اليوم العالمي للسلاحف البحرية.. أنواعها وموطنها وطرق تربيتها

السلاحف البحرية تعتبر من أقدم الكائنات الحية التي تعيش في المحيطات والبحار. يعود تاريخ وجود السلاحف البحرية إلى ما يزيد عن 100 مليون سنة، مما يجعلها من أقدم الأنواع التي تمكنت من البقاء والتكيف مع تغييرات عديدة في النظام البيئي العالمي.

تتميز هذه الكائنات بقدر كبير من الأهمية البيئية، حيث تلعب دورا فعالا في الحفاظ على صحة النظم البيئية البحرية.

في هذا التقرير، وبمناسبة اليوم العالمي للسلاحف البحرية الذي يوافق 16 يونيو كل عام، نستعرض معكم أهم المعلومات عن السلاحف البحرية، بما في ذلك أنواعها، بيئتها، غذاؤها، ودورة حياتها.

أنواع السلاحف البحرية

السلاحف البحرية تنتمي إلى فصيلة الزواحف، ويوجد منها سبعة أنواع رئيسية منتشرة في مختلف أنحاء العالم. من بين هذه الأنواع، نجد سلحفاة الجلد المدبوغ، والسلحفاة الخضراء، وسلحفاة صقرية المنقار، وسلحفاة منقار الزجاجة، وسلحفاة ريدلي الزيتونية، وسلحفاة التمساح، وسلحفاة منقار كيمب ريدلي.

لكل نوع من هذه الأنواع خصائصه المميزة التي تعكس قدرته على التكيف مع البيئة المحيطة.ر وفيما يعلي نستعرض معكم معلومات عن بعضها:

سلحفاة الجلد المدبوغ

تعتبر سلحفاة الجلد المدبوغ أكبر السلاحف البحرية وأكثرها قدرة على الغوص في أعماق المحيطات، حيث يمكن أن تصل إلى عمق يتجاوز 1200 متر. يتميز جسمها بغطاء جلدي مرن بدلا من الدرع العظمي الصلب المتواجد في الأنواع الأخرى.

سلحفاة صقر المنقار

يشتهر هذا النوع بمنقاره الحاد الذي يشبه منقار الطيور الجارحة، ويستعمله للتغذية على الإسفنج البحري. يتميز بالألوان الجميلة والمبهجة على صدفته، مما جعله معرضا للصيد الجائر بسبب استخدامه في صناعة الحلي.

أين تعيش السلاحف البحرية؟

السلاحف البحرية تنتشر في كافة المحيطات والبحار الدافئة والاستوائية. وعلى الرغم من أنها تقضي معظم حياتها في الماء، فإنها تعتمد على الشواطئ الرملية لوضع البيض. تفضل السلاحف الشواطئ الهادئة والنائية لضمان أكبر فرصة لبقاء أجيالها القادمة بعيدا عن الأضرار البشرية.

الأماكن المفضلة

المناطق الساحلية ذات الشعاب المرجانية تعتبر من الموائل المهمة للسلاحف البحرية حيث تعتمد عليها في الغذاء والمأوى. بالإضافة إلى ذلك، تفضل السلاحف المناطق التي تتمتع بدرجات حرارة معتدلة تساعد في حماية بيضها.

بيئات أخرى

تفضل أنواع مثل سلاحف البحر الخضراء مناطق البحيرات والمستنقعات المالحة، بينما سلحفاة منقار كيمب ريدلي عادة ما تفضل الشواطئ المكسيكية والغربية لضمان وضع البيض.

ماذا تأكل السلحفاة البحرية؟

تتنوع الأنماط الغذائية للسلاحف البحرية اعتمادا على النوع. السلاحف البحرية يمكن أن تكون نباتية، آكلة للحوم، أو متعددة التخصصات، مما يجعلها لاعبا رئيسيا في توازن النظام البيئي البحري.

السلاحف النباتية

السلاحف الخضراء تظهر نظاما غذائيا يعتمد على النباتات البحرية والأعشاب، ما يسهم في الحفاظ على توازن نمو الأعشاب البحرية ومنعها من الانتشار المفرط.

السلاحف المفترسة

على النقيض، السلاحف كسلحفاة صقر المنقار تعتمد في غذائها على الإسفنج والرخويات، مما يساعد في التحكم بأعداد هذه الكائنات ويحمي الشعاب المرجانية من التنافسية البيولوجية.

