لايف ستايل
موقع كل يوم -ال عربية
نشر بتاريخ: ٧ تشرين الثاني ٢٠٢٥
لطالما ارتبط الميلاتونين بصورة المكمّل الطبيعي الذي يساعد على النوم من دون آثار جانبية تُذكر، حتى بات جزءاً من الروتين الليلي لكثيرين. لكن دراسة حديثة جاءت لتكسر هذه الصورة الوردية، بعدما ربطت بين الاستخدام الطويل الأمد للميلاتونين وزيادة خطر الإصابة بمشكلات في القلب، ما دفع الخبراء إلى الدعوة للتعامل معه بحذر أكبر، خصوصاً لدى من يعانون اضطرابات نوم مزمنة أو أمراضاً قلبية سابقة.
ما الذي توصّلت إليه الدراسة؟
أجريت الدراسة على أكثر من مئة ألف شخص يعانون من الأرق، وقارنت بين من يستخدمون الميلاتونين بانتظام على مدى سنة أو أكثر، وبين من لا يلجأون إليه إطلاقاً. وأظهرت النتائج أن مستخدمي الميلاتونين كانوا أكثر عرضة للإصابة بفشل قلبي خلال خمس سنوات، كما ارتفعت لديهم نسبة الدخول إلى المستشفى والوفيات المرتبطة بأمراض القلب.
ورغم أن الدراسة لا تثبت علاقة سببية مباشرة، فإنها تثير تساؤلات مهمة حول تأثير الميلاتونين على المدى الطويل، خاصة أن بعض المشاركين لم تكن لديهم مشاكل قلبية مسبقة قبل البدء بتناوله.
تفسيرات محتملة للنتائج
يُشير الباحثون إلى أن العلاقة بين الأرق وصحة القلب معقدة في الأساس، إذ يمكن لقلّة النوم المزمنة أن تؤثر سلباً على ضغط الدم وتنظيم الهرمونات ونبض القلب. كما أن الاعتماد المستمر على الميلاتونين قد يكون دليلاً على وجود اضطرابات أعمق في نمط النوم أو في الجهاز العصبي، ما يجعل التمييز بين السبب والنتيجة أمراً صعباً.
من ناحية أخرى، تختلف جودة المكمّلات المتوافرة في الأسواق وجرعاتها بشكل كبير، وهو ما قد يفسّر التفاوت في تأثيراتها، خصوصاً أن الميلاتونين لا يُصنّف دواءً يخضع لرقابة دوائية دقيقة في معظم الدول.
الاستخدام الآمن للميلاتونين
يُجمع الخبراء على أن الميلاتونين يُعتبر آمناً نسبياً عند استخدامه لفترات قصيرة، مثل حالات اضطراب الرحلات الجوية أو التبدّل المؤقت في جداول النوم. لكن تناوله بشكل يومي وعلى مدى طويل يستدعي استشارة الطبيب، خاصة لدى من لديهم تاريخ عائلي لأمراض القلب أو يعانون من ارتفاع في ضغط الدم أو السكري.
ينصح الأطباء بتجنّب الاعتماد على المكمل وحده لتحسين النوم، والعمل بدلاً من ذلك على معالجة الأسباب الجذرية للأرق من خلال تعديل نمط الحياة، والحد من الكافيين، وتحسين روتين النوم وبيئته.




























