طالبان توقع أول عقد دولي لها مع شركة صينية لاستخراج النفط

طالبان تستعين بشركةٍ صينية من أجل تسريع عمليات التنقيب عن النفط والغاز في أفغانستان، في إطار مساعيها لتأمين احتياج البلاد من الوقود.

وقّعت الحكومة الأفغانية، التي تقودها حركة طالبان، أول عقدٍ دولي لها مع الصين، يوم أمس الخميس، لاستخراج النفط من حوض آمو داريا الشمالي، وفق ما أعلن وزير التعدين الأفغاني بالإنابة، شهاب الدين ديلاوار.

وتعتمد أفغانستان على استيراد الوقود من الخارج لتأمين احتياجات مواطنيها، إذ اتفقت حركة طالبان التي تسيطر على البلاد، خلال الأشهر الماضية، مع روسيا وتركمانستان، من أجل توسيع واردات البلاد من المشتقات النفطية.

وجرت مراسم توقيع عقد التنقيب عن النفط والغاز في أفغانستان بحضور السفير الصيني في كابول، وانغ يو، ومسؤولين أفغان آخرين رفيعي المستوى، حسبما ذكرت وكالة أنباء 'خامه برس' الأفغانية.

ويهدف العقد، الذي وقّعته شركة شينجيانغ آسيا الوسطى للنفط والغاز (كابيك)، إلى توفير نحو 3 آلاف فرصة عمل للأفغان، ويرفع قدرات استخراج النفط من منجم قشقري من 200 طن (1.4 ألف برميل) إلى 1000 طن وأكثر (7.1 ألف برميل).

وتُعد هذه أول صفقة كبيرة لاستخراج موارد أولية توقعها طالبان مع شركة دولية منذ سيطرتها على السلطة في أفغانستان عام 2021.

كذلك، شدّد ديلاوار، على أن أحد شروط الاتفاق أن 'يُعالج النفط في أفغانستان، وذلك من أجل تأمين الاحتياجات المحلية من الوقود التي يجرى استيرادها من الخارج'، مشيراً إلى أنه 'مع بدء استخراج النفط من المنطقة خلال 3 سنوات، سيُصدر النفط الأفغاني إلى دولٍ أخرى في العالم'.

من جهته، قال السفير الصيني وانغ يو، خلال مؤتمر صحفي عقب توقيع الاتفاقية: 'عقد نفط أمو داريا مشروع مهم بين الصين وأفغانستان'.

بالتزامن، كتب المتحدث باسم الحكومة الأفغانية، ذبيح الله مجاهد، في حسابه في 'تويتر' أن الشركة الصينية ستستثمر 150 مليون دولار سنوياً في أفغانستان، مضيفاً أن استثماراتها ستزيد إلى 540 مليون دولار في 3 سنوات بموجب العقد الذي تبلغ مدته 25 عاماً.

وأشار إلى أن الحكومة الأفغانية ستشارك في المشروع بنسبة 20%، ويمكن زيادتها إلى 75% في المستقبل.

كذلك، قال نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية، الملا عبد الغني برادار، في المؤتمر الصحفي، إن شركةً صينية أخرى، لم يذكرها بالإسم، لم تواصل استخراج الخام بعد سقوط الحكومة السابقة، لذلك تم إبرام الصفقة مع 'كابيك'.

وأضاف: 'نطلب من الشركة الاستمرار في العملية وفقاً للمعايير الدولية، كما نطلب منها العمل لتحقيق مصالح الأهالي'.

وقال نائب المتحدث باسم 'طالبان'، بلال كريمي، عبر 'تويتر': 'اليوم تم توقيع عقد مهم للغاية مع الصين، غير مسبوق في الخمسين عاماً الماضية، وبموجبه ستبدأ الشركة الصينية في استخراج النفط على مساحة 4500 كيلومتر مربع بمنطقة نهر آمو داريا'.

وبحسب 'رويترز'، كانت مؤسسة البترول الوطنية الصينية، قد وقعت عقداً مع الحكومة الأفغانية السابقة المدعومة من الولايات المتحدة، في 2012 لاستخراج النفط في حوض أمو داريا بإقليمي فارياب وسار إي بول الشماليين. وكانت التقديرات في ذلك الوقت تشير إلى وجود احتياطيات قابلة للاستخراج تبلغ نحو 87 مليون برميل من النفط الخام في أمو داريا.