج مزيجاً سياحياً فريداً قادراً على المنافسة مع الوجهات العالمية'.
وأشار إلى أن التشابه الكبير بين البلدين في اللهجة والعادات والتقاليد والقوانين يسهم في جعل السياحة المشتركة أكثر سلاسة، ويمنح الزائر شعوراً بالراحة والانتماء، عاداً 'البلدين يمثلان روحاً واحدة وهو ما يعزز ثقة السائح وتجربته الإيجابية'.
هذا التعاون يمكن أن يشكل نقطة انطلاق لتجربة خليجية موحدة تمتد لاحقاً إلى دول أخرى -يقول عقل- مشيراً إلى أن التنوع المناخي والحياتي بين دول المنطقة يشبه إلى حد ما، ما تتمتع به مناطق السياحة المتقدمة في أمريكا وأوروبا، ما يجعل المشروع بداية واعدة لجذب الزوار من الغرب.























