الهرشة السابعة.. وأنواع مختلفة من الحب

أن تقدم عملا دراميا يخص حياة المتزوجين مع استعراض بعض الأزمات المادية أصبح عاديا، ولكن التعمق في المشاعر وتقديمها بطرق مختلفة، هذا هو ما يميز مسلسل 'الهرشة السابعة' هذا العام، فمشاكله جديدة في الطرح على الجمهور.

يستعرض المسلسل الكثير من العلاقات العاطفية ومختلف مراحل الحب، في بداية الزواج بعد قصة حب طويلة في علاقة 'نادين'، أمينة خليل، و'آدم'، محمد شاهين، التي تدب الخلافات بينهما في أول عام زواج رغم أن علاقتهما مستمرة منذ 17 عاما، ونجد علاقة الأبوين المثقلة بهموم 30 عاما، وأخرى للعلاقات المتحررة بعض الشيء.

الحب وصدمة الزواج

يستعرض المسلسل العديد من مشاكل الزواج بعيدا عن الملل والفتور التي أصبحت متناولة في كل الأعمال عن العلاقات، هذه المرة يبدأ العمل بتوقعات ما بعد الزواج، شخصية 'نادين' عاشت تحلم طيلة عمرها بالزواج من حبيبها 'آدم' ليستمتعا بالحياة معا، وتنتظر الخروج والسفر بصحبة زوجها وأصدقائهما مع مزيد من الحرية عن أيام صداقتهما، ولكنها تصطدم بالواقع ومسئولياته في العمل وتعبه طوال أيام الأسبوع.

تمر السنوات وتتزايد الخلافات بين الزوجين، ونجد ردود أفعال غير مبررة من 'نادين' في حق زوجها 'آدم' الذي يحاول دوما امتصاص غضبها وعصبيتها وتفهم احتياجاتها، ورغم كل هذا فهي تجده مقصرا، وينبع هذا الشعور بداخلها من إحساسها الدائم بأنها مضغوطة ولا تجد من يعينها حتى وإن كان يقوم بما يمكنه فعله، لكنها لا تراه.

وعلى التوازي، تأتي علاقة 'شريف'، علي قاسم، و'سلمى'، أسماء جلال، الاثنين بتفكير متحرر بعض الشيء عن 'نادين' و'آدم'، لكن لكليهما أزمات نفسية مختلفة مترتبة من فترات سابقة من حياتهما، فهي تعاني من طلاق أسرتها وإهمال الأبوين لها، وهو يحاول اكتشاف ذاته ومعرفة شغفه، لكنهما يتمكنان من إيجاد مساحة مشتركة لعلاقتهما ويوفران منطقة الأمان لكل منهما.

حوار مختلف

وبعيدا عن قصص الحب التي يعرضها العمل فهو يوفر حوارا راقيا بعيدا عن الجمل السجعية المتكررة في أغلب المسلسلات الرمضانية، لا مزيد من استعراض القوة بطريقة مبتذلة، فالحوار بين الشخصيات يمكنك سماعها في حياتك اليومية أو ربما قلتها من قبل في أوقات متفرقة في حياتك.

ويأتي الحوار الشيق من بناء الشخصيات الجيد، فكل شخصية يمكنك توقع رد فعلها في الموقف بناء على معرفتك الجيدة بهم، فأنت أصبحت من ضمن الجروب وتعرفهم جيدا بمجرد مشاهدة 7 حلقات منه.

تمثيل طبيعي

على مدار الأيام السابقة وجدت الكثير من الميمز والمنشورات المنزعجة من طريقة تمثيل أبطال العمل، وبالأخص أمينة خليل، وصوتها العالي طوال الوقت، وكأنها تفتعل هذا رغم أن هذه إحدى السمات الأساسية لشخصيتها، فهي وحيدة والديها، ومدلله، لم تشعر على مدار حياتها بأي خلاف بين والديها يستلزم الطلاق، الجميع يخشاها لأنها تسعى للظهور بصورة مثالية، فأي من المجيطين بها يخفي عنها جانبه المظلم خوفا من حكمها، من الطبيعي أنه عندما تقع في أزمة توجد نفسها في حيرة من أمرها أن تبدأ حيطان أمنها في الانهيار وأسهل طريقة للتعبير عن ذلك هو الصوت العالي قبل أي تفكير.

كما أن الأزمات التي تقع فيها مع زوجها، بداية من توتر واكتئاب ما بعد الولادة وأنها تشعر بالوحدة والمسئولية ينتج عنه في البداية توتر في الأعصاب والصوت العالي والحدة هو أول أعراضه.

أما طريقة علي قاسم التي أيضا لها نصيب من النقد، فهو من أم فرنساوية، وأب هاديء الطباع، فمن الطبيعي أن ينتج عنه شاب هاديء.

كل هذا بالإضافة إلى أن طبقات الناس ليست فقط اجتماعية ليمكنك وضع أي شخصية في إطار مجتمعي، فهناك أيضا اختلافات ثقافية تظهر على شخصيات الناس، فالطبقة التي يدور المسلسل حولها هي طبقة متوسطة عادية، 'آدم' عليه أقساط وتم فصله من العمل وتأثر من الكورونا، وليس معه أموالا تكفي لمدارس انترناشونال لابنيه، و'سلمى' لا تملك أموالا لمشاركته في مشروعه، ولكنهم يلتقون ثقافيا بعيدا عن ظروفهم المادية، وهذا بالطبع يؤثر على قرارات وردود أفعال الشخصيات في المسلسل، وعلى سبيل المثال، 'شريف' تقبل وجود 'عمر' حبيب زوجته الأول وسط شلة الأصدقاء، وهذا التصرف لن يقبله الكثير من الرجال في مختلف الطبقات الاجتماعية، ولكنه يحتاج لعامل مختلف عن الأموال لتقبله، وهو متواجد لدى شخصية 'شريف'.

الأغاني

قائمة الأغاني في المسلسل جاء اختيارها عذبا، فهي أغاني عير منتشرة، ولكنها مناسبة لكل موقف في العمل، تكمل اللوجة الفنية المقدمة بالكلمات التي لم تقال بين الأبطال ولكن وصلت المشاعر بأدائهم.

يقدم المسلسل وجبة مختلفة عن الخلافات الزوجية، التي لا تهدف في النهاية للطلاق كحل، وهذا كما ورد على لسان 'نادين' حينما علمت برغبة والدتها في الطلاق، فهو ليس الحل الأسهل للعلاقة بالنسبة لها، فهي تحاول، فهل ستستمر في النهاية؟

اقرأ أيضًا:

حمل آبلكيشن FilFan ... و(عيش وسط النجوم)