اخبار جزر القمر
موقع كل يوم -الميادين
نشر بتاريخ: ٢٦ حزيران ٢٠٢٣
بعد التفجيرين المزدوجين في كنيستي مار جرجس بطنطا والمرقسية بالإسكندرية الأحد الماضي، واللذين استهدفا أقباط مصر بمناسبة أحد الشعانين، كان رد السيسي أن 'من سقطوا هم ليسوا مسيحيين ولا مسلمين، بل هم مصريون!..قبل الولوج إلى الاتهامات التي وُجهت إلى السيسي بسبب 'التراخي الأمني' من قبل متظاهرين نزلوا إلى الشارع بُعيد التفجيريْن، لا بد من قراءة المشهد الدموي، بأبعاده المباشرة وغير المباشرة.
السيسي علّق على التفجير بالقول 'من سقطوا هم ليسوا مسيحيين ولا مسلمين، بل هم مصريون! المواجهة طويلة ومستمرة ولازم نخلي بالنا'.. وكما لكل فعل إجرامي ردة فعل رسمية وشعبية، كان قرار السيسي سريعاً بإعلان حالة طوارئ لمدة 3 أشهر في البلاد، وإقالة مدير أمن الغربية اللواء حسام الدين خليفة من منصبه، وتشكيل مجلس أعلى لمكافحة الإرهاب في مصر، والتصدّي للخطاب الديني المتطرف. أمّا شعبياً، فقد ترجمت التظاهرت والاشتباكات التي وقعت بين قوات الأمن ومتظاهرين بعيد التفجيريْن في الكنيستين، الغضب والاستنكار بسبب ما سموه 'التراخي الأمني' بل أخطر من ذلك 'التواطؤ الأمني'.
وقبل الولوج الى الاتهامات التي وُجهت الى السيسي بسبب 'التراخي الأمني' من قبل متظاهرين نزلوا إلى الشارع بُعيد التفجيريْن، لا بد من قراءة المشهد الدموي، بأبعاده المباشرة وغير المباشرة، فكان لـ الميادين نت مقابلة مع الباحث المصري في الشؤون الإسلامية مصطفى زهران، الذي رأى أن التنظيمات المتطرفة كـ'داعش'، وبعد انحساره جغرافياً في عواصم ومراكز مهمة في العراق والموصل (يسيطر حالياً على 6,8% من الأراضي بحسب وكالة فرانس برس) والاستعدادات لمعركة الرقة، بدأ يبحث عن بدائل وآليات مغايرة لإعادة التموضع مرة أخرى عبر اللعب على وتر الإثنيات والأقليات، في ظل سياق عام يدفع نحو المزيد من الاحتقان المذهبي وتفعيل فكرة الطائفية، خاصة في الحالة المصرية.
وبحسب زهران، فإن الحالة الطائفية التي تنتهجها التنظيمات الإسلامية المتشددة منذ مطلع الثمانيات والتسعينات، هي استراتيجية موروثة في مخيلة الإسلاميين الراديكاليين، وبالتالي، هي تعرف انعكاساتها وتداعياتها على الواقع المصري.