اخبار قطر
موقع كل يوم -الخليج أونلاين
نشر بتاريخ: ٢٦ أب ٢٠٢٥
عمر محمود - الدوحة - الخليج أونلاين
- الإعلامي القطري حسن المحمدي: البطولة ستسهم في تقديم صورة شاملة عن المجتمع القطري أمام الجماهير العربية
- المحلل الرياضي سليم محمد: استضافة كأس العرب تحت إشراف الفيفا عزز قيادة قطر الرياضية عربياً ودولياً
تتجه أنظار الجماهير الرياضية العربية إلى العاصمة القطرية الدوحة، مع نهاية العام الجاري، وتحديداً في شهر ديسمبر المقبل، حيث تنطلق منافسات بطولة كأس العرب 2025 بمشاركة 16 منتخباً تسعى إلى اعتلاء منصة التتويج.
وتستضيف قطر البطولة للمرة الثانية توالياً وسط استعدادها لمواصلة سلسلة نجاحاتها في استضافة كبرى الفعاليات الرياضية، لا سيما بعد أن منح الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) الدولة الخليجية شرف تنظيم نسختي البطولة المقبلتين عامي 2029 و2033، وسط توقعات بأن تحظى المنافسات بحضور جماهيري واسع، على غرار ما شهدته البلاد خلال مونديال 2022.
وتمثل بطولة كأس العرب واحدة من أبرز الفعاليات الرياضية التي تنعكس مباشرة على القطاع السياحي في دولة قطر، حيث نجحت في الجمع بين الإثارة الكروية والترويج للوجهات الثقافية والترفيهية، ما جعلها حدثاً رياضياً وسياحياً في آن معاً.
فمنذ انطلاق النسخة التي استضافتها الدوحة عام 2021 اتيحت الفرصة أمام الزوار العرب التعرف على معالم البلاد السياحية الشهيرة مثل كورنيش الدوحة، وسوق واقف، وجزيرة اللؤلؤة، ومتحف قطر الوطني ومتاحف مشيرب.
فعاليات ثقافية
كما ترافق البطولة فعاليات ثقافية متنوعة أبرزت التراث القطري، من العروض الشعبية والفنون الموسيقية، إلى المهرجانات والأسواق التقليدية التي شكلت إضافة نوعية للتجربة السياحية.
ومن المتوقع أن تشهد قطر تدفقاً كبيراً من الزوار خلال بطولة كأس العرب 2025، المقررة في الفترة من 1 إلى 18 ديسمبر، خاصة أن البطولة تأتي في وقت تشهد فيه البلاد نمواً ملحوظاً في قطاع السياحة، حيث استقبلت قطر أكثر من 2.6 مليون زائر دولي في النصف الأول من عام 2025، بزيادة قدرها 3% مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق.
ومنذ عام 2005، استضافت الدوحة أكثر من 176 حدثاً رياضياً رفيع المستوى، من ضمنها 101 حدث إقليمي و76 حدثاً دولياً، منها 50 فعالية جماعية إقليمية (مقابل 31 فعالية فردية)، و63 فعالية جماعية دولية (مقابل 32 فعالية فردية).
ولعل استضافة قطر لهذه الأحداث الرياضية العالمية والعربية تأتي تأكيداً لقدرتها على تنظيم واستضافة البطولات والفعاليات الكبرى مع وجود بنية تحتية متطورة تتفوق فيها على عديد من الدول، ما عزز مكانتها كوجهة رياضية عالمية، وأبرز مدى التزامها بتطوير القطاع الرياضي والترفيهي.
علاقة وثيقة
الدكتور سنيد المري، مدير إدارة الشؤون الرياضية في جامعة قطر، يؤكد أن بطولة كأس العرب تمثل بعداً عربياً مهماً، إذ جمعت منتخبات من مختلف الدول العربية في حدث تنافسي موحّد يعزز الهوية العربية المشتركة ويبرز وحدة الشعوب من خلال الرياضة.
ويضيف المري في حديثه لـ'الخليج أونلاين' أن اعتماد البطولة رسمياً من قبل الفيفا منحها شرعية دولية ورفع من مكانتها لتصبح جزءاً من منظومة البطولات الرسمية، مشيراً إلى أن هذا الاعتراف يعكس أهميتها كلاعب أساسي في المشهد الرياضي العالمي.
ويوضح أن البطولة في نسختها الماضية على المستوى القطري جاءت فرصة لتأكيد ريادة قطر الرياضية قبل استضافة كأس العالم 2022، وإبراز قدرتها على تنظيم حدث ضخم بمعايير عالمية.
ولفت الدكتور المري إلى أن البطولة كان لها أثر كبير على الجانب السياحي والترويجي لقطر، حيث جذبت آلاف الجماهير من مختلف الدول العربية، وساهمت في إبراز المعالم الثقافية والحضارية والبنية التحتية الحديثة، فضلاً عن ترويج التنوع السياحي في البلاد.
