طلوع "الثريا" يفتح بوابة القيظ ويشعل حرارة الصيف في الإمارات

تشهد سماء دولة الإمارات فجر السبت 7 يونيو/حزيران، ظاهرة فلكية مميزة، تتمثل في طلوع نجوم 'الثريا' فوق الأفق الشرقي، في مشهد يُعد علامة فارقة في التقويم الشعبي العربي، حيث يربط العرب هذا الحدث ببداية موسم 'القيظ' – ذروة الحر في الجزيرة العربية.

13 يومًا لـ'طالع الثريا' وبداية موسم طويل

وفقًا لما أوضحه إبراهيم الجروان، رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات للفلك وعضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، فإن ما يُعرف بـ'طالع الثريا' يمتد لمدة 13 يومًا، من 7 إلى 19 يونيو/حزيران، ويمثل أول مراحل القيظ، بينما يشمل 'موسم الثريا' منزلتي 'الثريا' و'الدبران'، ويستمر حتى 2 يوليو/تموز.

تعامد الشمس وظلال الزوال تختفي

يتزامن منتصف موسم 'الثريا' مع لحظة فلكية دقيقة تتمثل في تعامد الشمس على مدار السرطان؛ ما يؤدي إلى اختفاء الظلال عند الزوال، خاصة في المناطق الجنوبية من الدولة.

ويبلغ النهار ذروته من حيث الطول، فيما يصل الليل إلى أقصر ساعاته خلال السنة، تزامناً مع الانقلاب الصيفي في 21 يونيو/حزيران.

حرارة تتجاوز 42 درجة ورياح مثيرة للغبار

مع طلوع الثريا، تبدأ درجات الحرارة في الارتفاع الملحوظ، حيث تتجاوز العظمى نهارًا 42 درجة مئوية، فيما لا تنخفض الصغرى ليلًا عن 25 درجة.

وترافق هذه الأجواء الحارة رياح صيفية معروفة لدى العرب باسم 'البوارح' أو 'البارح'، وهي رياح شمالية غربية جافة وقوية قد تثير الغبار وتنقل الرمال.

'الوَغْرات'.. موجات حر مفاجئة وقصيرة

يشير الجروان إلى أن فترة القيظ تتخللها موجات حر أشد تُعرف بـ'الوَغْرات'، حيث تقفز درجات الحرارة 3 درجات مئوية على الأقل فوق المعدلات المعتادة، وتستمر هذه الموجات يومين أو أكثر، وتتكرر عدة مرات خلال الموسم.

مراحل القيظ.. من الثريا إلى الكليبيين وسهيل

يمتد موسم القيظ من أوائل يونيو/حزيران وحتى نهاية أغسطس/آب، ويتضمن عدة مراحل فلكية تقليدية تبدأ بالثريا، تليها 'الجوزاء والمرزم'، التي تشهد أقسى درجات الحرارة والجفاف، وصولًا إلى 'الكليبيين وسهيل'، حيث تبدأ الرطوبة بالتصاعد وتصبح الأجواء مرهقة بفعل الحر والرطوبة معاً، قبل أن تبدأ درجات الحرارة بالانخفاض التدريجي.

موسم الحصاد.. و'قيظت الذيد' دلالة النضج

من الناحية الزراعية، يُعد القيظ موسمًا مهمًا لجني محاصيل النخيل، وخاصة الرطب؛ وتشير العبارات الشعبية مثل 'قيظت الذيد' أو 'قيظت العين' إلى نضج الثمار في تلك المناطق، إذ تقيّظ بعض المناطق قبل غيرها بحسب درجات الحرارة.