لارا خوري: "أبحث عن الجمال في النقص وعدم الكمال"

في عالم الأزياء، لا تقتصر التصاميم على الأقمشة والقصّات فحسب، بل تحمل في طياتها قصصاً وتجارب تعكس هوية المصمّم ورؤيته. المصمّمة اللبنانية لارا خوري، تنسج في تصاميمها حكايات من الصمود والتحوّل، مستلهمةً من التحدّيات التي واجهتها شخصياً ومن القوّة التي تجسّدها المرأة اللبنانية. في هذا الحوار، تكشف لارا عن تفاصيل مجموعتها الجديدة Embers of Power، وكيف تنظر إلى الجمال في العيوب، وتأثير التجارب الصعبة على مسيرتها الإبداعية، إضافةً إلى مشاريعها المستقبلية في عالم الموضة.

ما هو مصدر الإلهام وراء مجموعة Embers of Power؟

Embers of Power هي تحية لصمود المرأة اللبنانية وقدرتها على التكيّف والتألّق رغم التحدّيات الكبيرة. هي مستوحاة من شعور التقيّد، أكانت شخصية، اجتماعية، أو سياسية—لترمز إلى التوازن الدقيق بين القيود والحرية.

تعكس التصاميم فكرة القيد الجسدي من خلال تقنيات مثل الطيّات، والدرزات المتعرجة، والتكسيرات، التي تمثل عملية الانحناء دون الانكسار. هذه التفاصيل تحاكي رحلة تجاوز الضغط وتحويل التحدّيات إلى تعبير قوي عن الهوية. من خلال هذه المجموعة، أروي قصة حول كيفية تحويل العقبات، عند احتضانها، إلى مصدر للإبداع واكتشاف الذات، مجسدةً مفهوماً أعمق للوجود حيث تكمن الحرية الحقيقية.

كيف تجعلين مفهوم العيوب وعدم التماثل في تصاميمك قابلاً للارتداء؟

أجد الجمال في النقص وعدم الكمال، فهما يعكسان الطبيعة العفوية والمتغيرة للحياة. هذه الفلسفة تلهمني لابتكار تصاميم غير متماثلة بتفاصيل غير متوقّعة، مما يعزّز فكرة التفرّد والتجدّد. أطبّق هذه الفكرة من خلال القصّات غير المتناسقة، والانسدالات الناعمة، والتفاصيل غير التقليدية التي تحتفي بالحالة الطبيعية وغير المصقولة للمواد والأشكال. هذه العناصر تعكس عيوب الحياة بطريقة أنيقة ومتوازنة. أما من حيث القابلية للارتداء، فأحرص على أن تتحرك الأقمشة بانسيابية مع الجسد، مما يجعل التصاميم تبدو طبيعية ومريحة. كل قطعة هي تذكير بأن العيوب ليست ضعفاً، بل وسيلة للتحرّر والتعبير عن الذات.

كيف أثرت تجاربك الشخصية، مثل انفجار بيروت، على تصاميمك وعلامتك؟

كان انفجار بيروت حدثاً غيّر حياتي وجعلني أشعر بفقدان هائل، لكنه منحني في الوقت نفسه فرصة لإعادة اكتشاف ذاتي. أجبرني هذا الحدث على التوقّف، والتأمّل، وإعادة تقييم جوهر علامتي ورؤيتي الإبداعية. فتحوّل ذلك الدمار إلى حافز للصمود، مما ألهمني لابتكار مجموعات تكرّم قوة الروح البشرية. علّمني الانفجار قيمة التكيّف وقوة التحوّل، وهو ما يتجلى اليوم في تصاميمي. ومن خلال قطع كتلك التي تضمّها مجموعة Embers of Power، أسعى إلى سرد قصص تتحدّث عن تجاوز المحن وإيجاد الحرية في إعادة البناء.

ما الذي يحفزّك على تخطّي الحدود في عملك؟

يأتي دافعي من رغبتي العميقة في تحدّي القواعد السائدة وإعادة تعريف ما يمكن أن تكون عليه الموضة. أرى في كل مجموعة فرصة لكسر الأنماط وإعادة تخيّل الأسس، مما يمنح الأفراد القوة لاحتضان حقيقتهم. كما أنني أستلهم من قصص مجتمعي، وتحديداً من صمود اللبنانيين، ومن التجربة الإنسانية العامة في مواجهة النقص والتحديات. بالنسبة إلي، الإبداع هو وسيلة لمنح هذه القصص صوتاً، ودفع الحدود، وإلهام الآخرين لاكتشاف إحساسهم الخاص بالحرية.

ما الجديد لعلامة LARAKHOURY؟ هل هناك مشاريع مستقبلية؟

إعادة إطلاق LARAKHOURY تمثل بداية فصل جديد مليء بالإبداع. إلى جانب مجموعة Embers of Power، أعمل على توسيع مشروع Secrets of Survival الذي يضمّ مجموعات DIY للخياطة، لتمكين الأفراد من استكشاف إبداعهم والتواصل مع ممارسات الموضة المستدامة. كما أستكشف تعاونات جديدة تمزج بين الموضة والفن والسرد القصصي، وأخطط لإطلاق سلسلة من ورش العمل لمشاركة تقنياتي وفلسفتي مع المصمّمين الصاعدين. في النهاية، رؤيتي هي الاستمرار في تقديم تصاميم تُلهم الجرأة، والأصالة، والتعبير عن الذات على نطاق عالمي.