ويشير في نهاية حديثه إلى أن البطولة رسخت العلاقة الوثيقة بين الرياضة والسياحة، موضحاً أن الرياضة لم تعد مجرد منافسة، بل أصبحت أداة فاعلة لدعم الاقتصاد المحلي من خلال جذب الزوار وتعريفهم بالوجهة القطرية.
محطة بارزة
ويقول الإعلامي القطري حسن عبد الله المحمدي: 'بطولة كأس العرب التي استضافتها قطر عام 2021 تحت إشراف الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، مثلت محطة بارزة في التاريخ الرياضي العربي؛ لكونها أول نسخة تنظم رسمياً تحت المظلة الدولية'.
ويرى المحمدي في حديثه لـ'الخليج أونلاين' أن اعتماد البطولة من قبل الـ'فيفا' منحها 'وزناً عالمياً'، ورسّخ قيمتها على الساحة الكروية.
ونجحت النسخة الماضية من البطولة في إبراز الهوية الثقافية القطرية من خلال الفعاليات المصاحبة التي انتشرت على امتداد الدوحة، وفقاً لما يراه الإعلامي المحمدي، ويؤكد أن ذلك أسهم في تقديم صورة شاملة عن المجتمع القطري أمام الجماهير العربية.
وفي الجانب السياحي يوضح أن بطولة كأس العرب تمثل دفعة قوية لقطاع السياحة في قطر، حيث تستقطب جماهير من مختلف الدول العربية، وتتيح لهم فرصة استكشاف الوجه الحضاري والثقافي للبلاد.
وينوه الإعلامي القطري بأن استضافة الدوحة للفعاليات الرياضية الكبرى عزز من مكانتها كوجهة رئيسية لاستضافة أكبر الفعاليات الرياضية، ليس فقط على المستوى الإقليمي، بل على الصعيد الدولي أيضاً.
وختم حديثه بالقول: 'بطولة كأس العرب لم تكن مجرد بطولة إقليمية، بل كانت جسراً استراتيجياً عزز من قوة قطر الناعمة، وربط بين الرياضة والثقافة والسياحة في مشهد واحد، لتؤكد الدوحة من جديد أنها لاعب أساسي على خريطة الرياضة العالمية'.
إحياء الهوية
المحلل الرياضي سليم محمد يرى أن بطولة كأس العرب تعكس إحياء الهوية الرياضية العربية المشتركة؛ لكونها تجمع المنتخبات العربية من قارتي آسيا وأفريقيا، وتمنح اللاعبين فرصة اكتساب خبرة دولية في أجواء رسمية.
ويضيف المحلل الرياضي في حديثه لـ'الخليج أونلاين' أن اعتماد البطولة رسمياً من الفيفا أعاد إليها القيمة التاريخية والإعلامية، ورفع من أهميتها التسويقية.
ويؤكد أن البطولة لم تقتصر على الجانب الرياضي فقط، بل شكّلت أداة سياحية وترويجية لدولة قطر، حيث تسهم في جذب الجماهير العربية، كما توفر الفرصة للجماهير للتعرف على الأسواق التراثية والمراكز السياحية والمنتجعات والثقافة القطرية.
وتابع بالقول: 'البطولة في العام 2021 أظهرت جاهزية قطر التنظيمية، من حيث إدارة الجماهير والأمن والإقامة، كما أبرزت الملاعب والمنشآت الحديثة كمراكز تصميمية وتقنية متقدمة'.
وينوه بأن استضافة البطولة تحت إشراف الفيفا عززت القيادة الرياضية القطرية عربياً، وبنت الثقة الدولية بقدرة قطر على تنظيم فعاليات عالمية، مؤكّداً أن كأس العرب 2021 وكأس العالم 2022 كانت بمنزلة بطاقة تعريف للعالم بأن الدوحة أصبحت مركزاً رياضياً وثقافياً وسياحياً يجمع بين الحداثة والأصالة.
ملاعب البطولة
وستستضيف ستة ملاعب البطولة، ديسمبر المقبل، وقد سبق لها جميعها احتضان مباريات كأس العالم 2022.
ومن المقرر أن يستضيف ملعب البيت المباراة الافتتاحية للبطولة، على أن تقام المباراة النهائية في استاد لوسيل، كما حدث أيضاً في مونديال 2022.
ويتزامن يوم ختام البطولة، وهو 18 ديسمبر، مع اليوم الوطني القطري، حيث ستشهد الدولة احتفالات بختام البطولة، وبفعاليات اليوم الوطني كذلك.
المنتخبات المُشاركة
وسيُشارك في النهائيات 16 منتخباً، من قارتي آسيا وأفريقيا، وتأهلت قطر إلى النهائيات تلقائياً، بصفتها الدولة المضيفة، والجزائر بصفتها بطلة النسخة السابقة.
كما تأهلت منتخبات مصر والعراق والأردن والمغرب والسعودية وتونس والإمارات، بحسب تصنيف الاتحاد الدولي للعبة.
أما المقاعد السبعة المتبقية فستحدد من خلال مباريات التأهل (بنظام المباراة الواحدة)، المزمع إقامتها في قطر خلال نوفمبر المقبل.




 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 


















