اخبار قطر
موقع كل يوم -مباشر
نشر بتاريخ: ١١ كانون الأول ٢٠٢٥
مباشر- ندى صلاح - منح الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، شركة 'إنفيديا' الإذن بتصدير رقائقها المتطورة 'H200' إلى الصين، مخففاً بذلك من إجراءات الحماية الأمنية القومية التي استمرت لسنوات. وبرغم تعهده بأن منتجات 'إنفيديا' الرائدة ستبقى محظورة، تتيح هذه الخطوة الصين الوصول إلى أشباه موصلات متقدمة بجيل كامل على الأقل عن أحدث تقنياتها.
ولا يقتصر قرار دونالد ترامب بالسماح لشركة 'إنفيديا' ببيع رقائق متطورة للصين على كونه تحولاً في السياسة التكنولوجية الأمريكية فحسب، بل يثير أيضاً تساؤلات حول مدى التزامه بتعزيز العلاقات مع الزعيم الصيني، شي جين بينغ، بحسب تقرير لوكالة 'بلومبرج'.
ويمكن تبرير هذا القرار بتعهّد ترامب بحماية الأمن القومي، وخلق فرص عمل أمريكية، والحفاظ على ريادة أمريكا في مجال الذكاء الاصطناعي في آنٍ واحد.
وتعكس هذه الفلسفة رأي جينسن هوانغ، الرئيس التنفيذي لشركة 'إنفيديا'، بأن حرمان بكين من الرقائق الأمريكية لا يساعد سوى الشركات الصينية مثل 'هواوي تكنولوجيز' على اللحاق بالولايات المتحدة.
ويُعدّ هذا القرار أحدث مثال على قيام ترامب بإدراج ضوابط الأمن القومي، التي كانت تُعتبر سابقاً من المحظورات في المحادثات التجارية، على طاولة المفاوضات مع الصين. وسيكون هذا التغيير المفاجئ اختباراً لكيفية تعامل الرئيس الأمريكي مع قضايا خلافية أخرى، مثل الاستثمارات الصينية في الولايات المتحدة، وحتى موقف أمريكا من تايوان، في ظل تصعيد بكين للضغوط على هذه الديمقراطية المتمتعة بالحكم الذاتي والتي تدّعي أنها تابعة لها.
والسؤال المهم، هل ستقبل الصين رقائق 'H200' أم سترغب في اقتناء 'بلاكويل' الأكثر تطوراً؟ فعندما خفف ترامب سابقاً القيود المفروضة على شريحة 'H200' الأقل تطوراً، استدعت السلطات في بكين شركة 'إنفيديا' لمناقشة المخاطر الأمنية المزعومة، في إشارة إلى المستوردين المحليين بضرورة تجنبها.
ويعزى قرار ترامب بالسماح ببيع رقائق 'H200' للصين إلى أن هذه الخطوة تنطوي على مخاطر أمنية، إذ تقدم شركة 'هواوي' بالفعل أنظمة ذكاء اصطناعي ذات أداء مماثل، وفقاً لمصدر مطلع على المداولات.
ويشير المصدر إلى هذه الخطوة ستمنح الولايات المتحدة ميزة التقدم بفارق ثمانية عشر شهراً على الصين من حيث ما يحصل عليه عملاء كل سوق من رقائق الذكاء الاصطناعي، مع احتفاظ المشترين الأمريكيين بحق الوصول الحصري إلى أحدث المنتجات.
وذكرت صحيفة 'فايننشال تايمز'، نقلاً عن مصدرين مطلعين لم يُكشف عن هويتهما، أن الجهات التنظيمية في بكين تدرس طرقاً للسماح بوصول محدود إلى 'H200'، مرجحين خضوع المشترين لإجراءات موافقة لتبرير عدم تلبية احتياجاتهم من قبل المنتجين المحليين.
وكانت قد فرضت الصين ضوابط تصدير على العناصر الأرضية النادرة، وهي خطوة شلّت مؤقتاً بعض المصانع الأمريكية وأجبرت ترامب على خفض الرسوم الجمركية، في تحدٍ لها على القيود الأمريكية المفروضة على رقائق أشباه الموصلات هذا العام.
ويرى اقتصاديو 'بلومبرج' أن قرار الولايات المتحدة بالموافقة على تصدير رقائق 'H200' من شركة 'إنفيديا' إلى الصين تحولاً جذرياً في سياسة الولايات المتحدة المتعلقة بالتكنولوجيا والرقابة على الصادرات، وقد يعيد تشكيل مسار الذكاء الاصطناعي في الصين.
وأثار قرار ترامب جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي الصينية، إذ يرى بعض المستخدمين أن الطلب علي رقائق 'H200' سيكون مرتفعاً نظراً لأدائها المتفوق مقارنةً بالمعالجات المحلية الرائدة. فيما أشار آخرون إلى استمرار المخاوف بشأن رقائق 'H200' من 'إنفيديا'، مثل الثغرات الأمنية ومخاطر الاعتماد على سلاسل التوريد الأمريكية.