كم سنة تعيش السلحفاة البحرية؟

السلاحف البحرية تعتبر من الكائنات ذات الحياة الطويلة، حيث يمكن أن تتجاوز عمر بعضها 100 سنة، مما يجعلها رمزا للقدرة على التكيف والبقاء مع التغيرات البيئية. ومع ذلك، فإن حياتها معرضة للتهديد بسبب النشاطات البشرية.

عوامل مؤثرة على عمر السلاحف

العمر المتوقع للسلاحف يعتمد على عوامل مثل نوعها، البيئة التي تعيش فيها، وصحة النظام البيئي المحيط. السلاحف الخضراء، على سبيل المثال، يمكنها العيش لأكثر من 80 عاما، بينما سلاحف كيمب ريدلي تعتبر أقل عمرا بسبب التهديدات التي تواجهها.

أعمار السلاحف البحرية

تظهر السلاحف البحرية التي تعيش في المحميات الطبيعية أعمارا أطول مقارنة بتلك التي تواجه التلوث وصيدها غير القانوني. الحماية البيئية تعتبر العامل الأساسي في زيادة عمرها.

هل يمكن تربية السلحفاة البحرية في المنزل؟

تسمح بعض البلدان بتربية السلاحف البحرية في المنازل، لكنها عملية معقدة تتطلب تجهيزات خاصة واهتماما كبيرا. في معظم الحالات، يمنع الاحتفاظ بالسلاحف البحرية في المنزل نظرا للحاجة للحفاظ على البيئة الطبيعية والتنوع البيولوجي.

متطلبات تربية السلحفاة البحرية

لتربية السلحفاة البحرية، يحتاج الشخص إلى مساحة واسعة تحاكي البيئة البحرية، بما في ذلك درجة حرارة مناسبة وجودة ماء مطابقة. كما أن الغذاء المتخصص يلعب دورا كبيرا في صحتها.

التحديات القانونية

يتطلب الحصول على سلحفاة بحرية لتربيتها تصاريح خاصة في العديد من الدول نظرا لأن معظم الأنواع مدرجة ضمن قوانين حماية الأنواع المهددة بالانقراض.

معلومات عن سلحفاة البحر للأطفال

تعليم الأطفال عن السلاحف البحرية يعتبر أمرا مهما لتعزيز الوعي البيئي لديهم منذ الصغر. تشكل السلاحف مثالا رائعا على الكائنات التي تحتاج إلى الحماية بسبب الحوادث المتعددة التي تواجهها.

. وفقا للإحصائيات الأخيرة التي أصدرتها الجمعيات البيئية، يعد أكثر من 6 من أصل 7 أنواع من السلاحف البحرية مهددا بالانقراض.

. تواجه هذه الكائنات حالة حرجة نتيجة تأثير النشاط البشري على وجودها.

. تشير تقارير إلى أن أكثر من 100 ألف سلحفاة بحرية يتم صيدها بشكل غير قانوني سنويا، سواء للاستخدام في المنتجات اليدوية أو بسبب الاعتقاد أنها علاج لبعض الأمراض.

. تعمل العديد من الدول على ضمان حظر الصيد غير القانوني والتجارة غير المشروعة للسلاحف البحرية على المستوى العالمي.

. يمكن للأفراد المساهمة في حماية السلاحف البحرية من خلال دعم المبادرات البيئية والامتناع عن شراء المنتجات التي تحتوي على أجزاء من السلاحف.

. يمكن أيضا المشاركة في تنظيف الشواطئ لمنع وصول البلاستيك إلى بيئتها.

. زيارة المحميات البحرية ودعمها يعتبر أحد الطرق الفعالة للمساعدة في الحفاظ على السلاحف البحرية. هذه المحميات توفر بيئة آمنة لهذه الكائنات وتضمن استمرارها.

في النهاية، يمكن استخدام قصص تعليمية للأطفال تروي حياة السلاحف البحرية مثل صراعها للوصول إلى البحر بعد فقس البيض وكيف تواجه العقبات والأعداء لتصبح جزءا من النظام البيئي.

إن الأطفال الذين يتعلمون عن السلاحف البحرية وأهمية الحفاظ على البيئة يتمتعون بقيم بيئية أكبر خلال نموهم، مما يدفعهم إلى تبني سلوكيات صديقة للبيئة في المستقبل.